-
مقدمة المصنف
-
مسانيد العشرة
-
مسانيد المقدمين
-
مسانيد المكثرين
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب
-
مسند جابر بن عبد الله الأنصاري
-
مسند أبي سعيد الخدري
-
المتفق عليه
- حديث: يأتي على الناس زمان فيغزو فئام
- حديث: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل
- حديث: نهى رسول الله عن اختناث الأسقية
- حديث: يخرج في هذه الأمة _ولم يقل: منها_
- حديث: لا صاعين تمراً بصاع، ولا صاعين حنطةً
- حديث: إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها
- حديث: من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه
- حديث: إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه
- حديث: نهى رسول الله عن لبستين وعن بيعتين،
- حديث: بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي
- حديث: قوموا إلى سيدكم
- حديث: ويحك! إن الهجرة شأنها شديد، فهل لك
- حديث: ما يكن عندي من خير فلن أدخره
- حديث: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
- حديث: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول
- حديث: لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس
- حديث: إياكم والجلوس في الطرقات
- حديث: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم
- حديث: تكون الأرض يوم القيامة خبزةً واحدةً، يتكفؤها
- حديث: أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول
- حديث: لتتبعن سنن من قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً
- حديث: نعم فهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة
- حديث: إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من
- حديث: إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح
- حديث: ما عليكم ألا تفعلوا؛ ما من نسمة
- حديث: جاء رجل من اليهود إلى النبي قد
- حديث: ليس فيما دون خمس أواق صدقة، ولا
- حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له
- حديث: إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين
- حديث: ما منكن امرأة تقدم ثلاثةً من ولدها
- حديث: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من
- حديث: لعلنا أعجلناك فقال: نعم يا رسول الله
- حديث: يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد
- حديث: يقول الله يوم القيامة: يا آدم. يقول
- حديث: لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق
- حديث: كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام
- حديث: كان النبي يخرج يوم الفطر والأضحى إلى
- حديث: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة
- حديث: من صام يوماً في سبيل الله
- حديث: إن في الجنة شجرةً يسير الراكب الجواد
- حديث: نهى رسول الله عن المزابنة والمحاقلة
- حديث: وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا
- حديث: إن رجلاً كان قبلكم رغسه الله مالاً
- حديث: كان النبي أشد حياءً من العذراء في
- حديث: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعةً
- حديث: اسقه عسلاً
-
أفراد البخاري
-
أفراد مسلم
-
المتفق عليه
-
مسند أنس بن مالك
-
مسند أبي هريرة
-
مسند عبد الله بن العباس
-
مسانيد المقلين
-
مسانيد النساء
-
خاتمة الجمع بين الصحيحين
-
من كلام الحافظ ضياء الدين
1755- الثَّاني والعشرون: عن عطاءِ بن يسارٍ عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ قال: «قلنا: يا رسولَ الله؛ هل نرَى ربَّنا يوم القيامةِ؟ قال رسولُ الله صلعم: نعم، فهل تُضَارُّون في رؤْيةِ الشَّمس بالظَّهِيرةِ صحْواً ليس معها سحابٌ؟ وهل تضارُّون في رؤْيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ صحْواً ليس فيها سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: ما تضارُّون في رؤْيةِ الله تبارَك وتعالى يومَ القيامةِ إلَّا كما تُضارُّونَ في رؤْيةِ أحدِهما.
إذا كان يومُ القيامةِ أذَّن مُؤذِّنٌ: لِتَتْبَع كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُد، فلا يبقى أحدٌ كان يعبُد غيرَ الله من الأصنامِ والأنصابِ إلَّا يتساقَطون في النَّار، حتَّى إذا لم يبْقَ إلَّا من كان يعبُد الله مِن بَرٍّ وفاجرٍ وغُبَّرِ أهلِ الكتاب، فتُدْعَى اليهودُ، فيُقال لهم: ما كنْتُم تعبُدون؟ قالوا: كنَّا نعبُد عُزَيْرَ ابنَ الله، فيقال: كذبْتُم، ما اتَّخذَ الله من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبْغُون؟ قالوا: عطِشْنا يا ربِّ فاسْقِنا، فيُشارُ إليهم: ألاَ تَرِدونَ، فيُحشَرون إلى النَّار كأنَّها سرابٌ يَحْطِمُ بعضُها بعضاً، فيتساقطون في النَّار، ثمَّ يُدْعى النَّصارى، فيقال لهم: ما كُنْتم تعبُدون؟ قالوا: كنَّا نعبُد المسيحَ ابنَ الله، فيقال لهم: كذَبْتُم، ما اتَّخذَ الله مِن صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغُون؟ فيقُولونَ: / عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، قال: فيُشارُ إليهم: ألاَ تَرِدُون؟ فيُحشَرون إلى جهنَّمَ، كأنَّها سرابٌ يَحْطِمُ(1) بعضُها بعضاً، فيتساقَطون في النَّار.
