- المقدمة
- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- كتاب الغسل
- أبواب الحيض
- كتاب التيمم
- كتاب الصلاة
- باب مواقيت الصلاة
- باب بدء الأذان
- كتاب الجمعة
- أبواب الوتر
- كتاب الاستسقاء
- [كتاب الكسوف]
- باب سجود القرآن
- أبواب تقصير الصلاة
- باب التهجد من الليل
- باب فضل الصلاة في مسجد مكة
- أبواب العمل في الصلاة
- باب ما جاء في السهو
- كتاب الجنائز
- كتاب الزكاة
- كتاب الحج
- كتاب العمرة
- [كتاب جزاء الصيد]
- كتاب فضائل المدينة
- كتاب الصوم
- باب صلاة التراويح
- كتاب البيوع
- كتاب السلم
- كتاب الإجارة
- [كتاب الكفالة]
- كتاب الوكالة
- كتاب الاستقراض
- كتاب في اللقطة
- كتاب المظالم
- كتاب الشركة
- كتاب العتق
- كتاب الهبة
- كتاب الشهادات
- كتاب الصلح
- كتاب الشروط
- كتاب الوصايا
- كتاب الجهاد
- [كتاب الجزية والموادعة]
- كتاب أحاديث الأنبياء
- [كتاب فضائل الصحابة]
- كتاب التفسير
- كتاب فضائل القرآن
- كتاب النكاح
- كتاب الطلاق
- كتاب النفقات
- كتاب الأطعمة
- كتاب العقيقة
- كتاب الذبائح والصيد
- كتاب الأضاحي
- كتاب الأشربة
- كتاب المرضى
- كتاب اللباس
- كتاب الأدب
- باب الاستئذان
- كتاب الدعوات
- كتاب الرقاق
- كتاب القدر
- كتاب الحدود
- كتاب المحاربين
- كتاب الديات
- كتاب استتابة المرتدين
- كتاب الحيل
- [كتاب التعبير]
- كتاب الأحكام
- كتاب التمني
- كتاب خبر الواحد
- كتاب الاعتصام
- كتاب التوحيد والرد على الجهمية
♫
وبه ثقتي(1)
اللَّهُمَّ إنِّي أحمدك على ما ألهمتَ مِن المحامد، وأشكرك على فضلك البادي والعائدِ(2)، وأستنصرك(3) على كلِّ معاندٍ ومكايدٍ، وأعوذ بك مِن شرِّ كلِّ باغٍ وحاسدٍ، وأصلِّي وأسلِّم على نبيِّك محمَّد وَعلى آله وصحبه الصَّادعين(4) بالحقِّ في جميع المشاهد.
أمَّا بعد:
فإنِّي شرعتُ في شرح «صحيح البخاري» في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بعد أن كنتُ خرَّجت ما فيه مِن الأحاديث الْمُعَلَّقة في كتابٍ سمَّيته: «تغليق التَّعليق»(5)، وكَمُل في سنة أربع وثمانمائة في سِفْرٍ ضخم، ووقف عليه أكابر شيوخي وشهدوا بأنِّي لم أُسبَقْ إليه.
ثمَّ عملت مقدِّمة الشَّرح فَكَمُلَتْ في سنة ثلاث(6) عشرة المذكورة، ومِن هناك ابتدأتُ في الشَّرح فكتبتُ منه قطعة أطَلْتُ فيها التَّبيين، ثمَّ خشيت أنْ يَعُوق عَن تكملتِه على تلك الصِّفة عائق فابتدأتُ في شرحٍ(7) متوسَّطٍ سمَّيته: «فتح الباري بِشرح البخاري» فلمَّا كان بعد خمس سنين أو نحوها وقد بُيِّضَ منه مقدار الرُّبع على طريقةٍ مُثلى، وقد اجتمع عندي مِن طلبة العلم المَهَرَة جماعة وافقوني على تحرير هذا الشَّرح بأنْ أكتب الكُرَّاس ثمَّ يُحصِّله كلٌّ منهم نسخًا، ثمَّ يقرؤه أحدهم ويعارض معه رِفقته مع البحث في ذلك والتَّحرير، فصار السِّفْر لا يَكْمُل منه إلَّا وقد قُوبل وحُرِّرَ مِن ذلك النَّظر تمام الشرح(8) في ذلك الزَّمن اليسير لهذه المصلحة، إلى أنْ يسَّر الله تعالى إكماله في شهر رجبٍ سنة اثنتين(9) وأربعين.
