إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنت غلامًا شابًا عزبًا

          7030- 7031- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ بالجمع (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنديُّ‼ قال: (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ) الصَّنعانيُّ(1) قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) بفتح الميمين بينهما عين مهملة ساكنة، ابن راشد الأزديُّ مولاهم البصريُّ، نزيل اليمن (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بن مسلمِ بن عبيدِ الله بنِ عبد الله بنِ شهاب بنِ عبد الله بنِ الحارثِ القرشيِّ، أبو بكرٍ الفقيه الحافظُ المتَّفق على جلالتهِ وإتقانهِ (عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) أبيه(2) ☻ أنَّه (قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا) بفتح العين المهملة والزاي والموحدة، من لا زوجةَ له (فِي عَهْدِ النَّبِيِّ) ولأبي ذرٍّ: ”في عهدِ رسول الله“ ( صلعم وَكُنْتُ أَبِيتُ فِي المَسْجِدِ) فيه أنَّه لا كراهة في النَّوم في المسجد (وَكَانَ) بواو العطف، ولأبي ذرٍّ: ”فكان“ (مَنْ رَأَى مَنَامًا قَصَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صلعم ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي مَنَامًا يُعَبِّرُهُ لِي رَسُولُ اللهِ صلعم ) بضم التحتية وفتح العين وتشديد الموحدة المكسورة. يُقال: عبَّر الرُّؤيا يعبِّرها وعبَرها، يخفَّف ويثقَّل(3) والتَّخفيف أكثر (فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ) في منامي (مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي) بالنون (فَانْطَلَقَا بِي) بالموحدة (فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ) نصب بـ «لن» أي: لا روع عليك ولا ضررَ، وللأَصيليِّ وابنِ عساكرَ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”لم تُرَعْ“ جزم بـ «لم» أي: لم(4) تفزع (إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ) والصَّالح القائمُ بحقوقِ الله تعالى وحقوقِ العباد (فَانْطَلَقَا بِي) بالموحدة (إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ) بالحجارةِ والآجرِّ (وَإِذَا(5) فِيهَا) أي: في النارِ (نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ، فَأَخَذَا بِي) بالموحدة الملكان(6) (ذَاتَ اليَمِينِ) طريق أهل الجنَّة (فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ) الَّذي رأيتُه في المنام (لِحَفْصَةَ) بنت عُمر بن الخطَّاب ☻ .
          (فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا) أي: قالت: (قَصَّتْهَا) أي: رؤياي (عَلَى النَّبِيِّ صلعم فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ) قيل: فيه الوعيدُ على ترك السُّنن، وجوازُ وقوع العذابِ على ذلك، قاله ابن بطَّال، لكن قال في «الفتح»: إنَّه مشروطٌ بالمواظبةِ على التَّرك رغبةً عنها، فالوعيدُ والتَّعذيب إنَّما يقعُ على المحرَّم، وهو التَّرك بقيدِ الإعراضِ.
          (قَالَ الزُّهْرِيُّ) محمَّد بن مسلمٍ _بالسَّند السَّابق_: (وَكَانَ) بالواو، ولأبي ذرٍّ: ”فكان“ (عَبْدُ اللهِ) بن عمر (بَعْدَ ذَلِكَ) أي: بعد قوله صلعم : «إنَّ عبد الله رجلٌ صالحٌ...» إلى آخره، (يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ).
          والحديث سبق قريبًا في الباب الَّذي قبل [خ¦7028].


[1] في (د): «أبو القاضي».
[2] «أبيه»: ليست في (ع).
[3] في (ع) و(د): «مخفف ومثقل».
[4] في (ع): «لا».
[5] في (د): «فإذا».
[6] في (د): «الملائكة».