الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: أنه أصابهم بالمدينة جهد وشدة

          1700- [مسلمٌ](1) : عنْ أبي سعيدٍ مولى المَهريِّ: أنَّهُ أصابَهم بالمدينةِ جَهْدٌ وشِدَّةٌ، وأنَّهُ أتى أبا سعيدٍ الخُدْرِيِّ، فقالَ لهُ: إنِّي كثيرُ العيالِ وقد أصابتْنا شِدَّةٌ، فأردتُ أنْ أنقلَ عياليَ إلى بعضِ الرِّيفِ، فقالَ أبو سعيدٍ: لا تفعلْ، الزمِ المدينةَ، فإنَّا خرجْنا معَ نبيِّ الله صلعم_أظنُّ أنَّهُ قالَ_ حَتَّى قدمْنا عُسْفَانَ، فأقامنا(2) بها لياليَ، فقالَ النَّاسُ: واللهِ مَا نحنُ ههُنا في شيءٍ وإنَّ عيالَنا لخُلُوفٌ(3) مَا نأمنُ عليهم، فبلغَ ذلكَ النَّبيَّ صلعم، فقالَ: «مَا [هذا](4) الذي بلغَني منْ حديثِكمْ؟_مَا أدري كيفَ قالَ_ والذي أحلفُ بِهِ، أوْ والذي نفسي بيدهِ، لقد هممتُ أوْ إن شئتم_لا أدري أيَّتُهما قالَ_ لآمرنَّ(5) بناقتي تُرحَلُ، ثُمَّ لا أَحُلُّ لها عقدةً حَتَّى أَقْدَمَ المدينةَ»، وقالَ: «اللَّهُمَّ؛ إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مَكَّةَ فجعلها حرمًا، وإنِّي حرَّمتُ المدينةَ حرامًا مَا بينَ مأزِمَيْها ألَّا يُهْراقَ فيها دمٌ، ولا يُحْمَلَ فيها سلاحٌ لقتالٍ، ولا تُخْبَطَ(6) فيها شجرةٌ إلَّا لعلفٍ، اللَّهُمَّ؛ باركْ لنا في مدينتِنا، اللَّهُمَّ؛ بارك لنا في صاعِنا، اللَّهُمَّ؛ بارك لنا في مُدِّنا، [بارك لنا في صاعِنا، اللَّهُمَّ؛ بارك لنا في مُدِّنا](7) ، اللَّهُمَّ؛ بارك لنا في مدينتنا، اللَّهُمَّ اجعلْ معَ البركةِ برَكَتينِ، والذي نفسي بيدِهِ مَا مِنَ المدينةِ شِعبٌ، ولا نَقْبٌ؛ إلَّا عليهِ ملكان يحرسانِها حَتَّى تقْدَمُوا إليها»، ثُمَّ قالَ للنَّاسِ: «اترحلوا(8) » فارتحلنا، فأقبلنا [إلى](9) المدينةِ، فوالذي نحلفُ بِهِ أوْ يُحْلفُ بِهِ_الشَّكُّ مِنْ حمَّادٍ_ مَا وضعنا رحالنا (10) حينَ دخلنا المدينةَ حَتَّى أغارَ علينا بنو عبدِ (11) اللهِ بنِ غَطَفانَ وما يَهيجهمْ قبلَ ذلكَ شيءٌ.
          حمَّادٌ الذي وقعَ منهُ الشَّكُّ: هوَ شيخُ مسلمٍ [►](12) ، ولمْ يخرِّجِ البُخاريُّ هذا الحديثَ، إلَّا مَا تقدَّمَ منْ تحريمِ [النَّبيِّ صلعم] (13) المدينةَ والدُّعاءِ لأهلها.
          - [مسلمٌ: عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلعم قالَ: «اللَّهُمَّ باركْ لنا في مدِّنا وصاعنا، واجعلْ معَ البركةِ بركتينِ»] (14) .
          - مسلمٌ: عنْ أبي سعيدٍ مولى المَهريِّ أيضًا: أنَّهُ جاءَ إلى أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ لياليَ الحرَّةِ، فاستشارهُ في الجَلاءِ منَ المدينةِ، وشكا (15) إليهِ أسعارَها، وكثرةَ عيالِهِ، وأخبرهُ أنَّهُ لا صبرَ لهُ على جَهْدِ المدينةِ / ولَأْوائِها، قالَ (16) [لهُ] (17) : ويحكَ لا آمركَ بذلكَ إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلعم يقولُ: «لا يصبرُ أحدٌ على لَأْوائِها فيموتَ إلَّا كنتُ لهُ شفيعًا أوْ شهيدًا يومَ القيامةِ إذَا كان مسلمًا».
          لم يخرِّجِ البُخاريُّ هذا الحديثَ.
          - مسلمٌ: عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّهُ سمعَ رسولَ اللهِ صلعم يقولُ: «إنِّي حرَّمتُ مَا بينَ لابتي المدينةِ كما حرَّمَ إبراهيمُ مَكَّةَ» قالَ: «ثُمَّ كانَ أبو سعيدٍ يأخذُ أحدَنا في يدِهِ الطَّيرُ فيَفُكُّهُ منْ يدِهِ ثُمَّ يرسلُهُ».
          لم يخرِّجِ البُخاريُّ هذا الحديثَ ولا أخرجَ عنْ أبي سعيدٍ في هذا شيئًا.


[1] سقط من (ح).
[2] في غير (ق) و(ي): (فأقام).
[3] في (ي): (لخوف).
[4] سقط من (ت) و(ح) و(ش).
[5] في (ي): (لأمرت).
[6] في (ت) و(ح) و(ش): (يخبط).
[7] سقط من (أ).
[8] في (ت) و(ح) و(ش): (أترحلوا)، وفي المطبوع كالمثبت.
[9] سقط من (ق) و(ي).
[10] في (ق): (رحلنا).
[11] في (ق): (عبيد).
[12] سقط من (ق) و(ي)، وزيد في (أ) و(ك): (الصواب: عبد الله بن غَطفان؛ بفتح الغين).
[13] سقط من (أ) و(ق) و(ي).
[14] زيادة من (ت) و(ح) و(ش).
[15] في (ت) و(ج) و(ح) و(ش): (واشتكى).
[16] في (ت) و(ح) و(ش): (فقال).
[17] زيادة من (ت) و(ح) و(ش).