الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى

          1021- السَّادس والأربعون: عن مجاهد أنَّه سمع ابن عبَّاسٍ وذكروا له الدَّجَّال بين عينَيهِ كافرٌ، أو: ك ف ر، قال: لم أسمعه قال ذلك! ولكنَّه قال: «أمَّا إبراهيمُ فانظروا إلى صاحبِكُم، وأمَّا موسى فجَعْد(1) آدَمُ، على جمل ٍأحمرَ مَخْطومٍ بخُلْبَةٍ(2)، كأنِّي أنظُر إليه انحَدر في الوادي». هكذا في رواية ابن عَون عن مجاهدٍ لهما. [خ¦1555]
          قال أبو مسعود: ورواه البخاريُّ في أحاديث الأنبياء عن محمَّد بن كثير عن إسرائيلَ عن عثمانَ بنِ المغيرةِ عن مجاهدٍ عن ابنِ عمرَ.
          ومتنُ هذا الحديث في كتاب البخاريِّ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «رأيتُ عيسى وموسى وإبراهيمَ، فأمَّا عيسى فأحمرُ جَعْدٌ، عريضُ الصَّدر، وأمَّا موسى فآدمُ جسيمٌ سَبِط، كأنَّه من رجال الزُّطِّ». [خ¦3438]
          زاد البَرقاني في روايته من حديث إسرائيل: [«فقيل له: وإبراهيم؟ قال: شَبيهُ صاحِبكم».]
          وليس ذلك عند البخاريِّ فيه.
          ثمَّ قال أبو مسعود: هكذا قال البخاريُّ في جميع الرِّوايات: عن ابن عمر، وخالف أصحابَ محمَّد بنِ كثير وأصحابَ إسرائيلَ؛ لأنَّهم قالوا كلُّهم: عن / مجاهد عن ابنِ عبَّاسٍ.
          وقد أخرجا جميعاً من رواية أبي العالية الرِّياحيِّ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «ذكَر النَّبيُّ صلعم ليلة أُسْرِي به، فقال: موسى آدمُ طُوال، كأنَّه من رجال شنوءَة، وقال: عيسى جعدٌ مربُوعٌ(3).
          وذَكَرَ مالكاً خازن النَّار، وذكر الدَّجَّال».
          زاد(4) في رواية شعبةَ وسعيدٍ وشيبانَ عن قتادَةَ: «ورأيتُ عيسى ابن مريم مربُوعَ الخَلْق، إلى الحُمرة والبياض، سَبِط الرَّأس، ورأيتُ مالكاً خازن النَّار، والدَّجَّالَ، في آياتٍ أراهُنَّ الله إيَّاه {فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ} [السجدة:23]».
          وفي حديث شيبان: وكان قتادة يفسِّرها أنَّ النَّبيَّ صلعم قد لقي موسى صلعم. [خ¦3239] [خ¦3395]
          وفي حديث داود بنِ أبي هند _من رواية هُشيمٍ_ عنه: «أنَّ رسول الله صلعم مَرَّ بوادي الأزرق، فقال: أيُّ وادٍ هذا؟ قالوا: هذا وادي الأزرق، قال: كأنِّي أنظر إلى موسى ◙ هابطاً من الثَّنيَّة وله جُؤار(5) إلى الله بالتَّلبية، ثمَّ أتى على ثنيَّة هَرْشَى.
          فقال: أيُّ ثنيَّةٍ هذه؟ قالوا: ثنيَّة هَرْشَى _في حديث ابن أبي عدي: أو لِفْت_ قال: كأنِّي أنظر إلى يونس بن متَّى ◙ على ناقةٍ حمراءَ جَعْدةٍ، عليه جُبَّةٌ من صوفٍ، خِطام ناقته خُلْبةٌ، وهو يلبِّي».
          قال أحمدُ بنُ حنبل في حديثه: قال هُشيمٌ: يعني ليف. /
          وفي حديث ابن أبي عَديِّ عن داود في ذكر موسى ◙ : «واضعاً أصبُعَيه في أُذُنيه»، وفي ذكر يونس ◙ : «خِطام ناقته ليفُ خُلْبَةٍ، مارًّا بهذا الوادي ملبِّياً».


[1] الشَّعر الجَعْد: المثنَّى، والسَّبط: السهل المنبسِط.
[2] الخُلُب: اللِّيف، ومنه تُفتَلُ الحبال للخُطُم وغيرِها.
[3] المَربوع من الرِّجال: المتوسط بين الطول والقِصَر، وهو الرَّبعة أيضاً.
[4] سقط من (ابن الصلاح): كلمة: (زاد).
[5] الجؤار: رفعُ الصوت بالتلبيةِ وغيره.