مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم

          (░63▒) كِتَابُ المُرْتَدِّين واسْتِتَابَتْهم
          ░1▒(باب الرِّدَّةِ)
          الرِّدَّة(1) مُحْبطةٌ للأعمال الدِّينيَّةِ، وقوله تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ}[المائدة:5]و{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65].
          3047- عَنِ(2) ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ). [خ¦6921]
          تنبيه: يعني بالإحْسان في الإسلام الإخلاصُ فيه حين دخولِه، والدَّوام على ذلكَ إلى حين وفاته، والإساءة / فيه ضدُّ ذلك، فإنَّه إن لم يُخلص(3) بباطنه في إسلامِه كان منافقًا، ولَا ينهدِمُ عنه ما عَمِل به(4) في الجاهليَّةِ مِن الكَبائر بالنِّفاق، بلْ بالإسلام الخَالص، فينْضاف(5) نِفاقه المتأخِّر إِلى كُفره المتقدِّم، فيكونُ مع المنافقين في الدَّرك الأسفل مِن النَّار، وكذلك إنِ ارتدَّ وماتَ عليها أَحبطت ردَّتُه عملَه، فَيلقى الله كافرًا، أعاذنا الله مِن النِّفاق وأهله.


[1] قوله: (الردة) ليس في (ن).
[2] في (ك): (وعن).
[3] في (ك) صورتها: (يحسن).
[4] قوله: (به) ليس في (ك).
[5] في (ك): (فيضاف).