- مقدمة الكتاب
- الشروع في ترجمة الإمام البخاري
- نسب البخاري
- ولادته
- مبدأ طلبه الحديث
- رحلته وتنقله في البلاد
- عدة مشايخه
- سنه أول ما كتب عنه
- سعة حفظه
- سيرته وأخلاقه
- شعره
- بيان أنه أول من صنف الصحيح المجرَّد
- كون جامعه أصح الكتب بعد القرآن الكريم
- سبب تجريده الصحيح
- مقدار الأحاديث التي جرد منها الصحيح
- تلقيبه بأمير المؤمنين
- تسميته لكتابه
- عنايته بجامعه ووصفه له
- عرضه جامعه على أئمة السنة وانتقادهم
- شرط البخاري في جامعه
- معنى قوله: تركت من الصحيح
- سر إيراده المعلقات
- عثور المستملي على أصل البُخَاري
- عدة أحاديث الجامع
- عدة الأحاديث التي انتقدها عليه الحُفَّاظ
- الموازنة بين الذين أخرج لهم وتكلم فيهم وبين ما انفرد بهم مسلم
- تخريجه عمن رمي بالابتداع
- فقه البخاري واجتهاده المطلق
- شذرة من اختيارات البخاري الدالة على اجتهاده
- عدة تلامذته الذين رووا عنه جامعه
- من روى عنه من مشاهير أرباب الصِّحاح
- ما قاله الإمام ابن خلدون في جامع البخاري
- رد فرية على البخاري
- ما حصل له من المحنة من كيد حساده
- رجوعه إلى بخارى ونفي أميرها له ووفاته
- ذكر وفاته
- ثناء الأئمة على البُخاري
- عدد مصنفاته
- التغالي في رفع الأسانيد إلى جامعه
- ما نظم في مدح البخاري وكتابه الجامع الصحيح
عرضه جامعه على أئمة السُّنَّة وانتقادهم:
قال أبو جعفر العُقَيلي: لمَّا ألَّف البخاريُّ كتابَ الصحيح عَرَضَه على أحمد ابن حَنْبَل ويحيى بن مَعِين وعلي بن المَدِيني وغيرهم، فاستحسنوه، وشهدوا له بالصَّحة إلَّا في أربعة أحاديث. قال العُقَيلي: والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة.
التصنيف الرئيسي : سيرة الإمام البخاري
اسم الكتاب : حياة البخاري
اسم المؤلف الكامل : القاسمي جمال الدين محمد بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق
تاريخ الوفاة : 1332
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1437
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : عبد الرحيم يوسفان
الأجزاء : 1
حول الكتاب :
كتاب القاسمي ☼ترتيب لما جاء في هُدى الساري بالإضافة إلى بعض الفوائد الجانبيه، كتبها المصنف ☼ليوم ختمًا بعد الانتهاء من قراءة البخاري كما جاء في آخر الرسالة، وهذا الختم هو بعد القراءة الثالثة للصحيح كما ذكر المصنف ☼أيضًا.
من الفوائد الجانبية للكتاب:
1- أنَّ جزء من تعليقات القاسمي في رسالته هذه كتبها المصنف بعد القراءة الثالثة للصحيح درايةً.
2- أن القاسمي صنف على أوائل البخاري مصنفًا هو في حيز المفقود.
3- دعوة القاسمي إلى طباعة الصحيح باسمه الذي اختاره البخاري رحمهما الله.
4- فيه دعوة إلى التمحيص في الأسانيد والعناية بثقات النقلة دون التمادي في الغلو بالعلو.
5- رد على فرية بعض الأحناف على الإمام البخاري.
6- توجيه قول البخاري: قال بعض الناس...
حول المؤلف :
1 - ولادته: ولد ضحوة يوم الاثنين لثمان خلت من شهر جمادى الأولى سنة 1283هـ - 17 أيلول 1866م في دمشق.
2 - نسبه: هو جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر المعروف بالقاسمي، وقاسم هو جده، وكان إماماً، وفقيه الشام وصالحها في عصره، وكان يعرف بـالحَلَّاق، ولا يُعرف من أجداده من خدم العلم إلا جده المنوَّه به «القاسم»، أما كنية جمال الدين فهي أبو الفرج.
