قالَ البخاريُّ ⌂: حفظتُ مئة ألفِ حديثٍ صحيحٍ، ومئتي ألفِ حديثٍ غيرِ صحيح، واخترتُ كتابي هذا من ست مئة ألفِ حديث، وأخذتُ السَّمين ونبذتُ الغثيث، وما وضعتُ حديثًا ولا حديثين حتَّى اغتسلت، وصلَّيتُ ركعتين، واستخرتُ الله سبحانه وتعالى في ذلك، وهو سبحانه وتعالى المرشدُ إلى أوضح المسالك.
وكان تأليفه في مسجد الرَّسول [صلعم]، وذلك نهايةُ القصد وغايةُ السُّول في مدَّة ستَّة عشر سنة، ولم أقصد به إلَّا الطَّريق الحسنة، فيكون قد اغتسل سبعةَ آلافٍ ومئتين وخمسةً وسبعين غسلًا، وصلَّى أربعة عشر ألفَ ركعةٍ وخمس مئة وخمسين ركعةً، فمن يقوى من الأنام أن يقوم مقام هذا الإمام.
قال الفِربريُّ: سمع صحيح البخاري على مؤلفه تسعون ألفَ نفسٍ، آخرهم أنا.
وقالَ البخاريُّ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلعم في المنام وأنا قائمٌ بين يديه، وفي يدي مِرْوحة أذبُّ بها عنه، ففسَّرته، فقيل لي: إنك تذبُّ الكذبَ عن حديثه.
ورأى الفِرَبْريُّ رسولَ الله صلعم في المنام والبخاريُّ يمشي خلفه، وكلَّما رفع النَّبيُّ صلعم / قَدَمَهُ وضع البخاريُّ قدمه مكانها، ففسَّروه باتباع سنته، فرحمة الله عليه.