-
المقدمة
-
تفسير: {واتقو يومًا ترجعون فيه إلى الله}
-
بيان الحشر وأرض المحشر
-
يحشر الناس على ما ماتوا عليه
-
بعث النبي صلى الله عليه وسلم من قبره
-
أحوال الناس في الحشر
-
الشفاعة العامة ومعاني المقام المحمود
-
صفة المساءلة يوم القيامة
-
الشفاعة الثانية
-
نصب الميزان
-
الصراط على متن جهنم
-
الحوض
-
الشفاعة الثالثة لعصاة المسلمين
-
آخر من يدخل الجنة
-
أحوال عصاة المؤمنين في النار
-
الشفاعة لأهل الكبائر
-
تصوير الموت بكبش
-
نعيم أهل الجنة في الجنة
-
الخاتمة
ومن عصاة المؤمنين من يشدد عليه الحساب، حتى إنه يستوجب العذاب، فيشفع فيه من يأذن الله له من الأنبياء أو من الأولياء والصالحين.
فهذه الشفاعة الثانية يشترك فيها الأنبياء والأولياء والصالحون، ويكون للنبي صلعم أكثرها وأوفرها، عن ابن عباس ☻ عن رسولِ اللهِ صلعم أنه قال: «يُوضَع للأَنبِياءِ مَنابِرَ من نُورٍ يَجلِسونَ عليها، ويَبقَى مِنبَري لا أَجلِسُ عليه إِلَّا قائمًا بَين يَدَي رَبِّي ╡ مُنتَصِبًا، فيَقولُ اللهُ تبارك وتعالى: ما تُريدُ أن أَصنَعَ بأُمَّتِك يا مُحمَّدُ، فأَقولُ: يا رَبِّ عَجِّل حِسابَهم، فيُدعَى بهم فيُحاسَبونَ، فمنهم مَن يَدخُل الجّنَّة برَحمَةِ اللهِ تعالى، ومنهم مَن يَدخُلُ الجَنَّة بشَفاعَتي حتَّى[أُعطَى] صِكاكًا برِجالٍ قد أُمِرَ بهم إلى النَّارِ، حتى إنَّ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ يَقولُ: يا مُحمَّدُ، ما تَرَكتَ لِغَضَبِ رَبِّك في أُمَّتِك من نِقْمَةٍ»(1).
وقال رسولُ اللهِ صلعم :«يَدخُلُ الجّنَّة بشَفاعَةِ رَجُلٍ من أُمَّتي أَكثَرَ من رَبيعَةَ ومُضَرَ»(2).
وروي:أن من المؤمنين من يشفع في رجل واحد، ومنهم من يشفع في رجلين، ومنهم من يشفع في قبيلة على قدر درجاتهم(3).
وفي «الصحيح»: «يَدخُلُ الجَنَّة من هذِه الأُمَّةِ سَبعونَ أَلفًا بغَير حِسابٍ»(4) وفي رواية: «مَع كُلِّ واحِدٍ منهم سَبعونَ أَلفًا من العُصاةِ»(5) ومن العصاة من لا يشفع فيه فيؤمر به إلى النار.
وأما الكفار فليس لهم حسنات وإنما يقفون للتوبيخ والنكال ومقاسات الأهوال، فيوقف الكافر للعرض ويقول الله سبحانه وتعالى: «أَلَم أُكرِمك وأُسَوِّدْك / وأُزَوِّجك، وأُسَخِّر لك الخّيلَ والإبِلَ، وأَذَرْك تَرأَسْ وتَربَعْ، فيَقولُ: بَلَى يا رَبِّ، فيَقولُ اللهُ: أَظَنَنتَ أَنَّك مُلاقيَّ، فيَقولُ: بَلَى، فيَقولُ اللهُ له: فإنِّي أَنسَاكَ كما نَسيتَني»(6).
ومنهم من ينكر الكفر، وهم الذين يقولون: {وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23]، فيختم على أفواههم وتنطق جوارحهم بالشهادة عليهم، كما أخبر الله سبحانه وتعالى، إن الله سبحانه وتعالى مع علمه بأعمال العباد، يظهر العدل ويقيم الحجة(7).
[1] أخرجه الحاكم في «المستدرك» 1/65ـ66، والطبراني في «الأوسط» (2937) وصححه الحاكم، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 10/380 وقال: رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط» وفيه محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف. و«الصك»: الكتاب الذي يكتب للعهدة.
[2] أخرجه أحمد في «مسنده» 5/257 (22215)، والطبراني في «الكبير» 8/330 من حديث أبي أمامة ☺ ، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 10/381 وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني رجالهم رجال الصحيح.
[3] انظر «طهارة القلوب» ص 61.
[4] أخرجه البخاري (6542)، ومسلم (1706) من حديث أبي هريرة ☺.
[5] أخرجه أحمد في «المسند» 1/197 (1706)، والبزار في «مسنده» (2268) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر ☺.
[6] أخرجه مسلم (2968) من حديث أبي هريرة ☺.
[7] «طهارة القلوب» ص 62.