وقد كان الفقير ولله الحمد ممَّنْ انتفع بهذا الجامع، وهَمَتْ(1) ببركته الهوامع، وأخذه رِوايةً ودِرايةً(2) عن جماعة من الأئمَّة وأحبار الأمَّة، من أجلِّهم: شيخُنا شيخ مشايخ الإسلام خاتمة العلماء الأعلام، مُلحِق الأحفاد بالأجداد، والمُتفَرِّد(3) في زمنه بعلوِّ الإسناد، حامل لواء المذهب المطَّلِبي على كاهله، والواقد(4) له في مصنَّفاته النَّافعة الشَّهيرة بأنامله، زَين المِلَّة والدِّين وعُمدة المحقِّقين أبو يحيى زكريَّا الأنصاريُّ الشَّافعيُّ تغمَّده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنَّته. وشيخنا الشَّيخ الإمام العالم العلَّامة الهُمَام عُمدة المعتَبرين ونخبة العلماء العاملين: أبو السُّعود أحمد شهاب الدِّين بن الشَّيخ الإمام العلَّامة القُدوة عزُّ الدِّين رحمه الله تعالى رحمةً واسعة قراءةً عليهما لجميعه مفتَرِقَيِن، وثانيهما مُمْسِكٌ لأصلٍ بيده حالَ القراءة تحرِّيًا للضبط والبراعة.
ولنقتصرْ على سَوق سند الأوَّل على سبيل الاختصار، وأمَّا الثّاني فإنَّه سمع جميع الصَّحيح على المشايخ المجتمعين بالظَّاهرية القديمة بين القصرَين، وهم نحو(5) / أربعين نفسًا، وسندُهم نحو كرَّاس يطول ذِكرُه.
قال الأوَّل: أخبرني جماعة من الشُّيوخ، منهم أمير المؤمنين في الحديث، المشهور فضلُه في القديم والحديث أبو الفضل شِهاب الدين أحمد بن حَجَر، قال: أخبرنا به جماعة، منهم الشيخ أبو إسحاق التنوخي: أخبرنا أبو العبَّاس أحمد الحجار: أخبرنا أبو عبد الله الزَّبيديُّ: أخبرنا أبو الوقت عبد الأوَّل السَّجْزيُّ: أخبرنا أبو الحسن الدَّاووديُّ: أخبرنا أبو محمَّد السَّرخسِيُّ: أخبرنا محمَّد بن يوسُف الفِرْبَرِيُّ: أخبرنا(6) الإمام الحافظ الجِهْبِذ أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة بن بَرْدِزْبَه البُخارِيُّ الجُعفيُّ تغمَّده الله بالرَّحمة والرِّضوان وبوَّأَه أعلى الجِنَان.
[1] في (ز): (وهمعت عليه).
[2] زيد في (ز): (لبعضه).
[3] في (ز): (والمنفرد).
[4] في (ز): (والراقم).
[5] زيد في (ز): (من).
[6] في (ز): (أنبأنا) بدل (أخبرنا) في كل الإسناد.