التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الكهانة

          قوله: (بَابُ الْكِهَانَةِ): هي بكسر الكاف؛ مصدر (كهَن يكهُن)؛ مثل: (كتَب يكتُب كِتابة)، قال القاضي عياض ☼: (كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب؛ أحدها: يكون للإنسان وليٌّ من الجنِّ يخبره بما يسترق مِن السَّمع مِن السماء، وهذا القِسم بطل مِن حين بُعِث مُحَمَّد صلعم، الثاني: أن يخبره بما يطرأُ، أو يكون في أقطار الأرض، وما خَفي عنه ممَّا قَرُب أو بَعُد، وهذا لا يبعدُ وجودُه، ونفت المعتزلة وبعض المتكلِّمين هذين الضَّربَين وأحالوهما، ولا استحالة في ذلك، ولا بُعد في وجوده، لكنَّهم يَصدُقون ويَكذِبون، والنَّهيُ عن تصديقهم والسماع منهم عامٌّ، الثالث: المُنجِّمون، وهذا الضرب يخلق الله فيه لبعض الناس قوَّةً ما، لكن الكذب عليه أغلب، ومِن هذا الفنِّ العرافة، وصاحبها عرَّاف؛ وهو الذي يستدلُّ على الأمور بأسباب ومُقدِّمات يدَّعي معرفتها بها، وقد يعتضد بعض هذا الفنِّ في ذلك بالزجر، والطرق، والنُّجوم، وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلُّها تُسمَّى: كهانة، وقد أكذبهم الشرع، ونهى عن تصديقهم وإتيانِهم، والله أعلم)، وقد قدَّمته مرَّة أخرى.