الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من سمع سمع الله به ومن راءى

          1212- الثَّاني والعشرون: عن مسلم البَطين عن سعيد عن ابنِ عبَّاسٍ قال: قال رسول الله صلعم: «مَن سَمَّع سَمَّع الله به(1)، ومَن راءى راءى الله به».


[1] مَن سَمَّع سَمَّع الله به: أي؛ أظهر عنه ما ينطوي عليه من قُبحِ السرائر، يقال: سمَّعتُ بالشيء إذا أشعتَه فشاع في الأسماع، وسمَّعتُ بالرجل تسميعاً إذا أشهرتَه وأفشَيتَ القبيح عليه، وقد روي بلفظٍ آخرَ «من سمَّع الناس بعمله سمَّع الله به سامِعَ خلقه» وبعض الرواة يقول: «أسامعَ خلقِه» فتسميعُه بعمله، أي: يظهر لهم من الجميلِ خلافَ ما يستتر به عنهم، فجزاؤه أن يسمِّعَ الله به؛ أي: يظهر ما أخفاه من ذلك، وتملأ أسماعَ السامعين من خلقه بذلك، والأسامعُ جمع الجمع، الواحد سَمْعٌ، وجمعه أسْمُع، وجمع الجمع أسامِعُ، ومنهم من رواه «سامعُ خلقه» برفع العين، بجعله إخباراً عن الله ╡؛ أي: سمَّع الله به الذي هو سامِعُ خلقه، وعالمٌ بما يبدونه ويخفونه، أي فضحه الله تعالى بكشفِه ما ستره.ومَن راءى راءى الله به: في معنى الروايةِ في مَن سمَّع الناس بعملِه؛ لأن هذا هو الرياءُ بعينه.