الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: هكذا سمعت رسول الله يقرؤها

          989- مسلم: عن عَلقمةَ، قال: قدِمْنا الشَّامَ، فأَتَانا أبو(1) الدَّرداءِ، فقال: أفيكم أحدٌ يقرأُ على قراءةِ عبدِ الله(2) ؟ فقلتُ: نعم، أنا، قال: فكيفَ سمعتَ عبدَ الله يقرأُ هذه الآيةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل:1] ؟ قال: سمعتُه يقرأُ: ▬واللَّيلِ إذا يغشَى. والذَّكرِ والأنثى↨، قال: وأنا والله هكذا سمعتُ / رسولَ الله صلعم يقرَؤُها، ولكنَّ هؤلاءِ يريدون أنْ أقرأَ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} الذكر والأنثى} زيادة من (ق) و(ي). '>(3) [الليل:3] ، فلا أُتابِعُهم.
          وعنه، قال: لقيتُ أبا الدَّرداءِ، فقالَ لي: ممَّن أنتَ؟ قلتَ(4) : من أهلِ العِراقِ، قال: من أيِّهم؟ قلتُ: من أهلِ الكُوفةِ، قالَ: هل تقرأُ على قراءةِ عبدِ الله بنِ مَسعُودٍ؟ قال: قلت: نعم، قال: فاقرأْ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى }، قال: فقرأت: ▬واللَّيلِ إذا يغشَى والنَّهارِ إذا تجلَّى والذَّكرِ والأنثى↨، قال: فضحِك، ثمَّ قال: هكذا سمعت رسولَ الله صلعم يقرؤُها.
          وعن إبراهيمَ النَّخعيِّ، قال: أتى عَلقمةَ الشَّامَ، فدخلَ مسجِدًا فصلَّى فيه، ثمَّ قام إلى حَلْقَة فجلسَ فيها، قالَ: فجاءَ رجلٌ فعرفْتُ فيه تحوُّشَ(5) القوم وهيئتَهم، قال: فجلسَ إلى جَنْبِي، ثمَّ قالَ: أتحفظُ كما كان عبدُ الله يقرأ(6) ؟ فذكرَ مثلَه.
          وفي بعض طرق البخاريِّ: عن إبراهيمَ النَّخْعِيِّ، قال: قدمَ أصحابُ عبدِ الله على أبي الدَّرداءِ فطلَبَهم فوجدَهم، فقال: أيُّكم يقرأُ على قراءةِ عبدِ الله؟ قال: كلُّنا، قال: فأيُّكم أحفظُ؟ فأشاروا(7) إلى عَلقمةَ، قال: كيف سمعتَه يقرأُ: {واللَّيلِ إذا يغشَى}، وذكر الحديثَ.
          وفي طريقٍ أخرى: فما زال هؤلاءِ حتَّى كادُوا يشكِّكوني(8)، وقد سمعتُها من رسول الله صلعم. [خ¦3742]
          وزاد البخاريُّ [أيضًا](9) زيادةً أخرى تأتي في مناقبِ حُذيفةَ وعمَّارٍ إن شاء الله ╡.


[1] في (ق): (أبا).
[2] زيد في (ي): (ابن مسعود).
[3] {الذكر والأنثى} زيادة من (ق) و(ي).
[4] في (ق) و(ي): (فقلت).
[5] في (ق): (تُحوش).
[6] في (ت) و(ح) و(ش): (يحفظ).
[7] في (ق): (وأشاروا).
[8] في (أ) و(ك): (يشكِّكونني)، وفي (ت) و(ح) و(ز) و(ش): (شكَّكوني)، وفي (ق): (يشكونني).
[9] زيادة من (ق) و(ي).