الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: نعم الإدام الخل، نعم الإدام الخل

          1733- السَّادس والعشرون بعد المئة: عن أبي بِشرٍ جعفرِ بن أبي وَحشِيّةَ عن أبي سفيانَ عن جابرٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم سأل أهلَه الأُدْم، فقالوا(1) : ما عندنا إلَّا خلٌّ، فدعا به، فجَعَلَ يأكل به ويقول: نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ، نِعمَ الإدامُ الخَلُّ».
          وأخرجه أيضاً من حديث المثنَّى بن سعيد عن أبي سفيانَ عن جابرٍ قال: «أخذ رسول الله صلعم بيدي ذاتَ يومٍ إلى منزله، فأُخرِجَ إليه فِلَقٌ من خبزٍ، فقال: ما مِن أُدْمٍ؟ فقالوا: لا؛ إلَّا شيءٌ من خَلٍّ، قال: فإنَّ الخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ».
          قال / جابر: فما زِلتُ أحبُّ الخَلَّ منذ سمعتُها من نبيِّ الله صلعم.
          قال أبو سفيانُ طلحةُ بن نافع: ما زلتُّ أحبُّ الخَلَّ منذ سمعتُها(2) من جابر.
          ومن حديث أبي يوسفَ الحجَّاج بن أبي زينبَ الواسطيِّ عن أبي سفيانَ قال: سمعت جابر ابنَ عبد الله يقول: «كنت جالساً في دارٍ، فَمَرَّ بي رسول الله صلعم، فأشار إليَّ، فقمت إليه، فأخذ بيدي فانطلقنا حتَّى أتى بعضَ حُجَرِ نسائه فدخل، ثمَّ أَذِن لي فدخلتُ الحِجاب، فقال: هل مِن غَداءٍ؟ فقالوا: نعم، فأُتِيَ بثلاثة أَقرِصةٍ، فوُضِعنَ على نبيٍّ(3)، فأخذ رسول الله صلعم قُرصاً فوضعَه بين يديه، وأخذ قُرصاً آخرَ فوضعه بين يديَّ، ثمَّ أخذ الثَّالثَ فكسَره باثنين، فجعلَ نصفَه بين يديه ونصفَه بين يديَّ، ثمَّ قال: هل مِن أُدْم؟ فقالوا: لا؛ إلَّا شيءٌ من خَلٍّ، قال: هاتوه، فَنِعمَ الأُدْمُ هو».
          تمَّ مسند جابر المخرج في الصحيحين(4). /


[1] زاد في (ق): (له).
[2] في هامش (ق) نسخة: (سمعته)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[3] النبيُّ: غير مهموز من النباوة، وهي الارتفاع، وُضعت على نبي: أي على شيء مرتفع، فإذا همز فهو من النبأ وهو الخبر، وقيل لكل واحدٍ من الأنبياء نبي لأنَّه يخبر عن الله ╡.
[4] في (ق): (آخر ما في «الصحيحين» من مسند جابر بن عبد الله)، وفي (غ): (تمّ بحمد الله وعونه آخر ما في «الصحيحين» من مسند جابر بن عبد الله عن النبيّ صلعم يتلوه مسند أنس بن مالك رضي اللهُ عنه، والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد نبيه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً) كذا بالترتيب في نسخة (غ).