المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا

          2389- قال البخاريُّ: وحدثنا حفص بن عمر [خ¦6362] ومعاذ بن فضالة [خ¦7089] : حدَّثنا هشام، عن قتادة، عن أنس وقال: حتى أحفوه بالمسألة.
          قال محمد بن العلاء: / فلما أكثر عليه؛ غضب.
          زاد شعبة قال: خطب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم [خطبة ما سمعت مثلها قط، قال: «لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلًا ولبكيتم] كثيرًا»، فغطى أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجوههم لهم خنين.
          قال الزهري(1) : ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء؛ فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا».
          زاد حفص: فجعلت أنظر يمينًا وشمالًا؛ فإذا كل رجل لافٌّ رأسه في ثوبه يبكي.
          قال الزهري: فأكثر الأنصار(2) البكاء، وأكثر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يقول: «سلوني»، قال أنس: فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: «النار»، فقام عبد الله بن حذافة.
          قال حفص: رجل كان إذا لاحى الرجال(3) يدعى لغير أبيه.
          قال الزهري: فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: «أبوك حذافة».
          وقال محمد(4) بن العلاء: فقام إليه رجل آخر(5) فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة».
          قال الزهري: قال أنس: ثم أكثر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم(6) أن يقول: «سلوني»، فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا.
          زاد معاذ عنه: نعوذ بالله من سوء الفتن.
          قال الزهري: فسكت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم(7) : «أوَّل(8) والذي نفسي بيده؛ لقد عُرضَت علي».
          وقال قتادة: «صُوِّرت لي الجنة والنار». زاد فليح: «ممثلتين في قبلة هذا الجدار»، قال الزهري(9) : «وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر». قال ابن المنذر: «مرتين».


[1] في الأصل: (قتادة)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (الناس).
[3] في الأصل: (الرجل)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[4] تكرر في الأصل: (وقال محمد).
[5] كذا في الأصل، و(إليه رجل): ليس في «اليونينية».
[6] كذا في الأصل، و(رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم): ليس في «اليونينية».
[7] في الأصل: (النبي عليه السلام)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[8] كذا في الأصل، وهي في هامش «اليونينية»: (أولى)، وينظر هامشها.
[9] في الأصل: (قتادة)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».