الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه

          2226- مسلم: عنْ أبي قَتَادةَ ☺ قالَ: خَرجْنَا معَ رسولِ الله صلعم عامَ حُنيْنٍ، فلمَّا التَقيْنَا كانتْ للمسلمينَ جَوْلةٌ(1) ، قالَ: فرأَيْتُ رجُلًا منَ المشركينَ قدْ عَلا رَجُلًا منَ المسلمينَ، فاستَدَرْتُ إليهِ حتَّى أَتيْتُهُ منْ ورائِهِ، فضرَبْتُهُ على حبْلِ عاتِقِهِ، فأقبلَ عليَّ فضَمَّني ضمَّةً وجدْتُ منها رِيحَ الموتِ، ثمَّ أدرَكَهُ الموتُ فأرْسلَني، فلَحِقتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ، فقالَ: ما للنَّاسِ؟ فقلتُ: أمرُ اللهِ، ثمَّ إنَّ النَّاسَ رجَعُوا، وجلسَ رسولُ الله صلعم فقالَ: «منْ قَتَلَ قَتيلًا لهُ عليهِ بيِّنَةٌ؛ فلهُ سَلبُهُ» قالَ: فقُمتُ فقلْتُ: منْ يشهدُ ليْ؟ ثمَّ جلسْتُ(2) ثم قال مثلَ ذلكَ الثَّالثةَ، / فقُمتُ فقالَ رسولُ الله صلعم: «ما لكَ؟ يا أبا قتادَةَ!» فَقَصَصْتُ عليهِ القِصَّةَ، فقالَ رجلٌ منَ القومِ: صَدَقَ يا رسولَ اللهِ، وسلَبُ ذَلِكَ القَتيلِ عنْدي، فأرضِهِ منْ حَقِّهِ، فقالَ أبو بكرٍ الصِّدِّيق(3) : لا ها اللهِ إذًا لا يعمِدُ إلى أَسدٍ منْ أُسُدِ اللهِ يقاتِلُ عنِ اللهِ وعنْ رسولِهِ فيُعْطيَكَ سلبَهُ، فقالَ رسولُ الله صلعم: «صَدَقَ فأَعْطِهِ إيَّاهُ» فأعْطاني، قالَ: فَبِعْتُ(4) الدِّرْعَ فابتَعْتُ بهِ مَخْرَفًا في بَني سَلِمَةَ فإنَّهُ لَأَوَّلُ مالٍ تأثَّلْتُهُ في الإسلامِ. [خ¦3142]
          وفي روايةٍ: كَلَّا لا تُعْطِهِ أُضَيْبِعَ منْ قريشٍ وتَدعُ(5) أسدًا منْ أُسُدِ اللهِ. [خ¦4322]
          في بعض ألفاظِ البُخاريِّ ولمْ يَصِل بهِ سنَدَهُ: لمَّا كانَ يوْمَ حُنيْنٍ؛ نَظرْتُ إلى رجلٍ منَ المسْلمينَ يُقاتِلُ رجُلًا منَ المُشْركينَ، وآخرَ منَ المُشركين يَخْتِلُهُ(6) منْ ورائِهِ ليقتُلَهُ، فأسرَعْتُ إلى الذيْ يَخْتِلُهُ، فَرَفَعَ يَدهُ ليَضْرِبَني، فأَضرِبُ يَدَهُ فقَطَعْتُها(7) ، ثمَّ أخَذَني فضَمَّنِي ضمًّا شَديدًا حتَّى تَخوَّفْتُ، ثمَّ تَرَكَ(8) فتَحلَّلَ فدفعتُهُ، ثمَّ قَتَلتُهُ.
          [وفي هذا الحديث قولُ أبي بَكرٍ: كَلَّا لا تُعطه أُضَيْبَعَ(9) [منْ] (10) قُريشٍ] (11) وانْهَزَمَ المسلمونَ، وانْهَزَمتُ معَهُم، فإذا بعمرَ (12) بنِ الخطَّابِ... وذكرَ الحديثَ.
          وفيه: فقالَ رَجلٌ منْ جُلسائِهِ: سِلاحُ هذا القَتيلِ الذي يذكُرُ عندي. [خ¦4322]
          [وفي طريقٍ آخرَ: فضرَبْتُهُ منْ ورائِهِ على حَبْلِ عاتِقِهِ بسيفٍ فقطَعْتُ الدِّرْعَ. [خ¦4321]
          وذكرَهُ في كتابِ الأحكامِ منْ قُريش، [خ¦7170] وقالَ: فَقامَ رسولُ اللهِ صلعم فأَدَّاهُ إليَّ، وقالَ أيضًا: قالَ عبدُاللهِ_يعني: ابنُ المُباركِ_ فقامَ رسولُ الله صلعم فأَدَّاهُ إليَّ، وليسَ في هذا اختلاف]
(13) .


[1] في (ص): (جولةً).
[2] زيد في (أ) و(ك): (ثمَّ قالَ مثلَ، قال: فقُمتُ فقلْتُ: منْ يشهدُ ليْ؟ ثمَّ جلسْتُ). وكذا في المطبوع.
[3] زيد في (ص): (☺).
[4] في (ق): (فبعث).
[5] في (أ) و(ج) و(ك): (وندع).
[6] في (ق): (يختَله) وكذا الموضع اللاحق.
[7] في (ق): (قطعتها).
[8] في (ق): (نزل).
[9] في (ص): (أصيبع)، وفي المطبوع: (أصيبغ).
[10] سقط من (ص) و(ق).
[11] سقط من (أ).
[12] في (ص): (عمر).
[13] سقط من (ص).