حتَّى إذا لم يبْقَ إلَّا مَن كان يعبُد الله من برٍّ وفاجرٍ؛ أتاهم الله في أدنى صورةٍ منَ الَّتي رأَوْهُ فيها، قال: فما تنْتَظِرون؟ تَتْبَع كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُد، قالوا: يا ربَّنا فارَقْنا النَّاسَ في الدُّنيا أفقَرَ ما كنَّا إليهم، ولم نُصاحِبهم، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذُ بالله منك! لا نُشْرك بالله شيئاً _مرَّتين أو ثلاثاً_ حتَّى إنَّ بعضَهم لَيَكادُ أن ينْقَلبَ. فيقول: هل بيْنكم وبينه آيةٌ فتعْرفونَه بها؟ فيقولون: نعم. فيُكشَف عن ساقٍ، فلا يبْقَى مَن كان يسجُد لله من تِلْقاءِ نفسِه إلَّا أَذِنَ الله له بالسُّجودِ، ولا يبْقَى مَن كانَ يسجُد اتِّقاءً ورياءً إلَّا جعلَ الله ظهْرَه طَبَقَةً واحدةً، كلَّما أرادَ أن يسجُد خَرَّ على قَفاهُ، ثمَّ يرفَعون رؤُوسَهم وقد تحوَّلَ في صورتِه الَّتي رأَوْه فيها أوَّلَ مرَّةٍ، فقال: أنا ربُّكم! فيقُولون: أنت ربُّنا. ثمَّ يُضْرَبُ الجسْرُ على جهنَّمَ، وتَحِلُّ الشَّفاعةُ، ويقولون: اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ.
قيل: يا رسولَ الله؛ وما الجسْرُ؟ قال: دَحْضٌ مَزَِلَّةٌ، فيه خطاطِيفُ وكلاليبُ، وحسَكُه يكونُ بنَجْدٍ، فيها شُوَيْكَة يقال لها: سَعْدان.
فيَمرُّ المؤمنُون كطَرْفِ العَيْن، وكالبرق، وكالرِّيح، وكالطير، وكأجاوِيدِ الخَيلِ والرِّكاب(2)، فناجٍ مُسَلَّم، ومخدوش مُرْسَلٌ، ومكدوسٌ(3) في نار جهنَّم، / حتَّى إذا خلص المؤمنون من النَّار، فوالَّذي نفسي بيده ما من أحدٍ منكم بأشدَّ مناشدةً لله في استقصاء الحقِّ من المؤمنينَ لله يومَ القيامةِ لإخْوانِهم الَّذين في النَّار.
وفي روايةِ يحيى بنِ بُكَيْر عن اللَّيث: [خ¦7439]
فما أنتم بأشدَّ مناشدةً في الحقِّ قد تبيَّن لكم من المؤمنينَ يومئذٍ للجبَّار، إذا رأَوْا أنَّهم قد نَجَوْا في إخوانِهم، يقولون: ربَّنا؛ كانوا يصومُون معنا، ويُصلُّون ويَحجُّون، فيقال لهم: أخْرِجوا مَن عرفتُم، فتُحرَّمُ صورُهم على النَّار، فيُخْرِجون خلقاً كثيراً قد أخذَتِ النَّارُ إلى نصفِ ساقِه، وإلى ركبتَيهِ.
ثمَّ يقولون: ربَّنا؛ ما بقيَ فيها أحدٌ ممَّن أمرتَنا به، فيقول: ارْجِعوا، فَمَن وَجَدتُم في قلبِه مِثْقالَ دينارٍ من خيرٍ فأخرجوهُ فيُخْرِجون خلقاً كثيراً، ثمَّ يقولون: ربَّنا؛ لم نَذَر فيها أحداً ممَّن أمرتَنا، ثمَّ يقولُ: ارْجِعوا، فمَن وَجَدتم في قلبه مِثْقالَ نِصفِ دينارٍ من خيرٍ فأخرجوه، فيُخْرِجون خلقاً كثيراً، ثمَّ يقولون: ربَّنا؛ لم نذَر فيها ممَّن أمرتَنا أحداً، ثمَّ يقول: ارْجِعوا، فمن وَجَدتم في قلبِه مِثْقالَ ذرَّةٍ من خيرٍ فأخرِجوه، فيُخْرِجون خلقاً كثيراً، ثمَّ يقولون: ربنا؛ لَم نذَر فيها خيراً.