3- نشأته وسلوكه: نشأ القاسمي في بيت عُرِفَ بالتقوى والعلم، وكان أبوه فقيهاً غلب عليه الأدب ميَّالاً إلى الموسيقا، وله معرفة بأنغامها، حلو الصوت، ففي جوٍّ من حرمة الدين وجلاله ورقة الأدب وردائه، فتح عينيه على النور، فأعانه هذا كله كما أعانه تشجيع أبيه على أن ينشأ نشأة صحيحة صالحة فضلاً عما فُطر عليه من عناصر الحق والخير، أخذ العلم على طريقة القدماء، فقرأ القرآن أولاً على الشيخ عبد الرحمن المصري، ثم تعلم الكتابة على يد الشيخ محمود القوصي، ثم انتقل إلى مكتب في المدرسة الظاهرية، وكان معلمها الشيخ رشيد قَزِّيْها. أخذ من هذا الشيخ مبادئ التوحيد والصرف والنحو والمنطق والبيان والعروض وغيرها، ثم جوّد القرآن على الشيخ أحمد الحلواني، وكان مواظباً على دروس الشيخ سُلَيم العطار لقراءة حصة من الكتب المعينة كشرح الشذور وابن عقيل وشرح القطر ومختصر السعد التفتازاني، وجمع الجوامع، وتفسير البيضاوي، وسمع منه مجالس من البُخَاري دراية، وحضر دروسه في الموطأ والشفاء ومصابيح السنة للبغوي، والجامع الصغير للسيوطي، والطريقة المحمدية للبَرْتوي وغيرها. وذكر من مشايخه كلاً من الشيخ بكري العطار والشيخ محمد الخاني وخال والده الشيخ حسن جَبِينَه الشهير بالدسوقي وأجازه كثير من علماء عصره.
4 - أقراؤه وإمامته للناس: بدأ بإقراء الطلاب مبادئ العلوم وله من العمر أربعة عشر عاماً، وكان معيداً لوالده بدرسه العام في جامع السنانية - قريب من باب الجابية في دمشق - حتى عام 1303هـ - 1887م. وانتدب من عام 1309 إلى عام 1312هـ [1893-1896م] لإلقاء الدروس العامة خلال شهر رمضان في وادي العجم، والنبك وبعلبك، وقام مقام أبيه في الدروس العامة بعد وفاته عام 1317هـ، 1901م، وبقي يؤم الناس في جامع السنانية - الذي بناه سنان باشا التركي وليس جامع سنان آغا الواقع على طريق العمارة - ويلقي الدرس العام فيه إلى أن لقي وجه ربه.
5 - أسلوبه ومؤلفاته: كان الكُتَّاب في العصر الذي عاش فيه القاسمي يعتبرون السجع المثل الأعلى في الإنشاء، وكانت مقامات الحريري القدوة التي يحتذيها الكتاب فيما يكتبون، ولقد درجوا على تحفيظها للطلاب لتنمية الملكة الأدبية وللنسج على منوالها، ولقد كان والده أديباً إلى جانب تعمقه بالفقه، فنشأه ونشأة أدبية على الطريقة المألوفة في عصره فلما أخذ في الكتابة والتأليف، جرى على الأسلوب الذي لُقِّنَ إليه فالتزم السجع في أكثر ما كتب في مطلع حياته، وفي بعض رسائله الخاصة على أن سجعه في أوائل أيامه أقرب إلى سجع المبتدئين، ثم شاعت طريقة التَرسُّل، وكان الأستاذ الإمام محمد عبده ☼في مصر من الذين استخدموا هذه الطريقة ودعوا إلى نشرها، وكان القاسم معجباً بالأستاذ الإمام فعدل عن السجع إلى الترسل في أكثر ما كتب بعد تعريفه عليه عام 1321هـ - 1904م فجاء أسلوبه فيه عربياً صافياً رائعاً في قوة التركيب وجزالة الألفاظ ودقة الأداء، دليلاً على تمكنه من لغة العرب وصفاء ذهنه وغوصه في المعاني.
