- المقدمة
- باب كيف كان بدء الوحي
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- [كتاب الغسل]
- كتاب الحيض
- كتاب التيمم
- كتاب الصلاة
- كتاب مواقيت الصلاة
- كتاب الأذان
- كتاب الجمعة
- كتاب صلاة الخوف
- كتاب العيدين
- كتاب ما جاء في الوتر
- [كتاب الاستسقاء]
- كتاب سجود القرآن
- كتاب التقصير للصلاة
- كتاب التهجد
- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
- [أبواب العمل في الصلاة]
- [كتاب السهو]
- [كتاب الجنائز]
- كتاب الزكاة
- كتاب الحج
- [كتاب جزاء الصيد]
- كتاب الصوم
- كتاب البيوع
- [كتاب الاستقراض]
- كتاب الشروط
- كتاب الجهاد
- كتاب المناقب
- [كتاب مناقب الأنصار]
- كتاب التفسير
- كتاب النكاح
- كتاب الطلاق
- كتاب اللباس
- كتاب الأدب
- كتاب الرقاق
- كتاب الأيمان
- كتاب التعبير
- كتاب الفتن
- كتاب الأحكام
- كتاب الرد على الجهمية
░░14▒▒ (كِتَابُ مَا جَاءَ فِي الوَتْرِ)
التصنيف الرئيسي : المناسبات
اسم الكتاب : شرح تراجم أبواب صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي
تاريخ الوفاة : 1176
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1438
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : قابله الدكتور فايز اصطيله
الأجزاء : 1
حول الكتاب :
لمْ يقصدْ الإمامُ الدَّهْلويُّ ⌂ أنْ يستوعبَ في كتابه جميع تراجم صحيح البخاري، وإنما اقتصر على ما رآه مهماً، وتمس إليه الحاجة، أو كان للعلماء فيه أقوال مختلفة، فكان جلّ تركيزه على كتاب الإيمان، وبشكلٍ خاصٍّ ما يتعلق بالأمور العَقَدِيَّة التي كثر الكلام حولها، والرَدِّ على بعض الفِرق التي خالفتْ في قولها مذهبَ أهلِ السُّنَّةِ والجمَاعَةِ، كالكَرَّاميَّةِ والجَهْمِيَّةِ والمرْجِئَةِ، ويظهر ذلك في أول الكتاب، من خلال بعض تراجم كتاب الإيمان، وتراجم كتاب التوحيد.
وكان له اهتمام أيضاً بكتاب العلم، وخاصة التراجم المتعلقة بطرق تحمل الحديث، ونقل الحديث، ومسائل الفتيا، وإثم الكذب على النبي صلعم وغيرها.
إلا أنَّ النصيب الأكبر من هذا الكتاب كان لأبواب الطهارة والعبادات، وتَعَرَّضَ كثيراً للمسائل الفقهية على أكثر من مذهب فقهي.
ومن يقرأ الكتاب يلاحظ أنَّ الإمام الدهلوي ⌂ لم يلتزم بعنوان كتابه بشكلٍ كاملٍ، فعنوان كتابه: (شرح تراجم أبواب البخاري) فالملاحظة الأولى هي التي سبق الحديث عنها وهو أنه لم يشرح جميع التراجم، فلو كان اسمه: (شرح بعض تراجم أبواب البخاري) لكان مطابقاً للمضمون.
وأما الأمر الثاني فهو أنه لم يقتصر على شرح التراجم فقط وإنما تطرَّق للحديث عن بعض المناسبات بين الحديث والترجمة، أو المناسبات بين التراجم، وهذا ما ساقني إلى أن أقوم بذكر بعض المناسبات التي تطرق إليها كلٌّ من الإمام الكرماني والحافظ ابن حجر والإمام العيني.
