ولمَّا كان قصدُه جمعَ أحاديث رسول الله صلعم وأخبارِه _وهي وحيٌ_؛ صدَّر كتابه بترجمة: (بَدْء الوَحي) وبالآية؛ تبرُّكًا، ولمناسبتها لما ترجم له؛ لأنَّ الوحي سنَّةُ الله تعالى في أنبيائه ╫، ثمَّ بالحديث الدَّالِّ على مقصوده المشتمل على أنَّ العمل دائر مع النِّيَّة، فكأنَّه قال: قصدت جمع وحي السُّنَّة المتَلَقَّى عن خير البرِيَّة، على وجه سيُظهِرُ / حسنُ عملي فيه من قصدي «وإنَّما لكلِّ أمريء ما نوى» فاكتفى بالتَّلويح عن التَّصريح.
وفي ابتدائه بعد البسملة بالباب إشارةٌ إلى أنَّ مصنَّفَهُ على الأبواب، فقد شُرط على البليغ أن يلفظ في أوَّل كلامه بما يدلُّ على قصده ومَرامَه، [فقال: (بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، باب كيف كان بدء الوحي)](1)، ولأنَّ الكتاب إنَّما يُذكر إذا كان تحته أبواب وفصول، والذي تضمَّنه هذا الباب فصلٌ واحد ليس إلَّا، فلذلك قال باب، ولم يقل: كتاب (إلى رسول الله صلعم).
[1] ما بين معقوفين جاء في (ز) بعد قوله: (ولم يقل كتاب).