الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: أن رسول الله جلس على المنبر

          3115- مُسْلِمٌ: عن أَبِيْ سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ: أنَّ رَسُولَ الله صلعم جلسَ على المنبرِ، فقَالَ: «عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ [من](1) زَهْرَةَ الدُّنْيَا، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ»، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَبَكَى(2) ، فَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ / صلعم:«إِنَّ مِن أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِه وصُحْبَتِهِ(3) أَبا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ».
          في بَعْضِ طرقِ الْبُخَارِيِّ: «لو كنتُ متَّخذًا خليلًا غيرَ ربِّي لاتَّخذت أبا بكرٍ خليلًا، ولكنْ أخوَّةُ الإسلامِ ومودَّتهُ(4) ». [خ¦3654]
          وفي طريقٍ أخرى: «إلا خُلَّةَ الإسلامِ» وفيهِ وذكرَ كلامَ أبي بكرٍ قَالَ: فعجبنا لهُ، وقَالَ النَّاسُ: انظروا إلى هذا الشَّيخِ يخبرُ رسولُ اللهِ صلعم عنْ عبدٍ خيَّرهُ اللهُ بينَ أنْ يؤتيهُ منْ زهرةِ الدِّنيا، وبينَ ما عندهُ وهوَ يقولُ: فديناكَ بآبائنا وأمَّهاتنا.
          [وَخَرَّجَهُ في بابِ هجرةِ النَّبيِّ صلعم وأصحابهِ إلى المدينةِ. [خ¦3904]
          وَخَرَّجَهُ في بابِ الخوخةِ في المسجدِ من كتابِ الصَّلاةِ [خ¦466] ، قَالَ فيه: فقلتُ في نفسي: ما يبكي هذا]
(5) الشَّيخ أنْ يكونَ اللهُ(6) خيَّرَ عبدًا(7) بينَ الدُّنيا وبينَ ما عندهُ، فاختارَ ما عندَ اللهِ؟ وفيهِ: فقَالَ: «يا أبا بكرٍ؛ لا تبكِ إنَّ منْ أمنِّ النَّاسِ عليَّ في صحبتهِ [ومالهِ أبو بكرٍ، ولو كنتُ متَّخذًا منْ أمَّتي خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكرٍ](8) ، ولكنْ(9) أخوةُ الإسلامِ ومودَّتهُ، لا يَبقينَّ في المسجدِ بابٌ (10) إلَّا سُدَّ إلَّا بابُ أبي بكرٍ».


[1] سقط من (ت) و(م).
[2] في (ص): (وبكَّى).
[3] في (أ) و(ت) و(م): (صحبته وماله).
[4] في (ص): (ومودتِه).
[5] ما بين معقوفين تكرر في (ص) و(ق) و(ك).
[6] زيد في (ق): (تعالى).
[7] زيد في (ق): (لله).
[8] سقط من (ص) و(ق) و(ك).
[9] في (ص): (ولكنَّ).
[10] في (ص): (بابًا).