6 - كتبه التي ألفها : إن إرث الشيخ القاسمي ☼تعالى العلمي اليوم أقسام، منه ما طبعه في حياته وأشرف عليه بنفسه، سواء ما نُشر منه في المجلات المشهورة آنذاك كالمنار والمقتبس وثمرات الفنون، أم ما طبع في المطابع، وهو باقٍ كلّه موجود وتكرر طبعُ بعضه، ومنه ما طبع بعد وفاته بعناية أهله وتلاميذه، وكثير مما بقي لا يزال بأصوله محفوظاً كما تركه الشيخ... ثم هذا الإرث العلمي يتناول التفسير والحديث والسيرة والتوحيد والعقائد والأصول والأدعية والمناجاة وتاريخ الفرق والجرح والتعديل والصناعات الشامية وتاريخ دمشق والرحلات والأدب والمواعظ وتاريخ الفتوى وبدع المساجد، وفيه مسائل من مستجدات العصر رأى رأيه فيها جمال الدين القاسمي وقد بلغت مؤلفاته أكثر من مئة كتاب. يقول الشيخ ظافر نجل الشيخ جمال : وأقدمُ ما عُثر عليه من مؤلفاته مجموعة سماها «السفينة» يرجع تاريخها إلى عام [1299هـ - 1883م] ضمَّ فيها طرائف من مطالعاته في الأدب والأخلاق والتصوف والتاريخ والشعر وغير ذلك، وله من العمر ستة عشر سنة، ومضى يكتب ويكتب إلى أن عجب الناس من بعده كيف اتسع وقته ولم يعش إلا تسع وأربعين سنة - لهذا الإنتاج الضخم، فضلاً عن تحمل مسؤولية الرأي وترجيح الأقوال ومناقشتها والرجوع إلى المصادر، فضلاً عن أعبائه العائلية فقد كان أباً لسبعة أولاد، وفضلاً عن إمامته للناس في الأوقات الخمسة دون انقطاع، ودروسه العامة، والخاصة، وتفقده للرحم ورحلاته وزياراته لأصدقائه، وغير ذلك من المشاغل،
وإليك ذكرُ المطبوع منها:
1 - الأجوبة المرضية عما أورده كمال الدين ابن الهمام على المستدلين بثبوت سنة المغرب القبلية ط1 مطبعة الروضة الشام، دمشق 1326هـ.
2 - إرشاد الخلق للعمل بخبر البرق ط1 مطبعة المقتبس دمشق 1329هـ.
3 - الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس، أتم تأليفه في جمادى الأولى عام 1332هـ ط1 دمشق 1332هـ.
4 -الإسراء والمعراج ط1 دمشق 1331هـ.
5 -إصلاح المساجد من البدع والعوائد طبع عدة مرات، منها طبعة المكتب الإسلامي.
6 -إقامة الحجة على المصلي جماعة قبل الإمام الراتب وأقوال سائر أئمة المذاهب ط1 مطبعة الصداقة دمشق 1342هـ.
7 -أوامر مهمة في إصلاح القضاء الشرعي في تنفيذ بعض العقود على مذهب الشافعية وغيرهم ط1 مطبعة الترقي. دمشق.
8 - الأوراد المأثورة، ط1 بيروت 1320هـ.
9 - تاريخ الجهمية والمعتزلية نشر أولاً بمقالات متسلسلة في المجلد السادس من مجلة المنار، ثم جُرّد في كتاب مستقل ط1 صيدا 1320 هـ، ط2 مطبعة المنار مصر 1331هـ.
10 - تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب ط1 مطبعة والدة عباس مصر 1326هـ.
11 - تنوير اللب في معرفة القلب، مقالة كتبها في 27 ربيع الثاني 1315هـ ونُشرت في العدد الثاني والستين من جريدة الشام، دمشق في 3 صفحات.
12 - ثمرة التسارع إلى الحب في الله وترك التقاطع ط1 دار البشائر الإسلامية بيروت 2000م.
13 - جواب الشيخ السناني في مسألة العقل والنقل. مقالة في مجلة المنار نشرت عام 1325هـ.
14 - جواب الآداب في أخلاق الأنجاب ط1 مطبعة السعادة مصر 1339هـ. وط2 المطبعة العربية بمصر لصاحبها خير الدين الزركلي وفي آخر الكتاب : تقرر تدريس هذا الكتاب في مدارس الإناث بدمشق.
15- حياة البُخَاري ط1 مطبعة العرفان صيدا 1330هـ، ثم في دار النفائس ببيروت، وهو كتابنا هذا.
!16 - مجموعة خطب له رحمه الله، ط1 دمشق 1325هـ.
17 - دلائل التوحيد ط1 مطبعة المقتبس دمشق 1326هـ، ثم في دار النفائش.
18 - سر الاستغفار عقب الصلوات ط1 دار البشائر الإسلامية بيروت 2000م.
19 - الشاي والقهوة والدخان ط1 دمشق 1322هـ.
20 - الشذرة البهية في حل ألغاز نحوية وأدبية دمشق 1322هـ.
