الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟

          2047- مسلمٌ: عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ: أنَّهُ قالَ: إنَّ أباهُ أتى [بِهِ](1) النَّبيَّ صلعم، فقالَ: إنِّي نحلتُ ابني هذا غلامًا كان لي، فقالَ رسولُ اللهِ صلعم: «أكُلَّ ولدكَ نحلتهُ مثل هذا؟» قالَ: لا، فقالَ رسولُ اللهِ صلعم: «فارجعهُ». [خ¦2586]
          [وفي لفظٍ آخر: «أكلَّ بنيكَ نحلتَ؟» قالَ: لا، قالَ: «فارددهُ»](2) .
          وعنه: وأعطاهُ أبوهُ غلامًا، فقالَ لهُ النَّبيُّ صلعم: «مَا هذا الغلامُ»، قالَ: أعطانيهِ أبي، قالَ: «فكلَّ إخوتِهِ أعطيْتَهُ كما أعطيتَ هذا؟» قالَ: لا، قالَ: «فردَّهُ».
          وعن النُّعمانِ أيضًا قالَ: تصدَّق عليَّ أبي ببعضِ مالهِ، فقالتْ أمِّي عمرَةُ بنتُ رواحةَ: لا أرضى حَتَّى تُشهِدَ رسولَ اللهِ صلعم، فانطلق أبي(3) إلى النَّبيِّ صلعم؛ ليشْهِدَه على صدقتي، فقالَ رسولُ اللهِ صلعم: «أفعلت هذا بولدكَ كُلِّهمْ؟» قالَ: لا، قالَ: «اتَّقوا الله واعدِلُوا بينَ(4) أولادِكم» فرجعَ أبي فردَّ تلكَ الصَّدَقَةَ.
          وعنه: أنَّ أُمَّهُ بنتَ رواحةَ سألتْ أباهُ بعضَ الموهبةِ(5) من مالهِ لابنها، فالتوى بها سنةً، ثُمَّ بدا لهُ، فقالتْ: لا أرضى حَتَّى تُشهِدَ رسولَ اللهِ صلعم على مَا وهبتَ(6) لابني، فأخذَ أبي بيدي وأنا يومئذٍ غلامٌ، فأتى رسولَ اللهِ صلعم، فقالَ: يا رسولَ الله؛ إنَّ أُمَّ هذا بنتَ رواحةَ أعجبَها أنْ أُشْهَدكَ على الذي وهبتُ لابنِها، فقالَ رسولُ اللهِ صلعم: «يا بشيرُ؛ ألكَ ولدٌ سوى هذا؟» قالَ: نعم، فقالَ(7) : «أكلَّهم وهبتَ لهُ مثلَ هذا؟» قالَ: لا، قالَ: «فلا تُشْهِدْني إَذًا، فإنِّي لا أشهدُ على جَوْرٍ».
          وفي لفظٍ آخر: «ألكَ بنونَ سواهُ؟» قالَ: نعم، قالَ: «فَكُلَّهُم(8) أعطيتَ مثلَ هذا؟» قالَ: لا، قالَ: «فلا أشهدُ على جَوْرٍ».
          [وفي آخر: «فلا تشهدني على جورٍ»](9) . [خ¦2650]
          وفي آخر: «فأشْهِدْ (10) على هذا غيريَ»، ثُمَّ قالَ: «أيسرُّكَ أنْ يكونوا إليكَ في البرِّ سواءً؟» قالَ: بلى، قالَ: «فلا إذًا».
          وفي لفظٍ آخر: «أكلَّ ولدِكَ أعطيْتَهُ هذا؟» قالَ: لا، قالَ: «أليسَ تريدُ منهم البرَّ مثلما تريدُ من ذا؟» قالَ: بلى، قالَ: «فإنِّي لا أَشْهَدُ».
          وفي آخر: «ألهُ إخوةٌ؟» قالَ: نعم، قالَ: «أفكلَّهمْ أعطيتَ مثلما أعطيتهُ؟» قالَ: لا، قالَ: «فليسَ يصلحُ هذا / وإنِّي لا أشهد إلَّا على حقٍّ».
          ذكرَ هذا من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وقالَ في طريقٍ أخرى: قالَ ابنُ عونٍ: فحدَّثتُ بِهِ محمَّدًا [يعني: ابن سيرين] (11) ، فقالَ: إنَّما تحدَّثنا أنَّهُ قالَ: «قاربوا بينَ أبنائِكمْ (12) ».
          لمْ يقل البخاريُّ: «أيسرُّكَ أنْ يكونوا [إليك] (13) في البرِّ سواءً» ولا (14) اللفظَ الآخرَ في مَعْناهُ، ولم يقلْ من هذهِ الألفاظِ إلَّا قولَه: «لا تُشْهِدني على جَوْرٍ» وهوَ عندَه على الشكِّ، ثُمَّ قالَ: «وقالَ أبو حريزٍ (15) عن الشَّعبيِّ: لا أشهدُ على جَوْرٍ»
          ليسَ عنده إلَّا هذا، والشَّعبيُّ هوَ راوي الحديثِ عن النُّعمان، وقد ذكر الأمر بردِّ الوصيِّة (16) . [خ¦2650]


[1] سقط من (ي).
[2] سقط من (أ) و(ي).
[3] في (ي): (بي).
[4] في هامش (ت) والمطبوع: (فِي).
[5] في المطبوع: (المَوهُوبَةِ).
[6] في (ت) و(ج) و(ح) و(ش): (وهبته).
[7] في (ي): (قال).
[8] في (أ) و(ك): (فلكلهم).
[9] سقط من (ج).
[10] في (ي): (وأشهد).
[11] سقط من (ت) و(ح) و(ش).
[12] في المطبوع: (أولادكم).
[13] سقط من (ت) و(ح) و(ش).
[14] في (ي): (إلا).
[15] في (ق) و(ي): (جرير).
[16] زيد في (أ) و(ك): (قالَ: قالَ: فارجعهُ، وقالَ أيضًا: فردَّ عطيتهُ، ولم يخرِّجْ فيهِ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ شيئًا). وكذا في المطبوع.