والمواضع التي صرَّح الإمام الدهلوي فيها بالحديث عن المناسبات وقعت في كتابه تحت التراجم الآتية:
(بابُ الوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ)، و(بابُ مِنَ الكَبَائِرِ أَنْ لَا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ)، و(بابُ غُسْلِ المَحِيضِ) (بابُ إِذَا حَاضَتْ فِي شَهْرٍ ثَلَاثَ حِيَضٍ)، و(حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ)، و(بابُ إِذَا صَلَّى فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ فَلْيَجْعَلْ عَلَى عَاتِقِهِ)، و(بابُ الصَّلَاةِ فِي القَمِيصِ)، و(بابُ الصَّلَاةِ عَلَى الحَصِيرِ)، و(بابُ حَكِّ المُخَاطِ بِالحَصَى)، و(بابُ نَوْمِ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ)، و(بَابٌ)، و(بابُ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ السُّوقِ)، و(بابُ وَقْتِ المَغْرِبِ)، و(بابُ هَلْ يَتَتَبَّعُ المُؤَذِّنُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا)، و(بابُ حَدِّ المَريضِ أَنْ يَشْهَدَ الجَمَاعَةِ)، و(بابُ الطَّمَأْنِينَةِ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ)، و(بابُ يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ)، و(بابُ إِذَا نَفَرَ النَّاسُ عَنِ الإِمَامِ)، و(بابُ مَنْ رَأَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُوجِبِ السُّجُودَ)، و(بابُ الرَّجُلِ يَنْعي إِلَى أَهْلِ الميِّتِ)، و(بابُ الصَّدَقَةِ بِاليَمِينِ).
أَهَمُّ الكُتُبِ الَّتي اعْتَمَدَ عَليهَا فِي الكِتَابِ:
يظهرُ منْ خلالِ تَتَبُّعِ كلام ِالإمامِ الدّهْلَويِّ ومقارنته مع شروح صحيح البخاري المشتهرة بأنه اعتمد – مع ما آتاه الله من الفَهْمِ الثَّاقِب- على عدة شروح ومن أبرزها «الكواكب الدراري» للإمام الكرماني (ت786 هـ)، و«فتح الباري» للحافظ ابن حجر (ت852 هـ)، و«عمدة القاري» للإمام العيني (ت855 هـ)، و«إرشاد الساري» للإمام القَسْطَلَّاني (ت923 هـ)، و«الْمُفْهِم لما أشكل من تلخيص مسلم» للإمام أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر الأنصاري القُرْطُبي (ت656 هـ).
لكن الاعتماد الأكبر كان على «فتح الباري» ثم «الكواكب الدراري».
حول المؤلف :
أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي الهندي، أبو عبد العزيز، الملقب شاه وَليُّ الله المحدِّث الفقيه من أهل دهلي بالهند.
ولد سنة (1110) على خلاف في ذلك.
تلقَّى الشَّيخُ وليُّ اللهِ العلومَ الابتدائية من والده الشيخ عبد الرحيم الذي كان مديراً لمدرسة كانت تسمى المدرسة الرحيمية، يقول الإمام الدهلوي ☼ : «وأما العلوم الظاهرة من التفسير والحديث والفقه والعقائد والنحو والصرف والكلام والأصول والمنطق: فقد تعلمنا من سيدي الوالد ☺ »، وتقدَّم بعض ما أخذ عنه، وقال في «إتحاف النبيه»: «قرأت على والدي المكرم جميع «مشكاة المصابيح» إلا فوتاً ما بين كتاب النكاح وكتاب الأدب، فقد حصل ذلك لي بالإجازة، وسمعت عليه أيضاً «شمائل النبي صلعم » بتمامه، و«صحيح البخاري» إلى كتاب الطهارة أو أقل منه أو أكثر، وأعطاني إجازة الباقي».
وقال: «وأما مذهب الإمام أبي حنيفة ☼ فعرفته بقراءة «الهداية» جميعها بحثاً ودرايةً على سيدي الوالد عبد الرحيم إلا أفواتاً يسيرة من كتاب الكفالة والوكالة وما بينهما، وبقراءة قطعة كبيرة من «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، وقطعة من «التوضيح والتلويح»، وقطعة كبيرة من «الكنز» لأبي البركات النسفي، وكتاب «الحسامي» في أصول الفقه من أوله إلى آخره على سيدي الوالد».
