نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: ما أكل آل محمد أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر

          6455- (حَدَّثَنِي) بالإفراد / (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أبو يعقوب البغوي، يُقال له: لؤلؤ سكن بغداد، قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ) هو: ابنُ يوسف بن يعقوب الواسطيُّ (هُوَ الأَزْرَقُ) بتقديم الزاي على الراء (عَنْ مِسْعَرِ) بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملتين بعدها راء (ابْنِ كِدَامٍ) بكسر الكاف وتخفيف الدال المهملة، العامريِّ (عَنْ هِلاَلٍ) هو: ابنُ حميد، ويقال: ابن أبي حميدٍ، وفي رواية أبي ذرٍّ زيادة: <الوزان الكوفي>.
          (عَنْ عُرْوَةَ) أي: ابن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ) ♦ أنَّها (قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ) وعند أحمد بن منيعٍ عن إسحاق الأزرق بالسَّند المذكور: ((ما شبع محمد)) ( صلعم ) وقد يُطلق آل محمد، ويرادُ به محمد نفسه صلعم (أَكْلَتَيْنِ) بفتح الهمزة وضمها (فِي يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <تمراً> بالنصب.
          في «المصابيح»: إمَّا على تقدير إلَّا كانت إحداهما تمراً، أو إلَّا جعل إحداهما تمراً، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ التَّمر كان أيسر عندهم من غيره، وفيه أيضاً إشارةٌ إلى أنَّهم ربَّما لم يجدوا في اليوم إلَّا أكلةً واحدة فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر.
          وقد أخرج ابن سعدٍ من طريق عمران بن يزيد المدني: حدَّثني الَّذي قال: دخلنا على عائشة ♦ فقالت: ((خرج _تعني: النَّبي صلعم _ من الدُّنيا ولم يملأ بطنه في يومٍ من طعامين كان إذا شبع من التَّمر لم يشبع من الشَّعير، وإذا شبع من الشَّعير لم يشبع من التَّمر)). وليس في هذا ما يدلُّ على ترك الجمع بين لونين، فقد ترجم المصنِّف في الأطعمة للجواز، وأورد فيه حديث كان يأكلُ القثاء بالرُّطب.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة ظاهرةٌ، وقد أخرجه مسلم في آخر الكتاب.