21 - شذرة من السيرة المحمدية ط1 مطبعة المنار مصر 1321هـ.
22 - شرح أربع رسائل في الأصول الأولى في أصول الشافعية لابن فورك، والثانية لابن عربي، والثالثة في المصالح للنجم الطوفي، والرابعة للسيوطي من كتاب النقاية ط1 بيروت 1324هـ، ثم في دار البلخي بدمشق.
!23 - شرح لقطة العجلان، للإمام بدر الدين الزَّرْكَشِي، جمع فيه أربعة علوم : الأصول والمنطق والحكمة والكلام، وأتمه في منتصف ربيع الأول سنة 1325هـ ط القاهرة 1326هـ.
24 - شرف الأسباط ط1 مطبعة الترقي دمشق.
25 - الطائر الميمون في حل لغز الكنز المدفون ط1 مطبعة روضة الشام دمشق 1316هـ.
26 - فتاوى مهمة في الشريعة الإسلامية ط1 مطبعة المنار مصر 1336هـ.
27 -الفتوى في الإسلام ط1 دمشق 1329هـ.
28 - الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين شرح الأربعين العجلونيه مطبوع في دار النفائس بيروت. بتحقيق عاصم البيطار.
29 - قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث.
30 -محاسن التأويل (تفسير القاسمي) طبع عدة طبعات.
31 مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن ط1 مطبعة المقتبس دمشق 1328هـ.
32 -المسح على الجوربين. رسالة ألفها في مجالس آخرها ربيع الثاني 1332هـ مطبوعة عدة طبعات.
33 - منتخب التوسلات وهو متمم لكتابه الأوراد المأثورة جمعه عام 1315هـ وأراد به الابتعاد عن الأدعية الخرافية التي تتداولها العامة.
34 - موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين مطبوع عدة طبعات، منها طبعة دار النفائس.
35 - ميزان الجرح والتعديل ط1 مصر مطبعة المنار 1330هـ.
36 -النفحة الرحمانية شرح متن الميدانية في علم التجويد ط1 دمشق 1323هـ.
37 - نقد النصائح الكافية ط1 مطبعة الفيحاء دمشق 1328هـ.
38 - الوعظ المطلوب من قوت القلوب ط1 دار البشائر الإسلامية بيروت 2000م. وأما مؤلفات الشيخ الباقية فإنه بعدما قطع شوطاً من عمره استحكمت مع أفكاره، كان خلال ذلك يجيل النظر كل حين فيما صنع، ويرجع إلى ما كتب وتتغير نظرته إلى الحياة وإلى بعض معطيات العلم.. فإذا به يحكم على بعض مؤلفاته محكماً مبرماً، فيُعلن أنه غير راض عنها، وان له نظراً في كل كتابٍ ألفه قبل عام 1320هـ = 1902م، وقد صَرَّح بذلك في مذكراته بقوله : (كلُّ مؤلف لي قبل 1320 فلي فيه وقفة ونظر، مفكرة 9 جمادى الأولى 1324).
7 - أسلوبه في الدعوة:
عُرِفَ عن القاسمي أنه كان عَذْبَ اللسان والقلم، لم يتعرض بالأذى لأحد من خصومه سواء أكان ذلك في دروسه الخاصة أو العامة، أو في مجالسه وندواته، وإنما كان يناقش بالبرهان والدليل من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والمراجع المعتمدة، وكانت له طريقة في مناقشة خصومه لم يُعرَفْ أهدأ منها، ولا أجمل من نتائجها وكثيراً ما قصده بعض المقْحَمين في داره لا مستفيداً ولا مستوضحاً ولا مناقشاً بل محرجاً فكان يستقبلهم بصدره الواسع وعلمه العميق فلا يخرج المقتحم من داره إلا وقد أفحم وأمتلأ إعجاباً وتقديراً ولم يتضمن كتبه على كثرتها وبعضُها إنما وضع للرد على مخالفيه لفظاً نابياً بل اعتصم بالنقاش العلمي الأدبي، ومن الواضح لمن يطلع على هذه الكتب أن القاسمي لم يكن يريد من الرد على مخالفيه أفحام خصومه أو تصغير أقدارهم أو الحطّ من مكانتهم، وإنما كان يهتف إلى الهدى والرشاد وسواء السبيل والدعوة إلى الصراط المستقيم حتى ينقلب المخطئ مصيباً وحتى يعود المنحرف إلى الحق : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [المؤمنون:96] طريقته الوحيدة في الدعوة فلم تُعْرَف عنه رغبة في لجاجة ولا إلحاحٌ مع معاند ولا استمرار مع مكابر أو مُعْرِض.