دخل الكُتَّاب في الخامسة من عمره، وأكمل القرآن الكريم في السابعة، وأكمل دراسته للعلوم الابتدائية وهو ابن عشر سنوات. كان يدرس كتاب «شرح الملا جامي على كتاب الكافية» لابن الحاجب، ولما بلغ أربع عشرة سنة درس الجزء المقرر من «تفسير البيضاوي»، وتزوج في نفس السنة، وأكمل التحصيل العلمي، وبايع والده في سن الخامسة عشرة على الطريقة النَّقْشَبَنْدِيَّة. وكان الشيخ ولي الله الدَّهلوي ذكياً مفرطاً في الذَّكاء، جيَّد الحفظ، ومن هنا تمكَّن من إكمال الدراسة في هذا العمر المبكر، يقول ابنه الشاه عبد العزيز عنه: «ما رأيت أحداً أقوى ذاكرة من والدي».
ولما توفي والده الشيخ عبد الرحيم عام (1131) كان عمره سبعة عشر عاماً، فتولى منصب التدريس في المدرسة الرحيمية، واستمر فيه اثني عشر عاماً كاملاً، وفي هذه الفترة وجد الفرصة لقراءة الكتب ومطالعتها بنَهَمٍ كبير، فتوسَّعت آفاقُ معرفته، ونضج إدراكه وفهمه، وتحدَّدت لديه في هذه الفترة معالم منهجه العلمي القادم.
وفي أواخر عام (1143) سافر لأداء فريضة الحج، وبعد أدائها زار المدينة المنورة، وقرَّر أخذ الحديث عن علماء الحرمين، فحضر دروس الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني، ودرس عليه كتب الحديث كـ«صحيح البخاري»، و«صحيح مسلم»، و«سنن الترمذي»، و«سنن أبي داود»، و«سنن ابن ماجه»، و«موطأ الإمام مالك»، و«مسند الإمام أحمد»، و«الرسالة» للإمام الشافعي، و«الأدب المفرد» للإمام البخاري، و«الشفا في حقوق المصطفى» للقاضي عياض، وحصل على الإجازة من الشيخ لرواية كتب الحديث.
ويعتبر شيخه أبو طاهر المدني من أبرز شيوخه الذين أخذ عنهم وهو عمدته في الرواية وعلم الحديث حتى قال الإمام الدَّهلويُّ: (أخذت معظم هذا الفن عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي أعظم الله أجوره، فسمعت عليه الأمم واستنسخناه من خطه، وضبطنا مشكله من خطه بحضرته، وناولني كتاب «مقاليد الأسانيد»، فطالعته وراجعته فيما أشكل من الفن، ورويت عنه «صحيح البخاري» من أوله إلى آخره، كنت أقرأ عليه وهو يسمع، وإذا مللت كان هو يقرأ وأنا أسمع).
وقال أيضاً متحدثاً عن نفسه في «إتحاف النبيه»: (وقد صحب هذا الفقير مدةً الشيخ أبا طاهر، أخذ عنه «صحيح البخاري» بتمامه حرفاً حرفاً، وبحثت معه مشكلات هذا الفن، وعرف طريقة تتبع كتب الرجال وشرح الغريب، ومَهَر في البحث عن رجال الأسانيد من هذه الطبقة إلى طبقة المؤلفين، ثم منها إلى النبي صلعم ، وميّز الصحيح من السقيم، وحفظ قواعد الرواية والتحديث، واطّلع على المتابعات والشواهد، وكذا سمع عليه «مسند الدارمي» بتمامه، وعرض عليه أطراف الكتب الستة وغيرها، وأجازني برواية هذه الكتب وجميع مروياته، وأطلعني على مروياته وأسانيده بأحسن طريق، وألبسني الخرقة، فجزاه الله سبحانه عني خيراً).
وعاد إلى مكة في العام التالي لأداء الحج ثانية، وفيها درس «الموطأ» على الشيخ وفد الله المالكي، وحصل منه على الإجازة لجميع مرويات والده من الأحاديث، وشارك في درس «صحيح البخاري» للشيخ تاج الدين القلعي. ودرس الشيخ على عدد كبير من المشايخ في الحرمين المكي والمدني، منهم الشيخ حسن العجيمي، والشيخ أحمد النخلي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري، والشيخ أحمد بن علي الشناوي، والشيخ أحمد بن محمد بن يونس القشاقشي، والشيخ السيد عبد الرحمن الإدريسي، والشيخ شمس الدين محمد بن علاء البَابِليّ، والشيخ عيسى الجَعْفَري المغربي، والشيخ محمد بن محمد سليمان المغْرِبي، والشيخ إبراهيم الكُرْدِيّ، وغيرهم.
