الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول الله

          983- وفيها [خ¦4986]، عن عُبيدِ بنِ السَّبَّاقِ: أنَّ زيدَ بنَ ثَابتٍ قال: أَرسلَ إليَّ أبو بكرٍ مَقتلَ أهلِ اليمامةِ، فإذا عمرُ بنُ الخطَّابِ عندَه، فقال أبو بكرٍ: إنَّ عمرَ أتانِي فقال: إنَّ القَتْلَ قد استجرَّ(1) يومَ اليمامةِ بقُرَّاءِ القُرآنِ، وإنِّي أخشَى إن استحرَّ(2) القتلُ بالقُرَّاءِ بالمواطنِ، فيذهبُ كثيرٌ منَ القرآنِ، وإنِّي أرى أن تأمْرَ بجمعِ القرآنِ، قلتُ(3) لعمرَ: كيف نفعلُ(4) شيئًا لم يفعلْه رسولُ الله صلعم؟ قال عمرُ: هذا والله خيرٌ، فلم يَزَلْ عمرُ يراجعُني حتَّى شرحَ اللهُ صدرِي لذلِك، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمرُ، قال زيدٌ: قال أبو بكرٍ: إنَّك رجلٌ شابٌ عاقلٌ لا نتَّهِمُك، وقد كُنْتَ تكتبُ الوحيَ لرسولِ الله صلعم، تَتَبَّعِ(5) القرآنَ فاجْمَعْهُ، فوالله لو كلَّفُوني نقلَ جبلٍ منَ الجبالِ ما كان أثقلَ عليَّ ممَّا أمرَني به من جمعِ القُرآنِ، قلتُ: كيفَ تفعلون شيئًا لم يفعلْه رسولُ الله صلعم؟ قال: هو والله خيرٌ، فلم يزل أبو بكرٍ يُراجعُني حتَّى شرحَ الله صدرِي للذي شَرَحَ له صدرَ أبي بكرٍ وعمرَ، فتتبَّعتُ القرآنَ أجْمَعُه منَ العُسُبِ(6) واللِّخَافِ، وصدورِ الرَّجالِ حتَّى وجدتُ آخرَ سُورةِ التَّوبةِ مع أبي خُزِيمةَ الأنصاريِّ لم أجِدْها مع أحدٍ غيرِه {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128] حتَّى خاتمةِ براءةَ، فكانت الصُّحُفُ عندَ أبي بكرٍ حتَّى توفَّاهُ اللهُ، ثمَّ عند عمرَ حياتَه، ثمَّ عندَ حفصةَ بنتِ عمرَ.
          وفي طريقٍ آخرَ: مع خُزيمةَ الأنصاريِّ، ذكرَه في التَّفسيرِ [خ¦4679]، وفي فضائلِ القرآنِ كما تقدَّم، [قال: واللخاف: يعني الخزف](7) .


[1] في غير (ق) و(ي): (استحرَّ).
[2] في (ت) و(ج) و(ح) و(ز) و(ش): (أن يستحرُّ)، وفي (ق): (استجرَّ). قوله يستحر، هو الأولى بالسياق وبما في البخاري ومسلم.
[3] في (ت) و(ج) و(ح) و(ز) و(ش): (فقلت).
[4] في غير (ق) و(ي): (تفعل).
[5] في (ت) و(ج) و(ح) و(ز) و(ش): (فتَتَبَّع).
[6] في (ي): (العَسب).
[7] مابين معقوفين تقدَّم في (ي)، جاء بعد قوله: (من العسب واللخاف).