8 - وفاته ☼: وافاه أجله مساء السبت 23 جمادى الأولى 1332 هـ، 18 نيسان 1914 هـ ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق، هذه لمحة عن سيرة هذا الرجل الذي عاش للعلم والحق والخير، وترك أعمق الأثر في معاصريه وأقرانه وتلاميذه، لقد كان الشيخ جمال الدين حلقة في سلسلة لم ولن تنقطع بإذن الله تجدد لهذه الأمة أمر دينها، لقوله صلعم : «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله...». والحديث حسن بمجموع شواهده وطرقه
عملنا :
دققنا الكتاب على النسخة المطبوعة في حياة المصنف، وحافظنا على هوامش طبعته، ثم نبهنا على الأوهام بالرجوع إلى أصوله، وأضفنا بعض الهوامش ختمناها برمز (ل) تميزًا عن هوامش المصنف رحمه الله.
تنبيه: فصل الصفحات موافق لطبعة دار العرفان بصيدا.
اسم الكتاب : حياة البخاري
اسم المؤلف الكامل : القاسمي جمال الدين محمد بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق
تاريخ الوفاة : 1332
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1437
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : عبد الرحيم يوسفان
الأجزاء : 1
حول الكتاب :
كتاب القاسمي ☼ترتيب لما جاء في هُدى الساري بالإضافة إلى بعض الفوائد الجانبيه، كتبها المصنف ☼ليوم ختمًا بعد الانتهاء من قراءة البخاري كما جاء في آخر الرسالة، وهذا الختم هو بعد القراءة الثالثة للصحيح كما ذكر المصنف ☼أيضًا.
من الفوائد الجانبية للكتاب:
1- أنَّ جزء من تعليقات القاسمي في رسالته هذه كتبها المصنف بعد القراءة الثالثة للصحيح درايةً.
2- أن القاسمي صنف على أوائل البخاري مصنفًا هو في حيز المفقود.
3- دعوة القاسمي إلى طباعة الصحيح باسمه الذي اختاره البخاري رحمهما الله.
4- فيه دعوة إلى التمحيص في الأسانيد والعناية بثقات النقلة دون التمادي في الغلو بالعلو.
5- رد على فرية بعض الأحناف على الإمام البخاري.
6- توجيه قول البخاري: قال بعض الناس...
حول المؤلف :
1 - ولادته: ولد ضحوة يوم الاثنين لثمان خلت من شهر جمادى الأولى سنة 1283هـ - 17 أيلول 1866م في دمشق.
2 - نسبه: هو جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر المعروف بالقاسمي، وقاسم هو جده، وكان إماماً، وفقيه الشام وصالحها في عصره، وكان يعرف بـالحَلَّاق، ولا يُعرف من أجداده من خدم العلم إلا جده المنوَّه به «القاسم»، أما كنية جمال الدين فهي أبو الفرج.
3- نشأته وسلوكه: نشأ القاسمي في بيت عُرِفَ بالتقوى والعلم، وكان أبوه فقيهاً غلب عليه الأدب ميَّالاً إلى الموسيقا، وله معرفة بأنغامها، حلو الصوت، ففي جوٍّ من حرمة الدين وجلاله ورقة الأدب وردائه، فتح عينيه على النور، فأعانه هذا كله كما أعانه تشجيع أبيه على أن ينشأ نشأة صحيحة صالحة فضلاً عما فُطر عليه من عناصر الحق والخير، أخذ العلم على طريقة القدماء، فقرأ القرآن أولاً على الشيخ عبد الرحمن المصري، ثم تعلم الكتابة على يد الشيخ محمود القوصي، ثم انتقل إلى مكتب في المدرسة الظاهرية، وكان معلمها الشيخ رشيد قَزِّيْها. أخذ من هذا الشيخ مبادئ التوحيد والصرف والنحو والمنطق والبيان والعروض وغيرها، ثم جوّد القرآن على الشيخ أحمد الحلواني، وكان مواظباً على دروس الشيخ سُلَيم العطار لقراءة حصة من الكتب المعينة كشرح الشذور وابن عقيل وشرح القطر ومختصر السعد التفتازاني، وجمع الجوامع، وتفسير البيضاوي، وسمع منه مجالس من البُخَاري دراية، وحضر دروسه في الموطأ والشفاء ومصابيح السنة للبغوي، والجامع الصغير للسيوطي، والطريقة المحمدية للبَرْتوي وغيرها. وذكر من مشايخه كلاً من الشيخ بكري العطار والشيخ محمد الخاني وخال والده الشيخ حسن جَبِينَه الشهير بالدسوقي وأجازه كثير من علماء عصره.