بعد هذه الإفادة من المشايخ في الحرمين، والتحصيل العلمي المتميز، وخاصة في مجال حديث الرسول صلعم رجع الشيخُ وليُ اللهِ الدَّهلوي إلى الهند في شهر رجب عام (1145) واستمرَّ في عمله إلى أن توفاه الله سنة (1176).
قال صاحب فهرس الفهارس: (أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار)، وتوفي في دهلي سنة (1179).
من كتبه في الحديث:
- «المصفى شرح الموطا»: برواية يحيى بن يحيى الليثي، مع حذف أقوال الإمام مالك وبعض بلاغاته، وتكلَّم فيه كلام المجتهدين.
- «المسوى شرح الموطا»: مكتفياً فيه على ذكر اختلاف المذاهب وشرح بعض الغريب.
- «شرح تراجم أبواب البخاري»: وهو الكتاب الذي بين يديك.
- «النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر»: مطبوع.
- «الأربعين»: مجموعة من أربعين حديثاً جامعاً، جمعها الشيخ على طريقة الأئمة السابقين بالسند المتصل عن طريق شيخه أبي طاهر المدني إلى علي بن أبي طالب ☺ . مطبوع.
- «الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين»: هي رسالة صغيرة جمع فيها المؤلف الرؤى التي بشره فيها النبي صلعم هو وآباؤه، وقد أورد بعض هذه البشارات في آخر كتابه «التفهيمات الإلهية» كذلك. مطبوع.
- «الإرشاد في مهمات الإسناد»: كتيب باللغة العربية جمع فيه الشيخ أحوال مشايخه الذين درس عليهم في رحلة الحج، وتكلم فيه على أسانيدهم. مطبوع.
- «فضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين»: كتاب صغير كتبه الشيخ باللغة العربية عن الحديث المسلسل.
- «إِنْسَان العين في مشايخ الحرمين»: رسالة مختصرة جمع فيها تراجم مشايخه في الحجاز المقدس، وضمنه كتابه: «أنفاس العارفين».
ومن أشهر أعماله في خدمة كتاب الله ترجمته للقرآن إلى الفارسية على شاكلة النظم العربيّ، وسمى كتابه: فتح الرحمن في ترجمة القرآن.
عملنا :
تم الاعتماد على الطبعة الأولى لدائرة المعارف الهندية المطبوعة سنة 1323، مع مراجعتها على الطبعة الثالثة المطبوعة سنة 1368هـ، ولم تخلو كلا الطبعتين من الأخطاء المطبعية وبعض التصحيفات.
اسم الكتاب : شرح تراجم أبواب صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي
تاريخ الوفاة : 1176
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1438
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : قابله الدكتور فايز اصطيله
الأجزاء : 1
حول الكتاب :
لمْ يقصدْ الإمامُ الدَّهْلويُّ ⌂ أنْ يستوعبَ في كتابه جميع تراجم صحيح البخاري، وإنما اقتصر على ما رآه مهماً، وتمس إليه الحاجة، أو كان للعلماء فيه أقوال مختلفة، فكان جلّ تركيزه على كتاب الإيمان، وبشكلٍ خاصٍّ ما يتعلق بالأمور العَقَدِيَّة التي كثر الكلام حولها، والرَدِّ على بعض الفِرق التي خالفتْ في قولها مذهبَ أهلِ السُّنَّةِ والجمَاعَةِ، كالكَرَّاميَّةِ والجَهْمِيَّةِ والمرْجِئَةِ، ويظهر ذلك في أول الكتاب، من خلال بعض تراجم كتاب الإيمان، وتراجم كتاب التوحيد.
وكان له اهتمام أيضاً بكتاب العلم، وخاصة التراجم المتعلقة بطرق تحمل الحديث، ونقل الحديث، ومسائل الفتيا، وإثم الكذب على النبي صلعم وغيرها.
إلا أنَّ النصيب الأكبر من هذا الكتاب كان لأبواب الطهارة والعبادات، وتَعَرَّضَ كثيراً للمسائل الفقهية على أكثر من مذهب فقهي.
