الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: جاء رجل يقال له: نهيك بن سنان إلى عبد الله

          987- مسلم: عن أبي وائلٍ، قالَ: جاءَ رجلٌ يقالُ له: نَهيكُ بنُ سِنانٍ إلى عبدِ الله، فقال: يا أبا عبد الرَّحمنِ، كيف تقرأُ هذا الحرفِ ألِفًا تجده أم ياءً: {من [ماءٍ] (1) غيرِ آسنٍ}[محمد:15] ، أو (من [ماءٍ](2) غيرِ ياسنٍ)؟ [قال](3) : فقال عبدُ الله: وكلَّ القرآنِ قد أحصيتَ(4) غير هذا الحرفِ؟ قال: إنِّي لأقرأُ المُفصَّل في ركعةٍ، فقال عبدُ الله: هذًّا كهذِّ الشِّعرِ؟ إنَّ أقوامًا يقرؤونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيَهُم، ولكنْ إذا وقعَ في القلبِ فَرَسَخَ فيه؛ نَفَعَ، إنَّ أفضلَ الصَّلاةِ الرُّكوعُ والسُّجودُ، إنِّي لأعلمُ النَّظائرِ التي كانَ رسولُ الله صلعم يقْرُنُ بينهنَّ، سورتينِ في كلِّ رَكعةٍ، ثمَّ قامَ عبدُ الله فدخلَ عَلقمةُ في إثرِه، ثمَّ خرجَ فقال: قد أخبَرني بها.
          وعنه، قال: غَدَونَا على عبدِ الله بنِ مَسعودٍ يومًا بعدَما صلَّينا الغَدَاةَ، فسلَّمنا بالبابِ، فأذنَ لنا، [قال](5) : فمكَثْنا بالبابِ هُنيهةً(6)، قال: فخرَجَتِ الجاريةُ، فقالت: ألا تدخلونَ؟ فدخلْنا فإذا هو جالسٌ يسبِّحُ، فقال: ما منعَكم أنْ تدخُلوا وقد أُذِنَ لكم؟ فقُلنا: لا، إلَّا أنَّا ظننَّا أنَّ بعضَ أهلِ البيتِ نائمٌ، قال: ظننتُم بآلِ(7) أمِّ عبدٍ غَفْلَةً؟ قال: ثمَّ أقبلَ يُسبِّح حتَّى ظنَّ أنَّ الشَّمسَ قد طلعتْ، فقالَ(8) : يا جاريةُ، انظري هل طَلَعتْ؟ [قال](9) : فنَظَرَتُ فإذا هي [لم تطلعُ، فأقبلَ يسبِّحُ حتَّى إذا ظنَّ أنَّ الشَّمسَ قد طَلَعَتْ، قال: يا جاريةُ، انظري هل طَلَعَتْ؟ فَنَظَرَتْ فإذا هي] (10) قد / طَلَعَتْ، فقال: الحمدُ لله الذي أقالَنا يومَنا هذا، قال مهدِيٌّ [هو] (11) ابنُ مَيمون: أَحْسَبُه قال: ولم يُهْلِكْنَا بذُنُوبِنا، قال: فقال رجلٌ منَ القومِ: قرأتُ البارحةَ المفصَّلَ (12) كلَّه، قال: فقال عبدُ الله: هذًّا كهذِّ الشِّعرِ؟ لقد سَمِعنا القرائنَ، وإنِّي لأحفظُ القرائنَ التي كان يقرؤهنَّ رسولُ الله صلعم ثَمانيَ عَشْرَة منَ المفصَّل وسُورتين من آل {حم}.
          وفي طريقٍ أخرى: اثنتَين في رَكعةٍ، عشرينَ سُورةً في عَشرِ رَكَعَاتٍ.
          وفي أخرى: عشرونَ سُورةً (13) منَ المفصَّل في تَأليف عبدِ الله.
          وفي بعضِ طُرق البخاريِّ: عشرونَ سورةً من أوَّلِ المفصَّلِ على تَأليفِ ابنِ مَسعودٍ آخرُهنَّ منَ الحوامِيم {حم} الدُّخان، و{عمَّ يتساءلون}. [خ¦4996]
          وفي طريقٍ أخرى له: ثمانيَ عَشْرةَ سورةً منَ المفصَّلِ، وسُورتين منَ آل {حم}. [خ¦5043]
          ولم يخرِّج من هذا الحديثِ إلَّا قوله: «إنِّي لأقرأُ المفصَّلَ» إلى «كهذِّ الشِّعرِ» وكلامه في النَّظائرِ. [خ¦775]


[1] سقط من (ق) و(ي).
[2] سقط من (ج) و(ق) و(ي).
[3] سقط من (ت) و(ح) و(ز) و(ش).
[4] في (ي): (أحصيتُ).
[5] سقط من (ق) و(ي).
[6] في (ز): (هُنية)، كذا في المطبوع، وفي (ق) و(ي): (هُنيئة).
[7] زيد في (أ) و(ج) و(ك): (ابن).
[8] في (ي): (قال).
[9] سقط من (ي).
[10] سقط من (ي).
[11] سقط من (ي).
[12] في (ت) و(ح) و(ز) و(ش): (المفصلَّ البارحة).
[13] زيد في (أ) و(ك): (في عشر ركعاتٍ).