4 - أقراؤه وإمامته للناس: بدأ بإقراء الطلاب مبادئ العلوم وله من العمر أربعة عشر عاماً، وكان معيداً لوالده بدرسه العام في جامع السنانية - قريب من باب الجابية في دمشق - حتى عام 1303هـ - 1887م. وانتدب من عام 1309 إلى عام 1312هـ [1893-1896م] لإلقاء الدروس العامة خلال شهر رمضان في وادي العجم، والنبك وبعلبك، وقام مقام أبيه في الدروس العامة بعد وفاته عام 1317هـ، 1901م، وبقي يؤم الناس في جامع السنانية - الذي بناه سنان باشا التركي وليس جامع سنان آغا الواقع على طريق العمارة - ويلقي الدرس العام فيه إلى أن لقي وجه ربه.
5 - أسلوبه ومؤلفاته: كان الكُتَّاب في العصر الذي عاش فيه القاسمي يعتبرون السجع المثل الأعلى في الإنشاء، وكانت مقامات الحريري القدوة التي يحتذيها الكتاب فيما يكتبون، ولقد درجوا على تحفيظها للطلاب لتنمية الملكة الأدبية وللنسج على منوالها، ولقد كان والده أديباً إلى جانب تعمقه بالفقه، فنشأه ونشأة أدبية على الطريقة المألوفة في عصره فلما أخذ في الكتابة والتأليف، جرى على الأسلوب الذي لُقِّنَ إليه فالتزم السجع في أكثر ما كتب في مطلع حياته، وفي بعض رسائله الخاصة على أن سجعه في أوائل أيامه أقرب إلى سجع المبتدئين، ثم شاعت طريقة التَرسُّل، وكان الأستاذ الإمام محمد عبده ☼في مصر من الذين استخدموا هذه الطريقة ودعوا إلى نشرها، وكان القاسم معجباً بالأستاذ الإمام فعدل عن السجع إلى الترسل في أكثر ما كتب بعد تعريفه عليه عام 1321هـ - 1904م فجاء أسلوبه فيه عربياً صافياً رائعاً في قوة التركيب وجزالة الألفاظ ودقة الأداء، دليلاً على تمكنه من لغة العرب وصفاء ذهنه وغوصه في المعاني.
6 - كتبه التي ألفها : إن إرث الشيخ القاسمي ☼تعالى العلمي اليوم أقسام، منه ما طبعه في حياته وأشرف عليه بنفسه، سواء ما نُشر منه في المجلات المشهورة آنذاك كالمنار والمقتبس وثمرات الفنون، أم ما طبع في المطابع، وهو باقٍ كلّه موجود وتكرر طبعُ بعضه، ومنه ما طبع بعد وفاته بعناية أهله وتلاميذه، وكثير مما بقي لا يزال بأصوله محفوظاً كما تركه الشيخ... ثم هذا الإرث العلمي يتناول التفسير والحديث والسيرة والتوحيد والعقائد والأصول والأدعية والمناجاة وتاريخ الفرق والجرح والتعديل والصناعات الشامية وتاريخ دمشق والرحلات والأدب والمواعظ وتاريخ الفتوى وبدع المساجد، وفيه مسائل من مستجدات العصر رأى رأيه فيها جمال الدين القاسمي وقد بلغت مؤلفاته أكثر من مئة كتاب. يقول الشيخ ظافر نجل الشيخ جمال : وأقدمُ ما عُثر عليه من مؤلفاته مجموعة سماها «السفينة» يرجع تاريخها إلى عام [1299هـ - 1883م] ضمَّ فيها طرائف من مطالعاته في الأدب والأخلاق والتصوف والتاريخ والشعر وغير ذلك، وله من العمر ستة عشر سنة، ومضى يكتب ويكتب إلى أن عجب الناس من بعده كيف اتسع وقته ولم يعش إلا تسع وأربعين سنة - لهذا الإنتاج الضخم، فضلاً عن تحمل مسؤولية الرأي وترجيح الأقوال ومناقشتها والرجوع إلى المصادر، فضلاً عن أعبائه العائلية فقد كان أباً لسبعة أولاد، وفضلاً عن إمامته للناس في الأوقات الخمسة دون انقطاع، ودروسه العامة، والخاصة، وتفقده للرحم ورحلاته وزياراته لأصدقائه، وغير ذلك من المشاغل،
وإليك ذكرُ المطبوع منها:
1 - الأجوبة المرضية عما أورده كمال الدين ابن الهمام على المستدلين بثبوت سنة المغرب القبلية ط1 مطبعة الروضة الشام، دمشق 1326هـ.