وفي أثْناء العمل كثُرت الرَّغبات في تحصيله(10) ممَّن اطَّلع على طريقتي فيه، حتَّى خطبه جماعةٌ مِن ملوك الأطْراف بسؤال / علمائهم لهم في ذلك، فاسْتنسختُ لصاحب الغرب الأدنى نسخةً مما كَمُل منه، وذلك بعناية الإمام المُتقن زين الدِّين عبد الرَّحمن البِرِشْكي _بكسر الموحدة والراء المهملة وسكون المُعْجمة_، وكان ملك(11) الغرب يومئذ عبد العزيز الحفصي(12) المعروف بابن فارس، وكان الذي كَمُل مِن الكتاب المذكور حينئذٍ قَدْر ثلثيه.
واسْتنسختُ لصاحب المشرق نسخةً بعد ذلك بعناية العلَّامة الحافظ شيخ القرَّاء شمس الدِّين الجَزَري، والمَلِك يومئذٍ شاه رُخ، وجهَّزت له مِن قبل الملِك الأشرف، ولم يكن الكتاب كَمُل، ثمَّ في سلطنة الملِك(13) الظَّاهر جهَّز له نسخةً كاملةً.
وكان سبب رغبتهم فيه اشتهار المقدِّمة، فصار مَن يعرِف فصولها يتشوَّق إلى الأصل.
وفي سنة اثنتين(14) وعشرين أحضر إليَّ طالب عِلم(15) كرَّاسة بخطِّ مُحتسب القاهرة الَّذي تولَّى بعد ذلك قضاء الحَنفية في الدَّولة الأشرفيَّة، فرأيتُ فيه ما نصُّه:
«الحمد لله الذي أوضح وجوه(16) معالم الدِّين، وأفضح وجوه الشكِّ بكشف النِّقاب عن وجه اليقين بالعُلماء المستنبطين الرَّاسخين، والفضلاء المحقِّقين الشَّامخين».
فاستمرَّ في هذا الْمَهْيَع يذكر(17) مَن تصدَّى لجمع السُّنن النَّبوَّية إلى أنْ ذكرَ البخاريَّ، وذكر فضلَ كتابه «الصحيح» وأنَّه فاق غيره، ولذلك أقبل عليه كبار العلماء وعملوا عليه شروحًا إلى أنْ قال:
«لكن لم يقع لي شرح يشفي العَليل ويَروي الغَليل / لأنَّ منهم مَن طوَّل فأملَّ، ومنهم مَن قصَّر فأخلَّ، على أنَّه لم يقصد واحدٌ منهم _على كثرتهم_ لشرحه لما(18) هو المقصود».
ثمَّ ذكر أنَّ الَّذي دعاه إلى شرح هذا(19) الكتاب أمور:
أحدها: أن يعلم أنَّ في الخبايا زوايا.
وثانيها: قطع حجَّة مَن يدَّعي الانْفراد في هذا الباب.
وثالثها: إظهار ما منحه الله مِن العلوم.
ثمَّ أخذ في ذمِّ أهل زمانه جميعًا، أمَّا علماؤهم فلِمَا عندهم مِن الحسد، وأمَّا رؤساؤهم فلِمَا عندهم مِن الشُّح والتَّهاون بالعلماء.
ثمَّ وصف ما عزم عليه مِن شَرح هذا الكتاب بأن يُظهر صِعَابه، ويُبيِّن مُعضلاته، ويوضِّح مشكلاته؛ بحيثُ إنَّ النَّاظر فيه إنْ أراد المنقول ظفر(20) بآماله، وإن أراد المعقول فاز بكماله، إلى أن قال: «فجاء هذا الكتاب بحمد الله فوق ما في الخواطر، فائقًا على سائر الشُّروح بكثرة الفوائد والنَّوادر».
