-
تقديم الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله
-
مقدمة المصنف
-
دخول الإسلام إلى بخارى
-
عائلة البخاري
-
ولادته ونشأته
-
طلبه للعلم
-
النبوغ والحس النقدي المبكر
-
الرحلة في طلب العلم
-
قصة امتحان أهل بغداد للبخاري
-
ومضات من رحلات البخاري
-
ومضات من جلساته العلمية
-
محن الدنيا
-
الشوق إلى لقاء الله
-
المبشرات
-
من مآثر الإمام
-
البخاري وكتابه الصحيح
-
مصنفات البخاري الأخرى
-
شبهات وردود
-
خاتمة
أما علماء بغداد الذين كان يستمع إليهم، فمنهم محمد بن عيسى الطَّباع، ومحمد بن سابق، وأحمد بن حنبل، وابن الأسود، والمستملي وغيرهم، وكان أهل بغداد قد أرسلوا رسالة يرحِّبون بقدومه لبغداد، فلبَّى رغبتهم وزارهم الزيارة الأخيرة، وقد جاء في الرسالة هذا البيت:
المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين تُفتقد
في مدينة البصرة
زارد أبو عبد الله مدينة البصرة مراراً، وقضى فيها خمس سنوات يحجُّ كلَّ عام ويرجع إليها، فيصنِّف كتبه، وكان دعا لربه ليبارك في مؤلَّفاته، فاستجاب له، وهذا كتابه الجامع قلَّ أن يخلو منه بيت علم.
وكانت البصرة في زمانه إحدى منارات المسلمين في العلم والمعرفة، وكان طلاب العلم فيها يلتمسون عند البخاري رواية السُّنَّة، فيستجيب لهم.
وتقول الروايات: إنَّ بعض الطلبة كانوا يَعْدُونَ خلفه فيجلسونه في ناحية الطريق ليحدِّثهم.
أما هو فكان يختلف إلى كبار علمائها أمثال حسان بن حسان وابن حفص والنهدي والطيالسي ليروي عنهم. قال: ما تركت بالبصرة حديثاً إلا كتبته.
استقبال رائع
ولقد استقبل أهل البصرة البخاري استقبالاً رائعاً، وعلى رأسهم شيخه محمد بن بشار الذي قال للناس: ما قدم علينا مثل البخاري... اليوم قدم سيِّد الفقهاء، وقام إليه / وعانقه، وقال: مرحباً بمن أفتخر به منذ سنين.
في جامعة المسلمين
وصف المروزي دخول شيخنا مسجد البصرة الجامع: فقد سمع منادياً ينادي: يا أهل العلم لقد قدم محمد بن إسماعيل، فقاموا إليه، وكان بينهم، فرأى شاباً ليس في لحيته بياضٌ يصلي خلف سارية في المسجد، فلما فرغ أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم... فنادى المنادي ثانية يحدد لهم الموعد، وفي الغد التفت حوله المحدِّثون والعلماء، وكانوا نحواً من كذا وكذا ألفاً، فقال: يا أهل البصرة سأحدِّثكم عن أهل بلدتكم أحاديثَ ليست عندكم تستفيدونها، فتعجَّب الناسُ، فحدَّثهم عن شعبة عن منصور وغيره عن سالم بن أبي الجعد عن أنس ☺ أن أعرابياً جاء إلى النبي صلعم فقال: «الرجل يجب القوم...» ثم قال: هذا ليس عندكم عن منصور، إنما هو عندكم عن غيره.. فأملى مجلساً على هذا النَّسق. عبقريةٌ ليس لها مثيل جعلت البخاريَّ أحد عظماء الإسلام، وأمير المؤمنين في الحديث.
من المحيط إلى المحيط
طاف شيخُ المحدِّثين عواصم الوطن الإسلامي من المحيط إلى المحيط يَنشُد الحديثَ كما ينشدُ الضَّالةَ صاحبُها، ويشعل في طريقه نور السُّنَّة؛ ليضيء بها على الناس.
ولقد / زار مصر أكثر من مرة، ودمشق وبغداد والكوفة والبصرة والري ونيسابور وسمرقند والحرمين مراراً، وحمص وقد سمع فيها من قاضيها خالد بن خلي.
وسمع من أكثر من ألف شيخ محدِّث وتتلمذ على المئات منهم، وحفظ مئة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف حديث غير صحيح... فكانت حياته رحلةً دائمةً، وسفر مستمراً، قاسى في سبيل الله والعلم ما لم يقاسه أحد...
في سمرقند
وفي سمرقند تداعى /400/ عالم سبعة أيام لامتحان محمد بن إسماعيل. ولقد أدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد العراق في إسناد الشام، وإسناد الحرم في إسناد اليمن، وإسناد اليمن في إسناد الحرم، وقد خرج إمامنا مرفوع الرأس منتصراً من هذا الامتحان ولم يتعلقوا عليه بسقطة، لا في الإسناد ولا في المتن.