ومن يقرأ الكتاب يلاحظ أنَّ الإمام الدهلوي ⌂ لم يلتزم بعنوان كتابه بشكلٍ كاملٍ، فعنوان كتابه: (شرح تراجم أبواب البخاري) فالملاحظة الأولى هي التي سبق الحديث عنها وهو أنه لم يشرح جميع التراجم، فلو كان اسمه: (شرح بعض تراجم أبواب البخاري) لكان مطابقاً للمضمون.
وأما الأمر الثاني فهو أنه لم يقتصر على شرح التراجم فقط وإنما تطرَّق للحديث عن بعض المناسبات بين الحديث والترجمة، أو المناسبات بين التراجم، وهذا ما ساقني إلى أن أقوم بذكر بعض المناسبات التي تطرق إليها كلٌّ من الإمام الكرماني والحافظ ابن حجر والإمام العيني.
والمواضع التي صرَّح الإمام الدهلوي فيها بالحديث عن المناسبات وقعت في كتابه تحت التراجم الآتية:
(بابُ الوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ)، و(بابُ مِنَ الكَبَائِرِ أَنْ لَا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ)، و(بابُ غُسْلِ المَحِيضِ) (بابُ إِذَا حَاضَتْ فِي شَهْرٍ ثَلَاثَ حِيَضٍ)، و(حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ)، و(بابُ إِذَا صَلَّى فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ فَلْيَجْعَلْ عَلَى عَاتِقِهِ)، و(بابُ الصَّلَاةِ فِي القَمِيصِ)، و(بابُ الصَّلَاةِ عَلَى الحَصِيرِ)، و(بابُ حَكِّ المُخَاطِ بِالحَصَى)، و(بابُ نَوْمِ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ)، و(بَابٌ)، و(بابُ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ السُّوقِ)، و(بابُ وَقْتِ المَغْرِبِ)، و(بابُ هَلْ يَتَتَبَّعُ المُؤَذِّنُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا)، و(بابُ حَدِّ المَريضِ أَنْ يَشْهَدَ الجَمَاعَةِ)، و(بابُ الطَّمَأْنِينَةِ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ)، و(بابُ يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ)، و(بابُ إِذَا نَفَرَ النَّاسُ عَنِ الإِمَامِ)، و(بابُ مَنْ رَأَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُوجِبِ السُّجُودَ)، و(بابُ الرَّجُلِ يَنْعي إِلَى أَهْلِ الميِّتِ)، و(بابُ الصَّدَقَةِ بِاليَمِينِ).
أَهَمُّ الكُتُبِ الَّتي اعْتَمَدَ عَليهَا فِي الكِتَابِ:
يظهرُ منْ خلالِ تَتَبُّعِ كلام ِالإمامِ الدّهْلَويِّ ومقارنته مع شروح صحيح البخاري المشتهرة بأنه اعتمد – مع ما آتاه الله من الفَهْمِ الثَّاقِب- على عدة شروح ومن أبرزها «الكواكب الدراري» للإمام الكرماني (ت786 هـ)، و«فتح الباري» للحافظ ابن حجر (ت852 هـ)، و«عمدة القاري» للإمام العيني (ت855 هـ)، و«إرشاد الساري» للإمام القَسْطَلَّاني (ت923 هـ)، و«الْمُفْهِم لما أشكل من تلخيص مسلم» للإمام أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر الأنصاري القُرْطُبي (ت656 هـ).
لكن الاعتماد الأكبر كان على «فتح الباري» ثم «الكواكب الدراري».
حول المؤلف :
أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي الهندي، أبو عبد العزيز، الملقب شاه وَليُّ الله المحدِّث الفقيه من أهل دهلي بالهند.
ولد سنة (1110) على خلاف في ذلك.