وكان أبو سعيدٍ الخُدْريُّ يقول: إن لَم تصدِّقوني بهذا الحديثِ، فاقْرؤُوا إن شِئْتم: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:40].
فيقولُ الله ╡: شفَعتِ الملائكة، وشفَع النَّبيُّون، ولم يبق إلَّا أرحمُ الراحمِين، فيقبِضُ قبْضةً مِنَ النَّار، فيُخْرج منها قوماً لم يعمَلوا خيراً قطُّ، قد عادوا حُمَمَاً(4)، فيُلْقِيهم في نهرٍ في أفْواهِ الجنَّةِ يقال له: نهرُ الحياةِ، فيَخْرُجون كما / تخْرُج الحِبَّة(5) في حَمِيل السَّيْل(6)، ألاَ ترَوْنها تكون إلى الحَجَر، أو إلى الشَّجرِ، ما يكونُ إلى الشَّمس أُصَيْفِرُ وأُخَيْضِرُ، وما يكون منها إلى الظِّلِّ يكونُ أبيضَ.
فقالوا: يا رسول الله؛ كأنَّك كنْتَ ترْعَى بالباديةِ.
قال: فيَخرُجون كاللُّؤْلُؤ، في رقابِهم الخواتيمُ، يعرِفُهم أهلُ الجنَّة؛ هؤلاءِ عُتَقاءُ الله الَّذين أدخلَهم الجنَّة بغير عَمَلٍ عَمِلوه، ولا خيرٍ قدَّموه، ثمَّ يقول: ادخُلوا الجنَّة، فما رأيْتُموه فهو لكم، فيقولون: ربَّنا أعطَيْتَنا ما لم تُعْطِ أحداً من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضلُ من هذا فيقولون: يا ربَّنا؛ أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا؟ فيقول: رِضايَ، فلا أسخط عليكم أبداً». / [خ¦4581]
وقد أخرجا جميعاً في هذا المعنى المخْصوصِ أنَّه يقولُه تعالى أيضاً لعامَّة أهل الجنَّةِ، من روايةِ عطاءِ بن يسارٍ بأسانيدَ أُخرَ عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ: أنَّ النبي صلعم قال: «إنَّ الله ╡ يقول لأهلِ الجنَّة: يا أهل الجنَّة، فيقولون: لبَّيك ربَّنا وسعديك، والخيرُ في يديك! فيقول: هل رضِيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نرْضى يا ربِّ وقد أعطَيْتَنا ما لم تُعْطِ أحداً من خلْقِك! فيقول: ألاَ أعطِيكم أفضلَ من ذلك؟ فيقولون: يا ربُِّ، وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رضايَ، فلا أسْخَط عليكم بعدَه أبداً». [خ¦6549]
وفي حديثِ زيدِ بن أسلمَ عن عطاءٍ في الحديث الَّذي بدأْنا به بعدَ قوله: «بغير عملٍ عَمِلُوه ولا قَدَمٍ قدَّموه. فيقال لهم: لكم ما رأيتُم ومِثلُه معه». [خ¦7439]
قال أبو سعيدٍ الخُدْريُّ: بلَغَني أنَّ الجسْرَ أدقُّ من الشَّعرة، وأحدُّ من السَّيفِ.
وأخرجا جميعاً طرَفاً منه من حديثِ يحيى بنِ عُمَارةَ بن أبي حسنٍ المازنيِّ عن أبي سعيد: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «يُدْخِل الله أهلَ الجنَّةِ الجنَّةَ، ويُدْخِل أهلَ النَّارِ النَّارَ، ثمَّ يقول: انظُروا مَن وَجَدتم في قلْبه مثقالَ حبَّةٍ من خردلٍ من إيمانٍ فأخْرِجوه فيُخْرَجون منها حُمَماً قد امتُحِشوا، فيُلْقَوْن في نهرِ الحياةِ أو الحيَا، فينْبُتون فيه كما تنْبُت الحِبَّةُ إلى جانبِ السَّيلِ، ألم ترَوْها كيف تخرُج صفراءَ مُلتوِيةً؟!». [خ¦22]
وفي روايةِ وُهَيْبٍ وخالدٍ نحوُه، وقالا: «فيُلْقَوْن في نهرٍ يقال له: الحياةُ» ولم / يَشُكَّا، لفظُ حديث مسلم. [خ¦6560]
وفي حديث مالكٍ للبُخاريِّ: «فيُخْرَجون منها قدِ اسوَدُّوا».
