مصابيح الجامع

باب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم

          ░12▒ (بَابُ إِذَا اسْتَشْفَعُوا إلَى الإِمَامِ لِيَسْتَسْقِي لَهُمْ) سأل ابن المنيِّر عن السرِّ في كونه ◙ لم يبدأ بالاستسقاء حتَّى سألوه، مع أنَّه ╕ أشفقُ عليهم منهم، وأولى بهم من أنفسهم؟
          وأجاب: بأن مَقامَه ╕ التوكُّلُ / والصبرُ على البأساء والضرَّاء، وكذلك كان أصحابُه الخاصَّة يقتدون به، وهذا المقام لا تصل إليه العامة وأهل البوادي، ولهذا _والله أعلم_ كان السائل في الاستسقاء بدويًّا، فلمَّا سألوه، أجاب؛ رعايةً لهم، وإقامة لسنَّة هذه العبادة فيمن بعدَه من أهل الأزمنة التي يغلبُ على أهلها الجزعُ، وقلةُ الصَّبر على اللأواء (1)، فيؤخذ منه: أن الأفضلَ للأئمةِ الاستسقاءُ، ولمن ينفرد بنفسه بصحراءَ أو سفينةٍ الصبرُ والتسليمُ للقضاء؛ لأنه ◙ قبل السؤال فوَّضَ، ولم يستسقِ.


[1] في (د): ((الدواء)).