الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: كنت جالسًا عند النبي

          3124- وعنْ أبي الدَّرداءِ، قَالَ: كنتُ جالسًا عندَ النَّبيِّ صلعم إذْ أقبلَ أبو بكرٍ آخذًا بطرفِ ثوبهِ، حتَّى أبدى عنْ ركبتيهِ، فقَالَ النَّبيُّ صلعم: «أمَّا صاحبكمْ، فقد غامرَ» فسلَّمَ، وقَالَ: إنِّي كانَ بيني وبينَ ابنِ الخطَّابِ شيءٌ فأسرعتُ إليهِ، ثمَّ ندمتُ، فسألتهُ أنْ يغفرَ لي، فأبى عليَّ، فأقبلتُ إليكَ، فقَالَ: «يغفرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ» [ثلاثًا](1) ، ثمَّ إنَّ عمرَ ندمَ فأتى منزلَ أبي بكرٍ، فسألَ: أثمَّ أبو بكرٍ؟ قَاْلُوا: لا، فأتى النَّبيَّ صلعم فجعلَ وجهُ النَّبيِّ صلعم يتمعَّرُ حتَّى أشفقَ أبو بكرٍ، فجثا على ركبتيهِ وقَالَ: يا رسولَ اللهِ؛ [واللهِ](2) أنا كنتُ أظلَمُ مرتينِ، فقَالَ النَّبيُّ صلعم: «إنَّ اللهَ بعثني إليكم، فقلتُمْ:كذبتَ، وقَالَ أبو بكرٍ: صدقَ، / وواساني بنفسهِ ومالهِ، فهلْ أنتمْ تاركو لي صاحبي؟!» مرتينِ، فما أوذيَ بعدها. [خ¦3661]
          وفي لفظٍ آخرَ: كانتْ(3) بينَ أبي بكرٍ وعمرَ محاورةٌ، فأغضبَ أبو بكرٍ عمرَ، فانصرفَ عمرُ عنهُ(4) مغضبًا، فاتَّبعهُ أبو بكرٍ يسألهُ أنْ يستغفرَ لهُ، فلمْ يفعلْ حتَّى أغلقَ بابهُ في وجههِ، فأقبلَ أبو بكرٍ(5) إلى النَّبيِّ صلعم... الحديثَ، قَالَ: وغضبَ رسولُ اللهِ صلعم، وفيهِ: «إنِّي قلتُ: يا أيُّها النَّاسُ؛ إنِّي رسولُ اللهِ إليكم جميعًا، فقلتمْ: كذبتَ، وقَالَ أبو بكرٍ: صدقتَ»، وقَالَ أبو عبدِ اللهِ: غامرَ: سبقَ بالخيرِ. [خ¦4640]


[1] سقط من (ق).
[2] سقط من (أ) و(ت).
[3] في (ص): (كان).
[4] في (ت) و(م): (عنه عمر).
[5] زيد في (ق): (رَضِيَ اللهُ عنهُ).