ثمَّ ذكر سنده إلى البخاري، ثمَّ ذكر مقدِّمةً لطيفةً انتزعها مِن القطعة الَّتي كتبها شيخ الإسلام النَّووي، ولو كان نسخها مِن نسخةٍ صحيحةٍ، ونسبها إليه لاستفاد السَّلامة(21) ممَّا وقع في خطِّه مِن التَّصحيف لكثيرٍ من الأسماء والسِّمات، والتَّحريف لبعض الكلمات، وقد تتبَّعتُ ما وقع له مِن ذلك في تلك الكرَّاسة التي ابْتدأ بها خاصَّة، فزاد على ثمانين غلطة، فأفردتُ ذلك في جزء سمَّيتُه: «الاستنصار على الطَّاعن المعثار».
فكتبت عليها علماء ذلك العصر كقاضي القضاة جلال الدِّين البُلْقَيني، ورفيقاه قاضي القضاة علاء الدِّين الْمُغْلي، وقاضي القضاة / شمس الدِّين بْن الدَّيري.
ومِن المشايخ شرف الدِّين بن التَّبَّاني، وشمس الدِّين بن الدَّيري، وشمس الدِّين البِرْمَاوي، كتبوا كلُّهم بتصويب ما تعقَّبتُه عليه، ومِن جملة ما أنكره عليه البُلْقَيني قوله ما ذكره في وصف كتابه قال: وقوله: «أفصح» لَحْنٌ، فإن الرَّباعي إنَّما استُعمل في اللَّازم مثل: أفصح(22) البشر.
ومِن جملة ما أنكره عليه ابن المغلي قوله: إنَّ علم الحديث استوى فيه النَّاس ممَّن لا يفرِّق بين الأنَّواع والأجناس فإنَّه ما قاربَ فيه صوابًا ولا سعدَ خطابًا.
وقوله: «ممَّن لا يفرِّق» إنْ أراد(23) أنَّ العالِم والعامِّيَّ استوى فيه؛ فهو قولُ إفكٍ مُوقِعٌ في الهلاك، وإنْ أراد أنَّ أصحاب الحديث لا يفرِّقون بينهما بحسب الاصْطلاح الحادث
فتلك شكَاة ظاهرٌ عنك عارها
لأنَّ لهم أسوة بخيار السَّلَف.
وأنكر عليه أيضًا أنَّ ظاهر الخبر أنَّه لشرحه وأوصافه لما اشتمل عليه يقتضي أنَّه أكمله أو أكثره(24) ولم يكن كتب(25) منه سوى شيءٍ يسير.
ثمَّ لَمَّا مضى مِنْ هذه القصَّة عدَّة سنوات عاد المذكور لِمَا كان شرعَ فيه مِن الشَّرح بزعمِه بعد أنْ كَثُرَت النُّسَخُ بما كَمُل مِن شرح كاتبه، فاستعار مِنْ بعض الطَّلَبة ما حصَّله منه أولًا فأولًا، وقرأتُ بخطِّه أنَّه شَرع في شرحِه في شهر رجب سنة عشرين وثمانمائة فكتبَ منه مُجَلَدَيْنِ في سنة، ثمَّ ترك إلى أن أكمل المجلد الثالث في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وثلاثين فلم يَعُد إلى الكتابة / فيه حتَّى شارف «فتح الباري» الفراغ، فصار يستعير مِنْ بعض مَنْ كتَبَ لنفسه مِن الطَّلبة فينقله إلى شَرحه مِن غير أن ينسبه إلى مخترعه.
وقد رأيتُ أن أسُوق مِن ذلك أمثلةً كثيرةً يتعجَّب منها كلُّ مَن وقف عليها، ثمَّ أعود إلى إيراد ما أردتُ مِن الجواب مِن اعتراضاته على «فتح الباري».
وقد رمزتُ إلى الفتح بحرف (ح) مأخوذة مِن الفتح، ومِن أحمد، وإلى شرحه بحرف (ع) مأخوذة مِن العَيني ومِن المعترض.
وسمَّيت هذا التَّعليق:
«انتقاض الاعتراض»
وبالله الكريم عوني، وأسأله عن الخطأ والخَلل صوني، فمَن أراد ما أغار على «فتح الباري» أوَّل شيء فيه وهي التَّرجمة مِن:
[1] قوله: «وبه ثقتي» ليس في (س).
[2] في (س) : «التالد».
[3] في (س) : «وأنتصرك».
[4] في (س) : «الصارمين»، وبهامش المتن في (س): «الصادعين» ويمكن توجيه الراء.