2 - إرشاد الخلق للعمل بخبر البرق ط1 مطبعة المقتبس دمشق 1329هـ.
3 - الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس، أتم تأليفه في جمادى الأولى عام 1332هـ ط1 دمشق 1332هـ.
4 -الإسراء والمعراج ط1 دمشق 1331هـ.
5 -إصلاح المساجد من البدع والعوائد طبع عدة مرات، منها طبعة المكتب الإسلامي.
6 -إقامة الحجة على المصلي جماعة قبل الإمام الراتب وأقوال سائر أئمة المذاهب ط1 مطبعة الصداقة دمشق 1342هـ.
7 -أوامر مهمة في إصلاح القضاء الشرعي في تنفيذ بعض العقود على مذهب الشافعية وغيرهم ط1 مطبعة الترقي. دمشق.
8 - الأوراد المأثورة، ط1 بيروت 1320هـ.
9 - تاريخ الجهمية والمعتزلية نشر أولاً بمقالات متسلسلة في المجلد السادس من مجلة المنار، ثم جُرّد في كتاب مستقل ط1 صيدا 1320 هـ، ط2 مطبعة المنار مصر 1331هـ.
10 - تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب ط1 مطبعة والدة عباس مصر 1326هـ.
11 - تنوير اللب في معرفة القلب، مقالة كتبها في 27 ربيع الثاني 1315هـ ونُشرت في العدد الثاني والستين من جريدة الشام، دمشق في 3 صفحات.
12 - ثمرة التسارع إلى الحب في الله وترك التقاطع ط1 دار البشائر الإسلامية بيروت 2000م.
13 - جواب الشيخ السناني في مسألة العقل والنقل. مقالة في مجلة المنار نشرت عام 1325هـ.
14 - جواب الآداب في أخلاق الأنجاب ط1 مطبعة السعادة مصر 1339هـ. وط2 المطبعة العربية بمصر لصاحبها خير الدين الزركلي وفي آخر الكتاب : تقرر تدريس هذا الكتاب في مدارس الإناث بدمشق.
15- حياة البُخَاري ط1 مطبعة العرفان صيدا 1330هـ، ثم في دار النفائس ببيروت، وهو كتابنا هذا.
!16 - مجموعة خطب له رحمه الله، ط1 دمشق 1325هـ.
17 - دلائل التوحيد ط1 مطبعة المقتبس دمشق 1326هـ، ثم في دار النفائش.
18 - سر الاستغفار عقب الصلوات ط1 دار البشائر الإسلامية بيروت 2000م.
19 - الشاي والقهوة والدخان ط1 دمشق 1322هـ.
20 - الشذرة البهية في حل ألغاز نحوية وأدبية دمشق 1322هـ.
21 - شذرة من السيرة المحمدية ط1 مطبعة المنار مصر 1321هـ.
22 - شرح أربع رسائل في الأصول الأولى في أصول الشافعية لابن فورك، والثانية لابن عربي، والثالثة في المصالح للنجم الطوفي، والرابعة للسيوطي من كتاب النقاية ط1 بيروت 1324هـ، ثم في دار البلخي بدمشق.
!23 - شرح لقطة العجلان، للإمام بدر الدين الزَّرْكَشِي، جمع فيه أربعة علوم : الأصول والمنطق والحكمة والكلام، وأتمه في منتصف ربيع الأول سنة 1325هـ ط القاهرة 1326هـ.
24 - شرف الأسباط ط1 مطبعة الترقي دمشق.
25 - الطائر الميمون في حل لغز الكنز المدفون ط1 مطبعة روضة الشام دمشق 1316هـ.
26 - فتاوى مهمة في الشريعة الإسلامية ط1 مطبعة المنار مصر 1336هـ.
27 -الفتوى في الإسلام ط1 دمشق 1329هـ.
28 - الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين شرح الأربعين العجلونيه مطبوع في دار النفائس بيروت. بتحقيق عاصم البيطار.