تلقَّى الشَّيخُ وليُّ اللهِ العلومَ الابتدائية من والده الشيخ عبد الرحيم الذي كان مديراً لمدرسة كانت تسمى المدرسة الرحيمية، يقول الإمام الدهلوي ☼ : «وأما العلوم الظاهرة من التفسير والحديث والفقه والعقائد والنحو والصرف والكلام والأصول والمنطق: فقد تعلمنا من سيدي الوالد ☺ »، وتقدَّم بعض ما أخذ عنه، وقال في «إتحاف النبيه»: «قرأت على والدي المكرم جميع «مشكاة المصابيح» إلا فوتاً ما بين كتاب النكاح وكتاب الأدب، فقد حصل ذلك لي بالإجازة، وسمعت عليه أيضاً «شمائل النبي صلعم » بتمامه، و«صحيح البخاري» إلى كتاب الطهارة أو أقل منه أو أكثر، وأعطاني إجازة الباقي».
وقال: «وأما مذهب الإمام أبي حنيفة ☼ فعرفته بقراءة «الهداية» جميعها بحثاً ودرايةً على سيدي الوالد عبد الرحيم إلا أفواتاً يسيرة من كتاب الكفالة والوكالة وما بينهما، وبقراءة قطعة كبيرة من «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، وقطعة من «التوضيح والتلويح»، وقطعة كبيرة من «الكنز» لأبي البركات النسفي، وكتاب «الحسامي» في أصول الفقه من أوله إلى آخره على سيدي الوالد».
دخل الكُتَّاب في الخامسة من عمره، وأكمل القرآن الكريم في السابعة، وأكمل دراسته للعلوم الابتدائية وهو ابن عشر سنوات. كان يدرس كتاب «شرح الملا جامي على كتاب الكافية» لابن الحاجب، ولما بلغ أربع عشرة سنة درس الجزء المقرر من «تفسير البيضاوي»، وتزوج في نفس السنة، وأكمل التحصيل العلمي، وبايع والده في سن الخامسة عشرة على الطريقة النَّقْشَبَنْدِيَّة. وكان الشيخ ولي الله الدَّهلوي ذكياً مفرطاً في الذَّكاء، جيَّد الحفظ، ومن هنا تمكَّن من إكمال الدراسة في هذا العمر المبكر، يقول ابنه الشاه عبد العزيز عنه: «ما رأيت أحداً أقوى ذاكرة من والدي».
ولما توفي والده الشيخ عبد الرحيم عام (1131) كان عمره سبعة عشر عاماً، فتولى منصب التدريس في المدرسة الرحيمية، واستمر فيه اثني عشر عاماً كاملاً، وفي هذه الفترة وجد الفرصة لقراءة الكتب ومطالعتها بنَهَمٍ كبير، فتوسَّعت آفاقُ معرفته، ونضج إدراكه وفهمه، وتحدَّدت لديه في هذه الفترة معالم منهجه العلمي القادم.
وفي أواخر عام (1143) سافر لأداء فريضة الحج، وبعد أدائها زار المدينة المنورة، وقرَّر أخذ الحديث عن علماء الحرمين، فحضر دروس الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني، ودرس عليه كتب الحديث كـ«صحيح البخاري»، و«صحيح مسلم»، و«سنن الترمذي»، و«سنن أبي داود»، و«سنن ابن ماجه»، و«موطأ الإمام مالك»، و«مسند الإمام أحمد»، و«الرسالة» للإمام الشافعي، و«الأدب المفرد» للإمام البخاري، و«الشفا في حقوق المصطفى» للقاضي عياض، وحصل على الإجازة من الشيخ لرواية كتب الحديث.
ويعتبر شيخه أبو طاهر المدني من أبرز شيوخه الذين أخذ عنهم وهو عمدته في الرواية وعلم الحديث حتى قال الإمام الدَّهلويُّ: (أخذت معظم هذا الفن عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي أعظم الله أجوره، فسمعت عليه الأمم واستنسخناه من خطه، وضبطنا مشكله من خطه بحضرته، وناولني كتاب «مقاليد الأسانيد»، فطالعته وراجعته فيما أشكل من الفن، ورويت عنه «صحيح البخاري» من أوله إلى آخره، كنت أقرأ عليه وهو يسمع، وإذا مللت كان هو يقرأ وأنا أسمع).
