الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: هل مسحتما سيفيكما؟

          2227- مسلم: عنْ عبدالرَّحمنِ بنِ عوفٍ ☺ قالَ: بَينا أنا واقِفٌ في الصَّفِّ يومَ بدْرٍ، نظَرْتُ عنْ يمينِي وشِمالي فإذا أنا بيْنَ غُلامَينِ منَ الأنصارِ حَديثَةٍ أسْنانِهما(1) ، فَتمنَّيْتُ لوْ كُنْتُ بين أضلُعٍ منهما، فغَمَزَني أحدُهُمَا، فقالَ: يا عَمِّ؛ هل تَعرفُ أبا جَهْلٍ؟ قالَ: قلتُ: نعم، وما حاجتُكَ إليهِ يا ابنَ أخي؟ قالَ: أُخْبِرْتُ أنَّه يَسُبُّ رسولَ الله صلعم، والذي نفسي بيَدِه؛ لئِنْ رأيتُهُ / لا يفارقُ سوادِي سَوادَهُ حتَّى يموتَ الأعْجلُ منَّا، فَتعجَّبْتُ لذلكَ، فغَمَزَني الآخَرُ منْ وَرَائِي فقالَ مثلَها، قالَ: فلم أنشَبْ أنْ(2) نظَرْتُ إلى أبي جَهْلٍ يزولُ(3) في النَّاسِ، فقلتُ: ألا ترَيانِ هذا صاحبُكما الَّذي تَسْألاني عنهُ؟ قالَ: فابْتدَرَاهُ فضرَباهُ بسَيْفيْهِما حتَّى قَتلاهُ، ثمَّ انْصرَفا إلى رسولِ الله صلعم فأَخبَراهُ فقالَ: «أيُّكُما قَتَلَهُ؟»، فقالَ كلُّ واحدٍ منْهُما: أنا قَتَلْتُهُ، فقالَ: «هَلْ مسحْتُمَا سَيْفَيكُما؟» قالا: لا، فَنظَرَ في السَّيْفيْنِ، فقالَ: «كلاكُمَا قَتَلَهُ»، فقَضَى بسَلبِهِ لِمعاذِ بن عَمْرو بن الجَمُوحِ. [خ¦3141]
          والرَّجُلانِ مُعَاذُ بنُ عَمْرو بن الجَمُوحِ ومُعَاذُ بنُ عَفْرَاءَ.
          في بَعض طُرقِ البُخَاريِّ: أنَّ كلَّ واحدٍ منهما قالَ ذلكَ لعبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ سرًّا منْ صاحِبِه، [وفيه](4) من قولِ عبدِالرحمنِ: [فكأَنِّي لم آمنْ بمكانِهما؛ يعني: إذْ رآهما(5)](6) . [خ¦3988]


[1] في (أ) و(ج) و(ك): (أسنانُهما) والضبط المثبت من (ص).
[2] في (ج) و(ص) و(ق): (إذ).
[3] في (ص) و(ق): (يرفل).
[4] سقط من (ج) و(ص) و(ق).
[5] في (أ) و(ك): (ازدراهما).
[6] سقط من (ص).