البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح

محمد بن الفضل السدوس أبو النعمان البصري

          ع ░398▒ محمد بن الفضل السدوس، أبو النعمان، البصري، المعروف بعارم.
          قال البخاري: تغير في آخر عمره.
          وقال أبو حاتم: اختلط في آخر عمره، وزال عقله، فمن سمع منه قبل الاختلاط؛ فسماعه صحيح. وكتبتُ عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة، ولم أسمع منه بعد الاختلاط، فمن سمع منه قبل سَنَةِ عشرين ومئتين؛ فسماعه جيد، وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.
          وقال الحسين بن عبد الله الذارع، عن أبي داود: بلغنا أن عارماً أنكر عليه سنة ثلاث عشرة، ثم راجعه عقله، واستحكم به الاختلاط سنة ست عشرة.
          وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، وتغير، حتى كان لا يدري ما يُحدِّث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يُعْلم هذا من هذا؛ تُرِك الكل.
          وتعقبه صاحب «الميزان»(1) بقول الدارقطني: تغير بآخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة.
          ووصف صاحب «الميزان» ابن حبان بالتخسيف والتهوير. وليس يحبذ(2) من مثله إطلاق لسانه في مثل ابن حبان. على أنَّ ابن حبان مثبت، وهو أيضاً حافظ كبير حجة.
          فائدة: ممن سمع من عارم قبل اختلاطه: أحمد بن حنبل، / وعبد الله بن محمد المُسْندي، وأبو حاتم الرازي، وأبو علي محمد بن أحمد بن خالد الزُّريقي.
          وقال أبو عمرو ابن الصلاح في «علوم الحديث»: ما رواه عنه البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذاً عنه قبل اختلاطه.
           وممن سمع منه بعد اختلاطه أبو زرعة الرازي، وعلي بن عبد العزيز البغوي.
          قال محمد بن مسلم بن واره: حدَّثنا عارم بن الفضل الصدوق المأمون.
          وقال أبو حاتم: إذا حدثك عارم؛ فاختم عليه. وعارم لا يتأخر عن عفان. وكان سليمان بن حرب يقدم عارماً على نفسه، إذا خالفه عارم في شيء رجع إلى ما يقول عارم. وهو أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد عبد الرحمن بن مهدي. وقال مرة: ثقة. وسئل عن عارم، وأبي سلمة؟ فقال: عارم أحب إليّ.
          روى له الشيخان.


[1] في المخطوط: (ابن حبان)، مضروب عليه.
[2] في المخطوط: (منه)، مضروب عليه.