وقال أيضاً متحدثاً عن نفسه في «إتحاف النبيه»: (وقد صحب هذا الفقير مدةً الشيخ أبا طاهر، أخذ عنه «صحيح البخاري» بتمامه حرفاً حرفاً، وبحثت معه مشكلات هذا الفن، وعرف طريقة تتبع كتب الرجال وشرح الغريب، ومَهَر في البحث عن رجال الأسانيد من هذه الطبقة إلى طبقة المؤلفين، ثم منها إلى النبي صلعم ، وميّز الصحيح من السقيم، وحفظ قواعد الرواية والتحديث، واطّلع على المتابعات والشواهد، وكذا سمع عليه «مسند الدارمي» بتمامه، وعرض عليه أطراف الكتب الستة وغيرها، وأجازني برواية هذه الكتب وجميع مروياته، وأطلعني على مروياته وأسانيده بأحسن طريق، وألبسني الخرقة، فجزاه الله سبحانه عني خيراً).
وعاد إلى مكة في العام التالي لأداء الحج ثانية، وفيها درس «الموطأ» على الشيخ وفد الله المالكي، وحصل منه على الإجازة لجميع مرويات والده من الأحاديث، وشارك في درس «صحيح البخاري» للشيخ تاج الدين القلعي. ودرس الشيخ على عدد كبير من المشايخ في الحرمين المكي والمدني، منهم الشيخ حسن العجيمي، والشيخ أحمد النخلي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري، والشيخ أحمد بن علي الشناوي، والشيخ أحمد بن محمد بن يونس القشاقشي، والشيخ السيد عبد الرحمن الإدريسي، والشيخ شمس الدين محمد بن علاء البَابِليّ، والشيخ عيسى الجَعْفَري المغربي، والشيخ محمد بن محمد سليمان المغْرِبي، والشيخ إبراهيم الكُرْدِيّ، وغيرهم.
بعد هذه الإفادة من المشايخ في الحرمين، والتحصيل العلمي المتميز، وخاصة في مجال حديث الرسول صلعم رجع الشيخُ وليُ اللهِ الدَّهلوي إلى الهند في شهر رجب عام (1145) واستمرَّ في عمله إلى أن توفاه الله سنة (1176).
قال صاحب فهرس الفهارس: (أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار)، وتوفي في دهلي سنة (1179).
من كتبه في الحديث:
- «المصفى شرح الموطا»: برواية يحيى بن يحيى الليثي، مع حذف أقوال الإمام مالك وبعض بلاغاته، وتكلَّم فيه كلام المجتهدين.
- «المسوى شرح الموطا»: مكتفياً فيه على ذكر اختلاف المذاهب وشرح بعض الغريب.
- «شرح تراجم أبواب البخاري»: وهو الكتاب الذي بين يديك.
- «النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر»: مطبوع.
- «الأربعين»: مجموعة من أربعين حديثاً جامعاً، جمعها الشيخ على طريقة الأئمة السابقين بالسند المتصل عن طريق شيخه أبي طاهر المدني إلى علي بن أبي طالب ☺ . مطبوع.
- «الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين»: هي رسالة صغيرة جمع فيها المؤلف الرؤى التي بشره فيها النبي صلعم هو وآباؤه، وقد أورد بعض هذه البشارات في آخر كتابه «التفهيمات الإلهية» كذلك. مطبوع.
- «الإرشاد في مهمات الإسناد»: كتيب باللغة العربية جمع فيه الشيخ أحوال مشايخه الذين درس عليهم في رحلة الحج، وتكلم فيه على أسانيدهم. مطبوع.
- «فضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين»: كتاب صغير كتبه الشيخ باللغة العربية عن الحديث المسلسل.
- «إِنْسَان العين في مشايخ الحرمين»: رسالة مختصرة جمع فيها تراجم مشايخه في الحجاز المقدس، وضمنه كتابه: «أنفاس العارفين».
ومن أشهر أعماله في خدمة كتاب الله ترجمته للقرآن إلى الفارسية على شاكلة النظم العربيّ، وسمى كتابه: فتح الرحمن في ترجمة القرآن.
عملنا :
تم الاعتماد على الطبعة الأولى لدائرة المعارف الهندية المطبوعة سنة 1323، مع مراجعتها على الطبعة الثالثة المطبوعة سنة 1368هـ، ولم تخلو كلا الطبعتين من الأخطاء المطبعية وبعض التصحيفات.
Loading...
Loading ...