الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا بني فهر! يا بني عديّ

          1038- الثَّالث والسِّتُّون: عن عمرو بن مرَّة عن سعيد بن جُبير: «أنَّ ابن عبَّاسٍ قال: لمَّا نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]، صعِد النَّبيُّ صلعم على الصَّفا، فجَعَل ينادي: يا بني فِهْرٍ! يا بني عديٍّ! لبُطون قريش(1)، حتَّى اجتمعوا، فجَعل الرَّجلُ إذا لم يستَطِع أن يَخرُج أرسَل رسولاً لينظرَ ما هو، فجاء أبو لهبٍ وقريشٌ، فقال: أرأيتَكُم لو أخبرتُكم أنَّ خيلاً بالوادي تريد أن تُغِيرَ / عليكم كنتم مُصَدِّقيَّ؟ قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليك إلَّا صِدقاً، قال: فإنِّي نذيرٌ لكم بين يدَي عذابٍ شديدٍ.
          فقال أبو لهبٍ: تبَّاً لك(2) سائرَ اليوم، ألهذا جَمعتَنا؟! فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد:1-2]».
          وفي بعض الرِّوايات عن الأعمش: ▬وقد تبَّ↨ كذا قرأ الأعمش. [خ¦1394]
          وفي حديث محمَّد بن سَلَام عن أبي معاويةَ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم خرَج إلى البطحاء، فصعِد الجبلَ(3)، فنادى: يا صباحاه! فاجتَمَعت إليه قريش، فقال: أرأيتم إن حدَّثتكم أنَّ العدوَّ مصبِّحكم أو مُمَسِّيكم، أكنتم تُصَدِّقوني؟ قالوا: نعم.
          قال: فإنِّي نذيرٌ لكم». وذكر نحوَه. [خ¦4972]
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً مختصراً من حديث حَبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «لمَّا نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] جعَل النَّبيُّ صلعم يدعُوهم قبائلَ قبائلَ». لم يزد. [خ¦3526]
          وقد أخرج البخاريُّ من حديث عثمانَ بن عاصمٍ عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ: «{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا (4) وَقَبَائِلَ} [الحجرات:13]، قال: الشُّعوب القبائلُ العِظام، والقبائلُ البُطونُ». / [خ¦3489]


[1] بطونُ قرَيشٍ: جمع بطن، والبطن دونَ القبيلةِ، وقد يقع على القبيلة بالإضافة إلى ما فوقَها.
[2] التَّبَاب: الخسران، وتبّاً لفلان؛ أي: هلاكاً في الدين أو في الدنيا.
[3] في (أبي شجاع): (إلى الجبل).
[4] الشُّعوب: جمع شَعْب، وهو ما تشعَّبَ من قبائل العرب والعجَم، وقال الفرَّاء: الشعوب أكبر من القبائل.