[5] في (س) و(ظ): «تعليق التعليق».
[6] في الأصل: «ثلاثة»، وفي (د) : «وثلاث».
[7] في (س) : «بشرح».
[8] قوله: ((تمام الشرح)) زيادة من (س).
[9] في (د) و(س) و(ظ): «اثنين».
[10] في (س) : «تحصيل».
[11] في (س) : «الملك».
[12] في الأصل و(د)و(ظ): «الحوصي».
[13] قوله: «الملك» ليس في (س).
[14] في (س) و(ظ): «اثنين».
[15] في (س) : «العلم».
[16] قوله: «وجوه» ليس في (س).
[17] في (س) : «يذكر المهْيَع».
[18] في (س) : «لم يقصد واحد منهم على شرحه كثرتهم لشرحه كما».
[19] قوله: ((هذا)) زيادة من (س).
[20] كذا في (س)، وفي باقي النسخ: «ظهر».
[21] في (س) : «لانتفاء ما فيه السلامة ».
[22] في (س) : «أفضح».
[23] قوله: «إن أراد» ليس في (س).
[24] في (س) : «أكثر».
[25] قوله: ((كتب)) زيادة من (د) و(س)، لكن في (د): «كتبت».
اسم الكتاب : انتقاض الاعتراض
اسم المؤلف الكامل : ابن حجر أحمد بن علي شهاب الدين العسقلاني
تاريخ الوفاة : 852
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1440
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : قابله: عامر شلب الشام- عائشة زينو
الأجزاء : 2
حول الكتاب :
تكلم المصنف عن السبب الباعث على تأليف كتابه هذا، وقيَّد في مقدمة كتابه هذا تواريخ مهمة في مسيرة خدمة ابن حجر لصحيح الإمام البخاري، فبيَّن أن خدماته للصحيح افتتحها بتغليق التعليق الذي أتمَّه سنة ░804▒ وثنَّاها بمقدمة شرحه «فتح الباري»، التي أتمها سنة ░813▒ وأنه شرع في السنة نفسها ░813▒ بشرح مطول للصحيح كتب قطعة منه، لكنه تركه خشية الفوت، وشرع بشرح متوسط وأنجز إلى سنة ░818▒ مقدار ربعه وأتمَّه سنة ░842▒، وأنه خلال هذه الفترة نسخ مما نجز من الشرح عدة نسخ ذكر منها ثلاث نسخ:
الأولى: ضمت مقدار ثلثيه لملك الغرب عبد العزيز الحفصي.
والثانية: قبل أن يتم لشاره رُخ بخط ابن الجزري.
والثالثة: تامة للملك الظاهر.
واهتمام ابن حجر لهذه التواريخ لتوجيه أنظار الباحثين لعقد مقارنة بينها وبين التواريخ التي سيذكرها عن شرح العيني للصحيح.
ثم ذكر ابن حجر ☼ أنه في سنة ░822▒ وصلته قطعة من شرح العيني، ضمت:
1- مقدمة شرح العيني، والتي وصفها ابن حجر بأنها مسلوخة من نسخة سقيمة من مقدمة النووي لشرح البخاري، حوت أخطاء زادت على الثمانين دعت ابن حجر لـتأليف كتابه: «الاستنصار على الطاعن المعثار»، والذي لاقى استحسانًا كبيرًا عند شيوخ عصره وأساتذتهم.
2- جزء من أول الشرح الذي كتب منه العيني إلى سنة ░820▒ مجلدين ثم توقف وكتب سنة ░830▒ مجلدًا، ثم توقف لحين تمام الفتح ليستعيره من بعض طلبة ابن حجر ويتم شرحه.
ثم أورد ابن حجر من أول هذا الشرح نماذج تدل على سلخ العيني من كتابه «الفتح» وبعض الاعتراضات التي اعترض بها على ابن حجر.
ثم شرع في كتابه هذا «انتقاض الاعتراض» الذي أتمه بعد سنة ░847▒، فقد أتم العيني شرحه حسب النسخة التي بخط يده سنة ░847▒.