وقال البخاريُّ: قال وُهَيْب: حدَّثنا عمرٌو _يعني ابنَ يحيى_ : «الحياة».
وقال: «خَردلٍ مِن خيرٍ».
وأخرج مسلمٌ طرَفاً نحوَه بمعناه، وفيه ألفاظٌ أخَرُ وزوائدُ من حديث المنذرِ بن مالكٍ بنِ قِطْعَةَ العبْديِّ عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول الله صلعم: «أمَّا أهلُ النَّار الَّذين هم أهلُها فإنَّهم لا يموتُون فيها ولا يحيَوْن، ولكنْ ناسٌ أصابَتْهم النَّارُ بذُنوبهم _أو قال: بخطاياهم_ فأماتَتْهم إماتةً، حتَّى إذا كانوا فَحْماً أُذِن بالشَّفاعةِ، فجِيءَ بهم ضَبائرَ(7) ضَبائرَ، فبُثُّوا(8) على أنهارِ الجنَّةِ، ثمَّ قيل: يا أهلَ الجنَّة؛ أفيضوا عليهم فينبتون نباتَ الحِبَّة في حمِيلِ السَّيْل».
فقال رجلٌ من القَوم: كأنَّ رسول الله صلعم قد كان بالبادِيَة.
وفي رواية يحيى بنِ بُكَيرٍ عن اللَّيثِ أن أبا سعيدٍ الخدريَّ قال: قلنا: يا رسول الله؛ هل نرى ربَّنا؟ قال: «هل تضارُّون(9) في رُؤْية الشَّمسِ إذا كان صَحْوٌ؟ / قلنا: لا، قال: فإنَّكم لا تضارُّون في رُؤْية ربِّكم يومَئذٍ إلَّا كما تضارُّون في رُؤْيتها! ثمَّ قال: ينادي منادٍ: لِيذْهبْ كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون...» فذكر نحوَ مَعنى حديثِ عطاءِ بن يسارٍ عن أبي سعيدٍ بطوله.
وفيه: «قلنا: يا رسولَ الله؛ وما الجِسْرُ؟ قال: مَدحَضَةٌ مَزِلَّة(10)، عليه خَطاطِيفُ(11) وكلاليبُ وحسَكٌ(12) مفَلْطَحَةٌ، لها شوكةٌ عُقَيْفَةٌ تكونُ بنَجْد، يقال لها: السَّعدانُ. /
وفيه: فناجٍ مُسَلَّم، وناجٍ مخْدوشٌ، ومكدوسٌ(13) في نار جهنَّم، حتَّى يَمُرَّ آخرُهم يُسحَب سَحباً(14)...»، ثمَّ ذكره إلى آخره كذلك. [خ¦7439]
[1] الحَطْم: الكسر والدفع، قال الشاعر:
~...........................قد لفَّها الليل بسوَّاق حُطَمْ
لأن السائق إذا أزْعجَها في السير تَدَافع بعضُها على بعض.
[2] الرِّكاب: المَطِي، وإنما سمِّيت مَطِية لأنه يُركب مَطاها، والمَطا الظهر، ومنه: امْتَطيت البعير.
[3] مَكدُوس: كذا وقع، وقد سمعت بعضهم يقول: إنه تصحيف من الرواة، إنما هو مكردس، والمكردس: هو الذي جُمِعت يداه ورجلاه في وقوعِه، فإن صحت الرواية في مكدُوس فلعلَّه من الكُدْس، وهو المجتمع من الطعام، فيرجع إلى المعنى الأول، والله أعلم.
[4] الحُمَم: الفَحم.
[5] الحِبَّة بكسر الحاء: هي الثابتة في حَميل السَّيل من بزور البقل، قاله الفراء، وقال أبو عمرو: وهو نَبْت ينبُت في الحشيش صِغار، وقال الكسائي: هي حَبُّ الرَّياحين، الواحدة حِبَّة، وفي المجمل: الحِبَّة _بالكسر_ بذور الرَّياحين، الواحدة حِبَّة، فأما الحِنطة ونحوُها فهو الحَبُّ بالفتح لا غير.
وقال النَّضر بنُ شُمَيل: الحِبَّة، بضم الحاء وتخفيف الباء: القضِيب من الكَرْم، يُغرس فيصير حَبْلة، والحَبْلة: الكَرْم، بإسكان الباء، وقد تُفتح الباء، والحِبَّة: بكسر الحاء وتشديد الباء: اسم جامع لحبوب البقول التي تنتشر إذا هاجت، ثم إذا مُطِرت من قابل نَبتت، قال: والحَبَّة من العِنب تسمَّى حَبَّةً، وحَبُّ تلك الحَبَّة: حُبَةٌ، بالضمّ والتَّخفيف.
