الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: فقال النبي: اطلبوه واقتلوه

          2229- مسلمٌ: عن سَلمةَ بن الأكْوَعِ ☺ قالَ: / غَزَوْنا معَ رسولِ اللهِ صلعم هَوازِنَ فَبَيْنا نحنُ نتَضَحَّى معَ رسولِ الله صلعم؛ إذ جَاءَ(1) رجلٌ على جَمَلٍ أَحْمَرَ، فأناخَهُ ثمَّ انتَزَعَ طَلَقًا منْ حَقَبِهِ فقَيَّدَ بهِ الجَمَلَ، ثمَّ تقدَّمَ فتغَدَّى(2) معَ القَوْمِ، وجعلَ يَنْظرُ وفينا ضَعْفةٌ وَرِقَّةٌ في الظَّهْرِ وبَعْضُنَا مُشاةٌ؛ إذ خرجَ يَشتَدُّ، فأتَى جملَهُ فأَطلقَ قيْدَهُ، ثمَّ أناخَه وقَعَدَ عليه، فأثارَهُ، فاشْتَدَّ به الجَمَلُ، فاتَّبَعَهُ رجلٌ على ناقَةٍ ورقاءَ.
          قالَ سَلمةُ: وخرجْتُ أشْتَدُّ فكنتُ عندَ وَرِكِ النَّاقةِ، ثمَّ تقدَّمتُ حتَّى كنتُ عندَ وَرِكِ الجَمَلِ، ثمَّ تقدَّمتُ حتَّى أخذْتُ بخِطامِ الجَمَلِ، فأَنخْتُهُ فلمَّا وضَعَ رُكبتَهُ بالأرضِ؛ اخْترَطْتُ سَيْفي فضَربْتُ رأْسَ الرَّجُلِ فَندرَ، ثمَّ جِئتُ بالجَملِ أقُودُهُ عليهِ رَحْلُهُ وسِلاحُهُ، فاسْتَقْبَلَني رسولُ الله صلعم والنَّاسُ معهُ، فقالَ: «منْ قتلَ الرَّجُلَ؟» قالوا: ابنُ الأَكْوعِ، قالَ: «لهُ سَلَبُهُ أجمَعُ».
          وقالَ البخاريُّ: عنْ سَلَمةَ: أَتَى النَّبيَّ صلعم عَيْنٌ منِ المشركينَ وهوَ في سَفَرٍ، فجَلسَ عندَ أصحابِهِ يتَحدَّثُ، ثمَّ انْفَتَلَ، فقالَ النَّبيُّ صلعم: «اطلُبُوهُ واقتُلوهُ» فقَتلْتُهُ(3) ، فنفَّلَني سَلَبَهُ.
          وترجَمَ عليهِ: بابٌ الحَربيُّ إذا دخلَ دارَ الإسلام بغير أَمانٍ(4) . [خ¦3051]


[1] في (ح) والمطبوع: (جاءنا).
[2] في غير (ج) و(ص) و(ق): (يتغدى).
[3] في (ص): (فقتله).
[4] في (ق): (إذن)، وزيد في (أ) و(ك): (تمَّ المجلد الأول من الجمع بين الصحيحينِ بحمدِ اللهِ ومنَّه وكرمه، وصلى الله على نبينا محمَّدٍ وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وهذا المجلدة تشتمل على نصف الكتاب تخمينًا، ويتلوها في أولِ الثاني باب فكاك الأسيرِ إن شاء الله تعالى فيه، عن سَلمة بنِ الأكوعِ قال: غزونا فزارة وعلينا أبو بكرٍ أمَّره رسولُ اللهِ صلعم، ووقع الفراغ منها في سلخِ شوال سبع وستين وستمائة بالمدرسة النجمية الإمامية البادرائية تغمَّد الله مُنشئها برحمته وأسكنه بحبوحة جنَّته بمحمَّد وآله وصحبه وعترته، كتبت هذه النسخة المباركة ابتغاء الثواب، وطلبًا لنشرِ العلم وإحراز أجره في المآب، فرحم الله من نظر فيها ودعا لكاتبها وقارئها بالتوبة والمغفرة وقضاءِ الحوائج ولجميعِ المسلمين)، وكذا في المطبوع. وهنا نهاية النسخة (ج).