29 - قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث.
30 -محاسن التأويل (تفسير القاسمي) طبع عدة طبعات.
31 مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن ط1 مطبعة المقتبس دمشق 1328هـ.
32 -المسح على الجوربين. رسالة ألفها في مجالس آخرها ربيع الثاني 1332هـ مطبوعة عدة طبعات.
33 - منتخب التوسلات وهو متمم لكتابه الأوراد المأثورة جمعه عام 1315هـ وأراد به الابتعاد عن الأدعية الخرافية التي تتداولها العامة.
34 - موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين مطبوع عدة طبعات، منها طبعة دار النفائس.
35 - ميزان الجرح والتعديل ط1 مصر مطبعة المنار 1330هـ.
36 -النفحة الرحمانية شرح متن الميدانية في علم التجويد ط1 دمشق 1323هـ.
37 - نقد النصائح الكافية ط1 مطبعة الفيحاء دمشق 1328هـ.
38 - الوعظ المطلوب من قوت القلوب ط1 دار البشائر الإسلامية بيروت 2000م. وأما مؤلفات الشيخ الباقية فإنه بعدما قطع شوطاً من عمره استحكمت مع أفكاره، كان خلال ذلك يجيل النظر كل حين فيما صنع، ويرجع إلى ما كتب وتتغير نظرته إلى الحياة وإلى بعض معطيات العلم.. فإذا به يحكم على بعض مؤلفاته محكماً مبرماً، فيُعلن أنه غير راض عنها، وان له نظراً في كل كتابٍ ألفه قبل عام 1320هـ = 1902م، وقد صَرَّح بذلك في مذكراته بقوله : (كلُّ مؤلف لي قبل 1320 فلي فيه وقفة ونظر، مفكرة 9 جمادى الأولى 1324).
7 - أسلوبه في الدعوة:
عُرِفَ عن القاسمي أنه كان عَذْبَ اللسان والقلم، لم يتعرض بالأذى لأحد من خصومه سواء أكان ذلك في دروسه الخاصة أو العامة، أو في مجالسه وندواته، وإنما كان يناقش بالبرهان والدليل من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والمراجع المعتمدة، وكانت له طريقة في مناقشة خصومه لم يُعرَفْ أهدأ منها، ولا أجمل من نتائجها وكثيراً ما قصده بعض المقْحَمين في داره لا مستفيداً ولا مستوضحاً ولا مناقشاً بل محرجاً فكان يستقبلهم بصدره الواسع وعلمه العميق فلا يخرج المقتحم من داره إلا وقد أفحم وأمتلأ إعجاباً وتقديراً ولم يتضمن كتبه على كثرتها وبعضُها إنما وضع للرد على مخالفيه لفظاً نابياً بل اعتصم بالنقاش العلمي الأدبي، ومن الواضح لمن يطلع على هذه الكتب أن القاسمي لم يكن يريد من الرد على مخالفيه أفحام خصومه أو تصغير أقدارهم أو الحطّ من مكانتهم، وإنما كان يهتف إلى الهدى والرشاد وسواء السبيل والدعوة إلى الصراط المستقيم حتى ينقلب المخطئ مصيباً وحتى يعود المنحرف إلى الحق : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [المؤمنون:96] طريقته الوحيدة في الدعوة فلم تُعْرَف عنه رغبة في لجاجة ولا إلحاحٌ مع معاند ولا استمرار مع مكابر أو مُعْرِض.
8 - وفاته ☼: وافاه أجله مساء السبت 23 جمادى الأولى 1332 هـ، 18 نيسان 1914 هـ ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق، هذه لمحة عن سيرة هذا الرجل الذي عاش للعلم والحق والخير، وترك أعمق الأثر في معاصريه وأقرانه وتلاميذه، لقد كان الشيخ جمال الدين حلقة في سلسلة لم ولن تنقطع بإذن الله تجدد لهذه الأمة أمر دينها، لقوله صلعم : «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله...». والحديث حسن بمجموع شواهده وطرقه
عملنا :
دققنا الكتاب على النسخة المطبوعة في حياة المصنف، وحافظنا على هوامش طبعته، ثم نبهنا على الأوهام بالرجوع إلى أصوله، وأضفنا بعض الهوامش ختمناها برمز (ل) تميزًا عن هوامش المصنف رحمه الله.
تنبيه: فصل الصفحات موافق لطبعة دار العرفان بصيدا.
Loading...
Loading ...