جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

حديث: لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية

          3668- (خ) حدَّثنا سُلَيْمان قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ عبد الله المِصري والحسن بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّد قالا: حدَّثنا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد البزاز قال: حدَّثنا أبو أحمد مُحَمَّد بن إبراهيم بن حفص قال: حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا ابن وهب قال: حدَّثني عمر بن مُحَمَّد: أن سالمًا حدَّثه:
          عن عبد الله بن عمر قال: ما سمعتُ عمرَ يقول لشيءٍ قطُّ: إنِّي لأَظنُّه كذا وكذا إلَّا كان كما يَظنُّ، بينما عمرُ جالسٌ إذ مَرَّ به رجلٌ جميلٌ، فقال: لقد أَخطأَ ظنِّي، أو إنَّ هذا الرجلَ على دِينِه في الجاهلية، أو لقد كان كاهِنَهم؛ عليَّ الرجلَ، فدُعِي له، فقال له عمرُ: لقد أَخطأَ ظنِّي، أو إنَّك على دِينِك في الجاهلية، أو لقد (1) كنتَ كاهِنَهم؟ فقال: ما رأيتُ كاليوم استُقبِلَ به رجلٌ مسلمٌ، قال عمرُ: فإنِّي أَعزمُ عليك إلَّا ما أَخبرتَني، قال: كنتُ كاهِنَهم في الجاهلية، قال: فما أَعجبُ ما جاءتْك به جنِّيَّتُك؟ قال: بينا أنا يومًا في السُّوق جاءتْني أَعرفُ فيها الفَزعَ، قالت (2) :
ألم تَرَ إلى (3) الجنِّ وإبلاسِها
ويأسِها بعد مَن أَنساكِها
وَتَخَوُّفِها بالقِلاصِ وأحلاسِها
          قال عمرُ: صدقتَ؛ بينا أنا نائمٌ (4) عند آلهتِهم؛ إذ جاء رجلٌ بعِجلٍ، فذَبَحَه، فصَرَخَ منه صارخٌ لم أَسمعْ صارخًا قطُّ أشدَّ صوتًا منه، يقول: يا جَلِيح؛ أمرٌ نَجِيح، رجلٌ فَصِيح (5) ، يقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فوَثبَ القومُ، فقلت: لا أَبرحُ حَتَّى أَعلمَ ما وراءَ هذا، ثُمَّ نادى: يا جَلِيح؛ أمرٌ نَجِيح، رجلٌ فَصِيح، يقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فقمتُ (6) ، فما نَشِبْنا أن قِيل: هذا نبيٌّ. [خ¦3866]


[1] في (ف): (ولقد).
[2] زيد في (هـ): (وتخوفها)، وهو سبق نظر.
[3] (إلى): ليس في (هـ).
[4] في (ف): (بينما أنا قائم).
[5] في (ف) تحتها: (يصيح)، وكذا في الموضع اللاحق.
[6] (فقمت): ليس في (ف).