أصل الزراري شرح صحيح البخاري

باب صب النبي وضوءه على المغمى عليه

          ░44▒ هذا (باب صبِّ النبي) الأعظم (صلعم وَضوءه)؛ بفتح الواو: الماء الذي توضأ به، مفعول المصدر المضاف لفاعله، وقوله: (على المُغْمَى عليه)؛ بضم الميم، وإسكان المعجمة، وفتح الميم؛ متعلق به، مِن (أُغمي عليه)، يقال: أُغمي عليه_بضم الهمزة_ فهو مغمًى عليه، وغُمِي عليه_بضم الغين المعجمة وتخفيف الميم_ فهو مغمي عليه؛ بصيغة المفعول؛ لأنَّ / أصله: مغموي على وزن (مفعول)، اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأُدْغِمَتِ الياء في الياء فصار: مغمُيٌّ_بضم الميم الثانية وتشديد الياء_ ثم أبدلت من ضمة الميم كسرة؛ لأجل الياء، فصار: مغمي.
          قال الكرماني: (والإغماء والغشي بمعنى واحد)، ورده في «عمدة القاري»: (بأن الغشي مرض يحصل من طول التعب، وهو أخف من الإغماء، والفرق بينه وبين الجنون والنوم: أن العقل يكون في الإغماء مغلوبًا، وفي الجنون يكون مسلوبًا، وفي النوم يكون مستورًا) انتهى؛ فافهم، وهذا موافق لما قاله في «القاموس» و«الكليات»، وقد تصدى العجلوني للانتصار للكرماني بما في «القاموس»، ومن نظر عبارة «القاموس»؛ وجدها تدل لما قاله في «عمدة القاري»، وترد على العجلوني والكرماني؛ فافهم.