الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس

          949- وعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ أنَّ أُسَيدَ بنَ حُضَير بينمَا هو ليلةً يقرأُ في مِربَدِه إذ جَالت فرسُه فقرَأ، ثمَّ جالت أخرى فقرَأ، ثمَّ جالت أيضًا، قال أُسَيدٌ: فخشيتُ أن تَطأ يَحيَى(1)، فقمتُ إليها، فإذا مِثلُ الظُّلَّة فوقَ رأسِي فيها أمثالُ السُّرُجِ، عرَجَت في الجوِّ حتَّى ما أرَاها، قال: فغدوتُ على رسولِ الله صلعم، فقلت: يا رسولَ الله، بينَما أنا البارِحَةَ من جوفِ اللَّيلِ أقرأُ في مِربَدِي إذ جالت فَرسي، فقال رسولُ الله صلعم: «اقرأِ ابنَ حُضَيرٍ» قال: فقرأتُ، ثمَّ جالتْ أيضًا، فقال رسولُ الله صلعم: «اقرأِ ابنَ حُضير» قال: فقرأتُ، ثمَّ جالتْ أيضًا، فقال رسولُ الله صلعم: «اقرأِ ابنَ حُضَيرٍ» قال: فانصرَفتُ، وكان يَحيى قريبًا منها فخشيتُ(2) أن تَطأهُ، فرأيتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فيها أمثالُ السُّرُجِ عَرَجَتْ في الجوِّ حتَّى ما أراها، فقال رسولُ الله صلعم: «تلك الملائكةُ كانت تستمعُ لك، ولو قرأتَ لأصبَحتْ يرَاها النَّاسُ ما تَستتِرُ منهم».
          لفظُ البخاريُّ في هذا: عن أُسَيدٍ بنِ حُضَيرٍ، قال: بينما هو يقرأُ منَ اللَّيلِ سورةَ البقرةِ، وفرسُه مربُوطَةٌ عندَه، إذ جالتِ الفرسُ فسكتَ فسكنتْ(3)، فقرأَ فجالتِ الفرسُ، فسكتَ وسكنتْ(4)، ثمَّ قرأَ فجالتِ الفرسُ فانصرفَ، وذكرَ الحديثَ، وقال: فخَرَجْتُ حتَّى لا أرَاها، مكان: فعَرَجتْ(5)، وقال: «تلك الملائكةُ دنَتْ لصوتِكَ». [خ¦5018]


[1] في (ي): (تحتي).
[2] في غير (ي): (خشيت).
[3] في (ي): (فسكتت).
[4] في (ي): (وسكتت). هكذا هي في البخاري في الموضعين.
[5] في (ق) و(ي): (عرجت).