إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة

          3965- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ) بفتح الراء والقاف المخففة وبعد الألف شين معجمة، البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي) سُليمانَ بنَ طَرْخانَ التَّيميَّ (يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ) بكسر الميم وسكون الجيم وبعد اللام المفتوحة زاي، لاحقُ ابن حميدٍ السَّدُوسي التَّابعي ☺ (عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ) بضم العين وتخفيف الموحدة، الضُّبَعي البصريِّ (عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ☺ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو) بالجيم والمثلثة، أي: يبركُ على ركبتيهِ (بَيْنَ يَدَي الرَّحْمَنِ) من مجاهدِي هذه الأمَّة (لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ) بالسَّند السَّابق: (وَفِيهِمْ) أي: في عليٍّ وحمزة وعُبيدة بن الحارث (أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ}) فريقان مُختصمان، والخصمُ(1) صفةٌ وُصِفَ بها الفريق ({اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[الحج:19]) بالجمع حملًا على المعنى؛ لأنَّ كلَّ خصمٍ تحته أشخاص (قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا) من البُرُوز وهو الخُرُوج من بين الصَّفَّين على الانفرادِ للقتالِ (يَوْمَ) وقعة (بَدْرٍ) أحدهم (حَمْزَةُ) ابنُ عبدِ المطلب (وَ) الثاني (عَلِيٌّ) هو ابنُ أبي طالب (وَ) الثَّالث (عُبَيْدَةُ) أو أبو عُبيدة(2) بضم العين مصغَّرًا (بْنُ الحَارِثِ) ♥ (وَ) الرابع (شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَ) الخامس أخوه (عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَ) السَّادس ولده (الوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ) فبارزَ حمزةُ شيبةَ، وعليٌّ الوليدَ بن عُتبة، وعُبيدةُ عُتبةَ، وكان أسنُّ القوم عتبةَ بن ربيعة، ولم يمهلْ كلٌّ من حمزة وعليٍّ حتى أن قتلَ من بارزهُ، واختلفَ عُبيدة وعُتبة بينهما ضربتان، فأثخن كلُّ واحد منهما صاحبه، وكرَّ حمزةُ وعليٌّ بسيفيهما على عُتبة فذفَّفَا عليه، واحتملا صاحبَهما فحازاهُ إلى أصحابه، وكانت‼ الضَّربة وقعتْ في ركبتهِ فماتَ منها لَمَّا رجعوا بالصَّفراء.
          ويقال: إنَّ عُبيدة للوليد، وعليًا لشيبة، والسَّند بذلك أصحُّ، إلَّا أن الأول أنسب؛ لأنَّ عُبيدة وشيبة كانا شيخين، كعُتبة وحمزة، بخلاف عليٍّ والوليد(3) فكانا شابَّين.


[1] في (د): «فالخصم».
[2] «أو أبو عُبيدة»: ليست في (ب) و(د).
[3] في (ص) و(م): «للوليد».