الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك

          971- وقال البخاريُّ في باب الجمعِ بينَ السُّورتينِ في رَكعةٍ [خ¦10/106-1232] : وقال عُبيدُ اللهِ بنُ(1) ثابتٍ عن أنسٍ: كان رجلٌ منَ الأنصارِ يَؤُمُّهم في مسجدِ قُبَاءَ(2)، فكان(3) كلمَّا افتَتَحَ سورةً يقرأُ لهم بها(4) في الصَّلاةِ مما يقرأ به، افتتحَ بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] حتَّى يفرُغَ منها، ثمَّ يقرأُ سورةً(5) أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلِّ ركعةٍ، فكلَّمه أصحابُه وقالوا(6) : إنَّك تفتَتِحُ بهذه السُّورةِ ثمَّ لا ترى أنَّها تُجزِئُكَ حتَّى تقرَأَ بأخرى، فإمَّا أنْ تقرأَ بها وإمَّا أن تَدَعَها وتقرأَ بأُخرى، فقال: ما أنا بتاركِها، إنْ أحْبَبْتُم أنْ أَؤُمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتُم [ذلك](7) تركتُكم، وكانوا يرون أنَّه من أفضَلِهم، وكرهوا أن يَؤُمَّهم غيرُه، فلمَّا أتاهم النبيُّ صلعم أخبروهُ الخبرَ، فقال: «يا فلانُ، ما يمنعُك أن تفعلَ ما يأمرُك به أصحابُك، وما يَحمِلُك على لُزومِ هذه السُّورةِ في كلِّ ركعةٍ؟» فقال: إنِّي أحبُّها، فقال(8) : «حبُّك إيَّاها أدخلَك(9) الجنَّةَ».
          وقد خرَّج حديثَ عائشةَ الذي قبل هذا كما خرَّجَه مسلمُ بنُ الحجَّاج ☼.


[1] في (ق): (عن).
[2] في (أ) و(ج) و(ك) و(ي): (قباءٍ).
[3] في غير (ق) و(ي): (وكان).
[4] في غير (ق) و(ي): (بها لهم).
[5] في (أ) و(ق) و(ك): (بسورة)، وفي (ي) كلاهما.
[6] في غير (ق) و(ي): (فقالوا).
[7] زيادة من (ق) و(ي).
[8] في (ق): (قال).
[9] في (ت) و(ح) و(ش): (يدخلك).