الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي

          1705- الثَّامن والتِّسعون: عن حجَّاج بن أبي عثمانَ الصَّوَّافِ عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ: «أنَّ الطُّفيلَ بن عمرٍو الدَّوسيَّ(1) أتى النَّبيَّ صلعم فقال: / يا رسول الله؛ هل لك في حِصنٍ حَصينٍ ومَنَعَةٍ؟ قال: حِصْنٌ كان لدَوسٍ في الجاهليَّة، فأبى ذلك النَّبيُّ صلعم للَّذي ذَخَرَ(2) اللهُ للأنصار، فلمَّا هاجر النَّبيُّ صلعم إلى المدينة هاجر إليه الطُّفيلُ بن عمرٍو، وهاجر معه رجلٌ من قومه، فاجْتَوَوا المدينةَ(3) فمَرِضَ فَجَزِعَ، فأخذ مَشاقِصَ(4) له فقطع بها بَراجِمَه(5)، فشَخَبت يداهُ حتَّى مات، فرآه الطُّفيل في منامِه، فرآه وهيئتُه حسنةٌ، ورآه مغطِّياً يدَيه! فقال: ما صَنَعَ بك ربُّك؟ قال: غفرَ لي بهِجرتي إلى نبيِّه صلعم، فقال: ما لي أراك مُغطِّياً يدَيك؟ قال: قيل لي: لن نُصلِحَ منك ما أفسدتَ. فَقَصَّها الطُّفيلُ على رسول الله صلعم فقال رسول الله صلعم: اللَّهمَّ وَلِيَدَيْهِ فاغفِرْ».


[1] في (ق): (السدوسي) وكتب فوقها (الدوسي) وما أثبتناه موافق لما عند مسلم.
[2] في (ق): (ادَّخر) وفي هامشها نسخة: (ذخر) وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[3] اجْتَوى المدينة: إذا كرهها ولم توافقه.
[4] المِشْقَص: سهمٌ فيه نصلٌ عريض وجمعه مَشاقِص كذا في المجمل، وقال الهروي: إذا كان نصل السهم طويلاً فهو مِشقص، وإذا كان عريضاً فهو مِعْبَلة.
[5] البَرَاجِم: مفاصل الأصابع وهي ملتقى رؤوس السُّلاميات إذا ضم الإنسان أصابعه ارتفعت، والسُّلاميات هي العظام التي بين كل مفصلين من الأصابع واحده سُلامى.