الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لقد صحبت رسول الله فأحسنت صحبته

          1071- الحديث الأوَّل: عن المِسوَر بن مَخرَمة بنِ نوفل بنِ عبد مَناف قال: لمَّا طُعن عمرُ ☺ جعَل يألم، فقال له ابن عبَّاسٍ وكأنَّه يُجَزِّعُهُ(1) : يا أمير / المؤمنينَ؛ ولا كلُّ ذاك، «لقد صحِبتَ رسولَ الله صلعم فأحسَنتَ صحبَته، ثمَّ فارَقك وهو عنك راضٍ»، ثمَّ صحِبتَ أبا بكرٍ فأحسَنتَ صُحبَته، ثمَّ فارَقك وهو عنك راضٍ، ثمَّ صحِبتَ المسلمينَ فأحسَنتَ صُحبَتهم، ولئن فارَقتَهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون.
          قال: أمَّا ما ذكرتَ من صُحبَة رسولِ الله صلعم ورضاه فإنَّما ذلك مَنٌّ مَنَّ الله به عليَّ، وأمَّا ما ذكَرتَ من صحبة أبي بكرٍ ورضاه فإنَّما ذلك مَنٌّ مَنَّ الله به عليَّ، وأمَّا ما ترى مِن جَزَعي فهو من أجلِكَ وأجلِ أصحابك، والله لو أنَّ لي طِلاعَ الأرض(2) ذهباً لافتَديتُ به من عذاب الله قبلَ أن أراه. [خ¦3692]
          قال البخاريُّ: قال حمَّاد بن زيد: حدَّثنا أيُّوبُ عن ابن أبي مُلَيكَة عن ابنِ عبَّاسٍ قال: دخلتُ على عمرَ... بهذا، ليسَ فيه المِسوَر. [خ¦3692]


[1] يجزِّعُه: ينسُبه إلى الجَزَع.
[2] طِلاعُ الأرضِ: أي ما طلعَت عليه الشمس، وهول المطلع: هو المقصد والمأتى، يقال: أين مُطَّلع هذا الأمر أي مقصدُه الذي يوصل إليه منه.