والملاحظ في هذا الكتاب: «انتقاض الاعتراض» أن الحافظ ابن حجر لم يهتم به كثيرًا، فقد خلفه مسودة، وقد نبَّه على هذا السخاوي في «الجواهر والدرر» في موضعين فقال: وقد انتدب بعض المعاصرين لشيخنا _ممّن أخذتُ عنه، وقرَّض لي بعض تصانيفي_ لشرح البخاري، مدَّعيًا أنه لم يُشرح شرحًا يشفي العليل، ويُروي الغليل، مع كون معظم استمداده مِنْ شرح شيخنا السابق، لكن من غير عزوٍ إليه، بحيث يقضي كل واقف عليه العجب مِنْ ذلك، وربما اعترض بما لا طائل تحته.
وقد عمل شيخُنا _كما أسلفته_ مصنفًا حافلًا، سمّاه «انتقاض الاعتراض» بيَّن فيه المأخوذ من «شرحه» برمَّته، وأجاب عمّا زاده من الاعتراضات، لكنه لم يحرِّره قبل وفاته.
وقال قبل ذلك: «وطالما التمس» _أي الحافظ ابن حجر ☼_ ممَّن له مشاركةٌ في الفنون مِنْ جماعته أخذ كتابه «انتقاض الاعتراض» والمرور عليه، والإلحاق فيه لما ينبغي إلحاقه، وإن اختار أن ينسُبه لنفسه آثره بذلك، فما وجد مَنْ فيه قابليةٌ لذلك. نعم، أخذه الشيخ جمال الدين عبد اللَّه ابن شيخه المحب ابن هشام، وكان مِنْ جماعته، فمرَّ على كرَّاس منه، وتوفي صاحب الترجمة، فأخذ الكتاب منه.
كما يلاحظ المتتبع لهذا الكتاب مع مراجعة الأصول الخطية الالمتقنة لفتح الباري أنَّ الحافظ ابن حجر ☼ استفاد من «عمدة القاري» في بعض المواضع وصححها بناء على تنبيهات الحافظ العيني.
ومما يُنسب لابن حجر ☼ قوله:
شرحي الذي سر في الآفاق سائرةً ونال مِنْ وِرْدِه الدَّاني مع القاصي
وأنت شرحُك في البيت اختليتَ به مثل الذُّنوب التي يخلو بها العاصي
وقد توقف في نسبتها السخاوي لكونهما في «ديوان ابن خطيب داريا» شاعر الشام. لكن بلفظ «الشعر» بدل «الشرح» في الموضعين، فاللَّه أعلم.
حول المؤلف :
1 - اسمه ونسبه:
أحمد بن علي بن محمد الكِنَانِي العسقلاني المصري أبو الفضل شهاب الدين المعروف بابن حجر.
أما الكِنَانِي: فنسبة إلى قبيلة كنانة، والعسقلاني نسبة إلى عسقلان مدينة بفلسطين، وحجر اسم لبعض أجداده.
2 - مولده ونشأته:
ولد ابن حجر ☼ سنة ثلاث وسبعين على شاطئ النيل بمصر القديمة، ونشأ يتيماً إذ مات أبوه في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
وماتت أمه قبل ذلك وهو طفل. وكان أبوه قد أوصى به إلى رجلين ممن كانت بينه وبينهم مودة هما:
زكي الدين أبو بكر الخروبي (ت:787 هـ) وكان تاجراً كبيراً بمصر.
وثانيهما شمس الدين ابن القطان (ت:813 هـ).
فنشأ في كنف الوصاية في غاية العفة والصيانة، وقد أخذه زكي الدين الخروبي معه أثناء مجاورته في مكة وظل يرعاه إلى توفي ☼ سنة ░787 هـ▒.وتركه وكان قد حفظ القرآن، وصلى بالناس التراويح في المسجد الحرام سنة ░785 هـ▒ وحفظ عمدة الأحكام والحاوي الصغير للقزويني ومختصر ابن الحاجب وغيرها.
ثم حبب إليه الحديث فأقبل عليه بكليته وأخذه عن مشايخ عصره ولازم العراقي عشر سنين وتخرج به وانتفع منه.
رحل في طلب العلم فجال في مصر والشام والحجاز واليمن والتقى بعدد كبير من العلماء في هذه البلدات، وحمل عنهم شيئاً كثيراً.
3 - شيوخه:
ترجم ابن حجر ☼ لشيوخه في كتابين:
1 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس.
2 - المعجم المفهرس وكلاهما مطبوع.
