التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: كان رسول الله أجود الناس

          6- (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم أَجْوَدَ النَّاسِ) بنصب (أجود) خبر (كان).
          (وَكَانَ أَجْوَدُ) بالرفع على المشهور، إما على أنَّه مبتدأ مضاف إلى المصدر وهو (مَا يَكُونُ)، و(ما) مصدرية وخبره: (فِي رَمَضَانَ)، تقديره: أجود أكوانه في رمضان، والجملة بكاملها خبر كان، واسمُها ضمير عائد على رسول الله صلعم .
          وَإِمَّا عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيْرِ فِي (كَانَ) بدل اشْتِمَالٍ.
          وَيَجُوْزُ النصب على أنَّه خبر (كان)، ورُدَّ بأنه يلزم منه أن يكون خبرُها اسْمَهَا، وَأجيب بجعل اسم (كَان) ضَمير النَّبي صلعم ، و(أجود) خبرها، ولا يضاف إلى (ما)، بل تجعل (ما) مصدرية نائبة عن ظرف الزمان.
          والتقدير: وكان رسول الله صلعم مدة كونه في رمضان أجود منه في غيره.
          (فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ) أحسن ما قيل فيه: إنَّ مدارسته له القرآن يجدِّد له العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود، ويحققه أنَّ المراد بالجود ما هو أعم من الصدقة (1) .
          (فَلَرَسُولُ اللَّهِ) اللام جواب قسم مقدَّر.
          (مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) أي: إسراعًا، وقيل: إعطاءً.


[1] جاء في هامش [ب] : بلغ النسخ بها والدي الحافظ نفع الله تعالى به، مقابلة، وقراءة للبعض وسماعًا، للباقي بحق سماعي على المصنف للبعض، وأجازة بالباقي محمد البرماوي عفا الله عنه.