الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: دخلت على حفصة ونوساتها تنطـف قلت قد

          1417- الثَّامن: عن الزُّهريِّ عن سالمٍ عنِ ابن عمرَ، وعنِ ابن طاوُسٍ عن عكرمةَ بن خالدٍ عنِ ابن عمرَ، قال: دخلتُ على حفصةَ ونَوْساتُها(1) تَنْطُـِفُ(2)، قلت: قد كان من أمر النَّاس ما ترَينَ، فلم يُجعلْ لي من الأمرِ شيءٌ، فقالت: اِلحَقْ فإنَّهم ينتظرونَك وأخشى أن يكونَ في احتباسِك عنهم فُرقةٌ، فلم تدعْهُ حتَّى ذهَب، فلمَّا تفرَّق النَّاسُ خطَب معاويةُ، فقال: مَن كان يريد أن يتكلَّمَ في هذا الأمر فليُطْلِع لنا قرنَه(3)، فلَنحنُ أحقُّ به منه ومن أبيه، قال حَبيبُ بن مَسْلَمَةَ: فهلَّا أجبتَهُ؟ قال عبد الله: فحلَلتُ حَـُبْوَتي(4)، وهممتُ أن أقولَ: أحقُّ بهذا الأمر منك من قاتَلَك وأباكَ على الإسلامِ، فخشِيتُ أن أقول كلمةً تُفَرِّقُ بين الجميعِ، وتَسْفِكُ الدَّمَ، ويُحملُ عنِّي غيرُ ذلك، فذكرتُ ما أعدَّ الله في الجِنان، قال حبيبٌ: حُفِظْتَ وعُصِمْتَ(5). [خ¦4108]


[1] في نسختنا من رواية البخاري (نسواتها)، قال القاضي في «المشارق» 2/49: كذا لهم، ولابن السكن (ونوساتها) بتقديم الواو، وحكاه البخاري عن محمود عن عبد الرزاق، وهو أشبه بالصحة.قال الحميدي: ناسَ الشيءُ أو الشعر أو القُرْط أو الضَّفيرة ينوس نوساً ونوَساناً: إذا تحرَّك متدلياً.
[2] نطف ينطُِـف: يقطُر، بكسر الطاء ورفعها، وليلةٌ نطوفٌ: دائمة القَطر.
[3] قرُون الشَّعر: الذوائب.
[4] احْتَبى الرَّجل: إذا جمع ظهره وساقَيه بثوبٍ، وهي الحَـُبوة.
[5] وعُصِمَ الرجل: إذا دُفع المكروه عنه في الدين والدنيا، واعتَصَمتُ بالله امتنَعتُ به من كل سوء، وعِصمَة للأرامل أي: يمتنعون به من الحاجة والشِّدَّة.