الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا

          1036- الحادي والستُّون: عن عمرو بن دينار وأيُّوبَ عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «بينَما رجلٌ واقفٌ مع رسول الله صلعم بعرَفة، إذ وقَع من راحلته، قال أيُّوبَ: فأوقَصَته، أو قال: فأقعَصَته(1)، وقال عمرو: فوقَصَته(2)، فَذُكِرَ ذلك للنَّبيِّ صلعم، فقال: اغسلوه بماءٍ وسِدرٍ، وكفِّنوه في ثوبَين، ولا تحنِّطوه، ولا تخمِّروا رأسه _قال أيُّوبُ:_ فإنَّ الله يبعَثُه يوم القيامة ملبِّياً _وقال / عمرو:_ يلبِّي».
          ومن الرُّواة من قال: «في ثوبيه». [خ¦1265]
          وفي حديث إسماعيلَ ابن عُليَّة عن أيُّوبَ: نُبِّئتُ عن سعيد بن جُبير... وقد روياه بمعناه من حديث منصورِ بن المُعتَمِر، فقال جريرٌ: عن المنصورِ عن الحَكمِ عن سعيدٍ، وقال إسرائيلُ عن منصورٍ عن سعيدٍ عن ابنِ عبَّاسٍ مسنداً، وفيه: «ولا تُغَطُّوا وجهَه، ولا تقرِّبوه طيباً؛ فإنَّه يُبعث يلبِّي».
          وفي حديث جريرٍ: «يُهِلُّ». [خ¦1839]
          وأخرجاه من حديث أبي بِشر جَعفرِ بن أبي وحشِيَّة اليَشكُريِّ عن سعيد بن جُبير بنحوِه، وفي حديث شعبةَ عن أبي بشر: «خارجٌ وجهُه ورأسُه؛ فإنَّه يُبعث يوم القيامةَ ملبِّياً». [خ¦1267]
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث أبي الزُّبير عن سعيد بن جُبير قال: قال ابن عبَّاسٍ: «وَقصَت رجلاً ناقتُه، وهو مُحرمٌ مع رسولِ الله صلعم، فأمرَهم رسولُ الله صلعم أن يَغسِلوه بماءٍ وسِدرٍ، ويَكشفوا وجهَه _حسِبتُه قال: ورأسَه_ فإنَّه يُبعث وهو يلبِّي»(3).


[1] القَعْص: الموت السريع، يقال: ضربه فأقْعَصه أي: قتلَه مكانَه، والإقعاص: القتلُ على المكان بلا تأخيرٍ.
[2] وَقَصَت به ناقَتُه: أي كسرت عنُقَه، والوقْصُ: كسر العنُق بسكون القاف، يقال: وُقصَت فهي موقوصة، والوقَص: بفتح القاف قِصَرُ العنُقِ.
[3] في هامش (أبي شجاع): (في الأصل المنقول منه من ها هنا فات...زهير إلى آخر المجلد).