الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: انحرها، ثم اصبغ نعلها في دمها

          1232- الثَّاني والأربعون: عن موسى بن سَلَمة بن المُحَبَّق الهُذَلي قال: انطلقت أنا وسنان ابن سَلَمَةَ معتمرين، قال: وانطلق سنان معه ببدنةٍ يسوقها، فأَزْحَفَت(1) عليه في الطَّريق، فَعَيَّ(2) بشأنها إن هي أُبْدِعَت(3) كيف يأتي لها، فقال: لئن قدِمت البلد لأستَحفِينَّ عن ذاك(4).
          قال: فأصحبت(5)، فلمَّا نزَلنا البطحاء(6) قال: انطلق إلى ابن عبَّاسٍ نتحدَّثْ إليه، قال: فذكر له شأن بدنته، فقال: «على الخبير سقَطتَ، بعَث رسولُ الله / صلعم سِتَّ عشرةَ بدنةً مع رجلٍ وأمَّرَه فيها، قال: فمَضى ثمَّ رجَع، فقال: يا رسول الله، كيف أصنَع بما أُبْدِعَ عليَّ منها؟ قال: انحرها، ثمَّ اصبُغ نعلها في دمها، ثمَّ اجعله على صفحَتها(7)، ولا تأكل منها أنت ولا أحدٌ من أهل رُفقَتك».


[1] أُزحِفت النَّاقةُ: إذا قلَصَت من الإعياء، يقال: زحفت البعير وأزحفه السير.
[2] عيَّ بالشيء وعَيِيَ: إذا تحيَّر فيه فلم يدرِ كيف المخرجُ منه.
[3] أبدَعَت الناقةُ: أي ظَلَعت وكَلَّت فلم تنهضْ، والظَّلَع للإبل كالغَمْز للدواب والعَرَج للإنسان.
[4] لأستَحفِينَّ عن ذاك: أي؛ لأستَقصيَنَّ في السؤال عنه، ومن ذلك الحَفِيُّ بالشيء المعتني به القاصدُ إلى البحث عنه.
[5] أصحَبَتِ الناقةُ وأصحبَ الرجلُ: إذا انقادا.وفي نسختنا من مسلم: (فأضحيت).
[6] البَطْحاء والبَطيحة: كلُّ مكانٍ منفسح متَّسع، ثم سُمِّى به مواضعُ، والأصل ذلك.
[7] اصبُغ نعلها في دمها: أي؛ اغمِسْه فيه والطَخْه به، ثم اجعله على صفحتِها ليكون ذلك علامةً يعرفُها بها الناظرُ أنّها هديٌ.