الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: مكث رسول الله بمكة ثلاث عشرة، وتوفي

          1033- الثَّامن والخمسون: عن عمرو بن دينار المكِّيِّ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «مكَث رسولُ الله صلعم بمكَّة ثلاثَ عشرةَ، وتوُفِّي وهو ابنُ ثلاثٍ وستِّين سنةً». [خ¦3903]
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً من حديث هشام بن حسَّان عن عكرمَةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «أُنزِل على النَّبيِّ صلعم وهو ابنُ أربَعينَ، فمَكث ثلاثَ عشرةَ، ثمَّ أُمِر بالهجرة، فهاجر إلى المدينة، فمَكَث بها عشرَ سنينَ، ثمَّ توُفِّي صلعم». [خ¦3851]
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً من حديث أبي سلمَةَ عن ابنِ عبَّاسٍ وعائشةَ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم لبِث بمكَّة عشرَ سنين، ينزِل عليه القرآنُ، وبالمدينة عشراً». [خ¦4464] [خ¦4979]
          وأخرج مسلمٌ من حديث عمَّار بن أبي عمَّار مولى بني هاشمٍ قال: «سألت ابن عبَّاسٍ: كم أتى لرسول الله صلعم يوم مات؟ قال: ما كنت أحسِب مثلَك من قومه يخفى عليه ذلك! قال: قلت: إنِّي قد سألت النَّاس فاختلفوا عليَّ فأحبَبت / أن أعلمَ قولك فيه، قال: أتحسُبُ؟ قلت: نعم، قال: أمسِك؛ أربعين بُعث لها، خمسَ عشرةَ بمكَّة يأمنُ ويخافُ، وعشراً مُهاجَرَه إلى المدينة».
          وحديث خالدٍ الحذَّاءِ مختصَرٌ: «أنَّ رسولَ الله صلعم توفِّي وهو ابن خمسٍ وستِّين». لم يزد.
          وفي حديث حمَّاد بن سلمَةَ: «أقام رسول الله بمكَّة خمسَ عشرةَ سنةً، يسمَع الصَّوت ويرى الضَّوء سبع سنينَ، ولا يرى شيئاً، وثمانَ سنينَ يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشراً».
          وليس لعمَّار بن أبي عمَّار في مسند ابن عبَّاسٍ من «الصَّحيح» غيرُ هذا الحديث الواحد.
          ولمسلمٍ أيضاً من حديث عمرو بن دينار قال: «قلت لعُروة: كم لبث النَّبيُّ صلعم بمكَّة؟ قال: عشراً، قال: قلت: فابن عبَّاسٍ يقول: بضع عشرة(1)، قال: فغفَّره(2)، وقال: إنَّما أخذه من قول الشَّاعر».
          [يعني قوله:
ثوى في قريش بضعَ عشرة حِجَّةً                     ............................. (3)] /

          ولمسلم من حديث أبي جَمرة نصرِ بن عِمرانَ الضُّبَعيِّ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «أقام رسول الله صلعم بمكَّة ثلاثَ عشرةَ سنة يوحى إليه، وبالمدينةِ عشراً، ومات وهو ابن ثلاثٍ وستِّين سنةً».


[1] البِضْع في الأصل: القطعةُ من الشيء، والعربُ تستعمل ذلك في العدد من الثَّلاث إلى السَّبع.
[2] فغفَّره: أي؛ دعا له بالمغفرة، فقال: غفرَ الله له، والله تعالى غفَّار أي: ساتِرُ الذُّنوب والعيوب.
[3] لم يرد هذا البيت في نسختنا من رواية «مسلم»، ونبَّه النوويُّ على أنه وقَع في بعض النُّسخ، وهو لأبي قيسٍ صرمة بن أبي أنس، وشطره الثاني:
~..................يذكر لو يلقى صديقاً مواتياً