كما اهتم السخاوي ☼ في كتابه: الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر بذكر شيوخ ابن حجر ☼، إذ بلغ عدد شيوخه أكثر من ستمائة شيخ ومن أهم هؤلاء:
1 - الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحمن بن الحسين العراقي حافظ عصره (ت:806 هـ).
2 - الحافظ أبو حفص سراج الدين عُمَر بن رسلان البُلقيي (ت:805 هـ).
3 - الفقيه المحدث عُمَر بن علي بن أحمد الأنصاري المصري المعروف بابن الملقن (ت:804 هـ).
4 - الفقيه الأصولي عز الدين محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن جماعة الكِنَانِي المعروف بابن جماعة.
أما تلامذته فمن أشهرهم:
1 - الفقيه زكريا الأنصاري الأصولي (ت:926 هـ).
2 - المحدث السخاوي محمد بن عبد الرحمن القاهري (ت:901 هـ).
3 - محمد بن محمد بن فهد المحدث الفاهم (ت:871 هـ).
4 - مؤلفاته:
جال ابن حجر ☼ بقلمه في كل مجال من مجالات العلوم الإسلامية والعربية، وقدَّم خدمات عظيمة للأمة الإسلامية. وما من علم من العلوم إلا لابن حجر ☼ مصنف فيه. وقد أحصى الأستاذ شاكر عبد المنعم في رسالته للدكتوراه التي هي بعنوان (الحافظ ابن حجر ودراسة مصنفاته) / 282 / مصنفاً لابن حجر. لكن أشهرها:
1 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
2 - إتحاف المهرة بأطراف العشرة وهي أطراف الموطأ ومسند الشافعي ومسند أحمد ومسند الدارمي وصحيح ابن خزيمة - ما وقع له منه - والمنتقى لابن الجارود وصحيح ابن حبان ومستخرج أبي عوانة ومستدرك الحاكم وشرح معاني الآثار للطحاوي وسنن الدارقطني.
3 - الإصابة في تمييز الصحابة.
4 - تهذيب التهذيب.
5 - تبصير المنتبه وتحرير المشتبه: حرر فيه كتاب الذهبي واستدرك عليه.
6 - لسان الميزان: يشتمل على التراجم التي وردت في ميزان الاعتدال وليست في تهذيب الكمال مع إضافات وفوائد.
7- النكت على صحيح البخاري.
5 - أقوال العلماء فيه:
قال فيه شيخه سراج الدين البلقيني في تقريظ تغليق التعليق: جَمْعُ الشيخ الحافظ المحدث المتقن المحقق شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن الفقير إلى الله الفاضل نور الدين الشهير بابن حجر.
وقال السخاوي: وبلغني عن شيخنا أبي العباس الحناوي قال: كنت أكتب الإملاء عن شيخنا العراقي فإذا جاء ابن حجر ارتج له المجلس وعند عرض الإملاء قلَّ أن يخلو من إصلاح يفيده ابن حجر.
6 - وفاته:
استمر ابن حجر ☼ بإفادة تلامذته إلى قبل وفاته حين لازمه المرض حتى أقعده وأقلّ حركته فوافاه الموت بعد ذلك سنة ░852 هـ▒ ليلة السبت في الثامن من ذي الحجة.
ومال السخاوي إلى أن الذي كان بشيخه هو الطاعون.
عملنا :
تمت مقابلة الكتاب على أربع أصول خطية:
1 - النسخة التيمورية، اعتمدناها أصلًا لكونها أقدم النسخ، ورمزنا لها بالرمز (ت).
2 - النسخة الظاهرية، ورمزنا لها بالرمز (ظ).
3 - نسخة دار الآثار، ورمزنا لها بالرمز (د).
4- نسخة السندي، ورمزنا لها بالرمز (س).
كما عدنا إلى نسخة شستربتي استئناسًا، ولم نعتمدها أصلًا لكونها فرع من الظاهرية.
أثبتنا التيمورية أصلًا، إلا في مواضع الخطأ المحض، وما زيد على التيمورية وضع بين معقوفتين، وأشير إلى مصدر الزيادة، وربما حذفنا بعض الفروقات التي هي تصحيفات واضحة، فقد وقع في النسخ تصحيف كثير، وعدنا أهملنا المقابلة على نسخة شستربتي.