قال أبو عبيد: كل شيء له حَبٌّ فاسم الحَبِّ منه: حِبَّة، فأما الحِنطة والشعير فحَبَّةٌ لا غير.
[6] حَمِيلُ السَّيل: كل ما حمله السَّيل، وكل محمول فهو حميل، قاله الأصمعي، وقال أبو سعيد الضرير: حَميل السَّيل ما جاء به من طين أو غُثاء، فإذا اتَّفق فيه الحِبَّة واستقرت على شطِّ مَجرى السَّيل؛ فإنها تَنبُت في يومٍ وليلةٍ، وهي أسرعُ نابِتَةٍ نباتاً، وإنما أخْبَر بسرعة نباتهم، وهذا فائدةُ الخبر.وفي حديثٍ آخر: «حمائلُ السَّيل»، وهو جمع حَميل السَّيل.
[7] الضَّبائر: جماعات الناس، وكأنها جمع ضِبارة، مثل عِمارة وعَمائر، يقال: جاؤوا ضَبائر؛ أي: جماعات في تفرقة، وإضبارة الكتب ما حواها من ذلك، وضبَر الفرس إذا جمع قوائمه.
[8] بُثَّ الشيء يُبَثُّ بثَّاً إذا فُرِّق، ويقال للشيء المتفرق: بثٌّ، وقيل للبثِّ الذي هو الحزن: بثَّاً لأنك تُباثُّه الناسَ وتعرِّفهم وتفشيه فيهم وتُفرِّق ذكرَه في فِرَقِهم، قال تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ} [البقرة:164] أي فرَّق.{وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية:16] ، أي: متفرقة في مجالسهم.
[9] لا تُضَامُون في رؤيته؛ وروي: لا تُضَارُون بالتخفيف من الضَّير، أي: لا يُخالف بعضُكم بعضاً ولا تتنازعون، يقال: ضاررتُه مُضارَّة إذا خالفتَه، ويقال: ضارَه يَضيره، وأهلُ العالية يقولون: يَضُوره.وقيل: لا تُضارُّون بالتشديد، أي: لا تُضايَقون، والمُضارَّة المضايقة، والضرر الضيقُ، وأضرَّني لَزِق بي فضيَّق عليّ.وروي لا تُضامُّون في رؤيته؛ أي لا ينضم بعضكم إلى بعضٍ في وقت النظر لإشكاله وخفائه كما تفعلون بالهلال، ويروى: لا تُضامُون بالتخفيف أي: لا ينالكم ضَيم في رؤيته بعضكم دون بعض، بل تستوون في الرؤية، وقال ابن الأنباريّ: لا يقع لكم في الرؤية ضَيم، وهو الذُّل والصَّغَار.
وأما قوله: لا تُضارُّون يجوز أن يكون على معنى لا تُضارِرون بعضكم، أي لا تخالفونهم ولا تجادلونهم لصحة النظر، فتُسكن الراء الأولى وتدغم في التي بعدها، ويحذف المفعول لبيان معناه.ويجوز في معنى لا تُضارَرُون، أي: لا تنازَعُون.وقال ابن عرفة: أراد لا تَجادَلون فتكونوا أحزاباً يضارّ بعضكم بعضاً، من ذلك سميت الضرَّة لمُضارَّتها الأخرى قال: ومعنى قوله لا تُضامُون: أي لا يَصدُّكم شيء دون رؤيته، وهذه الأقوال متقاربة.
[10] مكانٌ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ: أي: زَلَقٌ لا تثبت الأقدام فيه.
[11] الخَطاطِيف: واحداها خُطاَّف، وهي حديدة حَجْناء، كالمِحجِن مُنْعَقِفَة، وكل مُنْعَقِف مُعْوَجِّ الطرَف خُطَّاف، ومنه الخُطَّاف الذي يُخرَج به الدلو من البئر، ويَخطَفه من قعره ويُسرِع بإخراجه، وقال تعالى: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [الحج:31] أي: تَستلِبُه استلاباً سريعاً، والخَطفُ أخذ الشيء بسرعة.
[12] الحَسَك: حَسَك السَّعدان، جمع حَسَكة، وهي شوكة حديدة صُلبة، ويقال للرجل إذا كان خشناً: إنه لحَسَكة.
[13] مَكدُوس ومُكردَس متقاربانِ: وهو المكبوب في النار، وهو رمي لا رفقَ فيه.
[14] السَّحْبُ: الجرُّ، وفلان يسحب ثوبَه، أي: يجرُّه.