نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: كان فراش رسول الله من أدم وحشوه من ليف

          6456- (حَدَّثَنِي) بالإفراد، وفي رواية أبي ذرٍّ: <حدَّثنا> (أَحْمَدُ بْنُ رَجَاءٍ) بالجيم والمد، هو أحمد بن عبد الله بن أيُّوب بن رجاء الهروي، وفي رواية أبي ذرٍّ: <أحمد بن أبي رجاء قال>: (حَدَّثَنَا النَّضْرُ) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، بن شُميل / _بالشين المعجمة_ مصغراً (عَنْ هِشَامٍ) أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ) ♦، أنَّها (قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلعم مِنْ أَدَمٍ) بفتح الهمزة والدال المهملة، جلدٌ مدبوغٌ.
          (حَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ) ويروى: <وحشوه> بالواو، وسقط في رواية أبي ذرٍّ لفظ: «من» فالتَّالي رفعٌ، وأخرج ابن ماجه من رواية ابن نُميرٍ عن هشام بلفظ: ((كان ضجاع رسول الله صلعم أدماً حشوه ليف))، و«الضِّجاع» _بكسر الضاد المعجمة بعدها جيم_: ما يرقد عليه، وقد تقدَّم في «كتاب اللِّباس» [خ¦5843] حديث عمر ☺ الطَّويل في قصَّة اللَّتين تظاهرتا على النَّبيِّ صلعم ، وفيه: ((فإذا النَّبي صلعم على حصيرٍ قد أثَّر في جنبه، وتحت رأسه مرفقه من أدم حشوها ليف)). وأخرجه البيهقي في «الدلائل» من حديث أنسٍ ☺ بنحوه، وفيه: ((وسادة)) بدل: ((مرفقة)).
          ومن طريق الشَّعبي عن مسروق عن عائشة ♦: دخلت عليَّ امرأة فرأت فراش النَّبي صلعم عباءة سبتية، فبعثت إليَّ بفراشٍ حشوه صوف، فدخل النَّبي صلعم فرآه فقال: ((ردِّيه يا عائشة، والله لو شئت أجرى الله معي جبال الذَّهب والفضَّة)). وعند أحمد وأبي داود الطَّيالسي من حديث ابن مسعودٍ ☺: اضطجعَ رسول الله صلعم على حصيرٍ فأثَّر في جنبه، فقيل: ألا نأتيك بشيءٍ يقيك منه؟ فقال: ((ما لي وللدُّنيا إنَّما أنا في الدُّنيا كراكبٍ أستظلَّ تحت شجرة ثمَّ راح وتركها)).
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة ظاهرةٌ، والحديث من أفراده.