الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: أن رسول الله مات وأبو بكر بالسنح

          3126- وعنْ عَائِشَةَ ♦: أنَّ رَسُولَ اللِه صلعم ماتَ وأبو بكرٍ بالسُّنْحِ(1) ، فقامَ عمرُ يقولُ: واللهِ؛ ما ماتَ رسولُ اللهِ صلعم، قَالَتْ: وقَالَ عمرُ: واللهِ؛ ما كانَ يقعُ في نفسي [إلَّا](2) ذاكَ، وليبعثنَّهُ اللهُ فليقطعَنَّ أيدي رجالٍ وأرجلَهم، فجاءَ أبو بكرٍ، فكشفَ عنْ رسولِ اللهِ صلعم فقبَّلهُ، فقَالَ: بأبي [أنتَ وأمِّي](3) ؛ طبتَ حيًّا وميِّتًا، والَّذي نفسي بيدهِ؛ لا يُذيقُكَ اللهُ الموتتينِ أبدًا، ثمَّ خرجَ، فقَالَ: أيُّها الحالفُ؛ على رسلكَ، فلمَّا تكلَّمَ أبو بكرٍ جلسَ عمرُ، فحمِدَ اللهَ أبو بكرٍ وأثنى عَلَيْهِ، وقَالَ: ألا منْ كانَ يعبدُ محمَّدًا؛ فإنَّ محمَّدًا قدْ ماتَ، ومنْ كانَ يعبدُ اللهَ؛ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، وقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزُّمر:30] ، وقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144] ، قَالَ: فنشجَ النَّاسُ يبكونَ، واجتمعتِ الأنصارُ إلى سعدِ بنِ عبادةَ في سقيفةِ بني ساعدةَ، فقَاْلُوا: منَّا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فذهبَ إليهم أبو بكرٍ، وعمرُ بنُ الخطَّابِ، وأبو عبيدةَ ابنُ الجرَّاحِ، فذهبَ عمرُ يتكلَّمُ فأسكتهُ أبو بكرٍ، وكانَ عمرُ يقولُ: واللهِ؛ ما أردتُ بذلكَ إلَّا أنِّي هيَّأتُ كلامًا قدْ أعجبني خشيتُ ألَّا يبلغهُ [أبو بكرٍ](4) ، ثمَّ تكلَّمَ أبو بكرٍ فتكلَّمَ أبلغَ النَّاسِ، فقَالَ في كلامهِ: نحنُ الأمراءُ وأنتمُ الوزراءُ، فقَالَ حُبابُ بنُ المُنذرِ: لا واللهِ ما(5) نفعلُ منَّا أميرٌ ومنكمْ أميرٌ، فقَالَ أبو بكرٍ: لا ولكنَّا الأمراءُ وأنتمُ الوزارءُ، همْ أوسطُ العربِ دارًا وأعربُهم أحسابًا، فبايِعُوا عمرَ أو أبا عبيدةَ ابنَ الجرَّاحِ، / فقَالَ عمرُ: بل نبايِعُكَ أنتَ، فأنتَ سيِّدُنا وخيرُنا وأحبُّنا إلى رسولِ الله صلعم، فأخذَ عمرُ بيدهِ [فبايعهُ](6) ، وبايعهُ النَّاسُ، فقَالَ قائلٌ: قتلتمْ سعدَ بنَ عبادةَ؟ فقَالَ عمرُ: قتلهُ اللهُ، قَالَ: والسَّنحُ(7) : العاليةُ. [خ¦3667]


[1] في (ص): (بالسيح).
[2] سقط من (ص).
[3] سقط من (أ) و(ص) و(ق).
[4] سقط من (ق).
[5] في حاشية (أ): (لا).
[6] سقط من (ص).
[7] في (ص): (والسيح).