-
المقدمة
-
تفسير: {واتقو يومًا ترجعون فيه إلى الله}
-
بيان الحشر وأرض المحشر
-
يحشر الناس على ما ماتوا عليه
-
بعث النبي صلى الله عليه وسلم من قبره
-
أحوال الناس في الحشر
-
الشفاعة العامة ومعاني المقام المحمود
-
صفة المساءلة يوم القيامة
-
الشفاعة الثانية
-
نصب الميزان
-
الصراط على متن جهنم
-
الحوض
-
الشفاعة الثالثة لعصاة المسلمين
-
آخر من يدخل الجنة
-
أحوال عصاة المؤمنين في النار
-
الشفاعة لأهل الكبائر
-
تصوير الموت بكبش
-
نعيم أهل الجنة في الجنة
-
الخاتمة
وإذا وقع السؤال ونصبت موازين الأعمال وتطايرت الكتب ووضع الصراط على متن جهنم، أحدَّ من السيف، وأرق من الشعر، ويؤمر الناس بالجواز عليه، فأول من يَجُوز أمة محمد صلعم ، فيمر أولهم كالبرق الخاطف، ثم كالريح العاصف، ثم كالطير، ثم كالخيل، ثم عدوًا، ثم مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، ومن الناس يُسحب سحبًا، فمنهم يسلم ومنهم من يزل فيقع في جهنم، ومنهم من تَخطفه كَلاليب فتلقيه في النار، ويسمع للواقعين في النار جلبة عظيمة وصياح شديد يدهش العقول، والملائكة والأنبياء كلهم يقولون: اللهم سلِّم سلَّم، ولا ينطق حينئذ إلا الرسل(1).
[ورود الكفار والفجار على النار]
ويتصور لكل أمة كافرة ما كانت تعبد من دون الله، وينادي مناد لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فتلقى أصنامهم في النار وأوثانهم وما كانوا يعبدون من الجمادات ويتبعهم من عبدهم، وهو قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ. لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأنبياء:98-99] فهذا ورود الكفار والفجار(2).
[ورود المؤمنين والصالحين النار]
وأما ورود السعداء فهو العبور على الصراط، وتكون جهنم وحرها تحت أرجلهم كشحمة جامدة، حتى يجوزوا على الصراط سالمين، فهو قوله صلعم : «مَن ماتَ له ثَلاثَةٌ من الوَلَدِ لم يَبلغُوا الحِنْثَ لم تَمَسَّه النَّارُ إلَّا تَحِلَّة القَسَمِ»(3) يعني: لا يدخلها بل يمر عليها تحلة القسم، كما في قوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم:71] الآية، وهذا قسم معطوف على / قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ} [مريم:68] الآية ثم قال: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} أي: ليس منكم من يرد النار، منكم من وروده عبور، ومنكم من وروده دخول، قال تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا} [مريم:72] يسلمون على الصراط، وينجي الله من عصاة هذه الأمة أي: فينجيهم من الخلود في النار، فيخرجهم بالشفاعة أو يرحمه، {وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ} أي: الكفار {فِيهَا جِثِيًّا} [مريم:72]، فإذا وقع الذين وجب عليهم العذاب في النار(4).
[1] «طهارة القلوب» ص63.
[2] «طهارة القلوب» ص63.
[3] أخرجه بهذا اللفظ أحمد في «مسنده» 2/150 (7721)، وهو عند مسلم (2632) من حديث أبي هريرة ☺.
[4] «طهارة القلوب» ص 63.