الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن عمر سألهم عن قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح}

          1112- الثَّاني والأربعون: عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن سَعيد بن جُبيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: «أنَّ عمرَ سألهم عن قوله: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر:1]، قالوا: فتحُ المدائنِ والقُصورِ، قال: ما تقول يا بن عبَّاسٍ؟ قال: أجَلٌ، ومَثلٌ ضُرِبَ لمحمَّد صلعم، نُعِيَت له نفسُه». [خ¦4969]
          وقد أخرجه البخاريُّ من حديث أبي بِشرٍ جعفرِ بن أبي وَحشِيَّة بأطولَ من / هذا عن سعيد بن جُبير عن ابنِ عبَّاسٍ قال: «كان عمرُ يُدخلُني مع أشياخِ بَدرٍ، فكأنَّ بعضَهم وجَد في نفسِه، فقال: لِمَ تُدخِلُ هذا معنا ولنا أبناءٌ مثله؟ فقال عمرُ: إنَّه مَن عَلِمتم! فدعاه ذات يومٍ، فأدخَله معهم، قال: فما رُئيت أنَّه دعاني يوماً إلَّا ليُريَهم، قال: ما تقولون في قول الله: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر:1] فقال بعضهم: أمرَنا أن نحمدَ الله ونستغفرَه إذا نَصَرنا وفَتَح علينا، وسكَت بعضُهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا بن عبَّاسٍ؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجلُ رسولِ الله صلعم أعلَمَه، فقال: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر:1] فذلك علامة أجلِك، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:3]، فقال عمرُ: ما أعلَمُ منها إلَّا ما تقول». [خ¦4294]
          وفي حديث محمَّد بن عَرعَرة عن شعبَةَ: «كان ابنُ الخطَّاب يُدنِي ابن عبَّاسٍ، فقال له عبدُ الرَّحمن بنُ عوفٍ: إنَّ لنا أبناءً مثلَه، فقال عمرُ: إنَّه من حيث تَعلمُ، فسأل عمرُ ابنَ عبَّاسٍ عن هذه الآية: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر:1]، قال: أجلُ رسولِ الله صلعم أعلَمَه إيَّاه، قال: ما أعلمُ منها إلَّا ما تعلَمُ». [خ¦4430]