إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه

          6501- وبه قال: (حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) بن زياد النَّهديُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ) بضم الزاي وفتح الهاء، ابن معاوية قال: (حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ) الطَّويل (عَنْ أَنَسٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلعم نَاقَةٌ. قَالَ) البخاريُّ: (وَحَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدٌ) هو: ابنُ سَلَامٍ _كما جزم به الكلاباذيُّ_ قال: (أَخْبَرَنَا الفَزَارِيُّ) بفتح الفاء والزاي المخففة وبعد الألف راء مكسورة، مروان بن معاوية (وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ) سليمان بن حيَّان _بالمهملة والتحتية المشددة_ الأزديُّ كلاهما (عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ) ☺ أنَّه (قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صلعم تُسَمَّى العَضْبَاءَ) بفتح المهملة وسكون المعجمة بعدها موحدة ممدودة(1)، وصفٌ للمشقوقة الأُذن لكن(2) ناقته صلعم لم تكن مشقوقة الأُذن لكنَّه صار لقبًا لها (وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ) بضم الفوقية وفتح الموحدة (فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ) بفتح القاف، بَكْرٍ له من الإبل أمكن ظهره من الرُّكوب (فَسَبَقَهَا / فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: سُبِقَتِ العَضْبَاءُ) بضم السين، و«العضباءُ» رفع (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : إِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ) بتشديد النون (أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا) ولأبي ذرٍّ: ”أن لا يُرفع“ مبنيًّا للمفعول ”شيءٌ“ (مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ) وفي بعض طرقِ الحديث(3) عند النَّسائيِّ: «حقٌّ على الله أن لا يَرفع شيءٌ نفسَه في الدُّنيا إلَّا وضعه»، وبه تحصلُ(4) المطابقةُ بين الحديثِ والتَّرجمة؛ إذ فيه الحضُّ على التَّواضع وذمِّ التَّرفُّع.
          وحديثُ الباب سبق في «باب ناقة النَّبيِّ(5) صلعم » من «كتاب الجهاد» [خ¦2872].


[1] في (ص) و(ب): «ممدود».
[2] في (د): «ولكن».
[3] «وفي بعض طرق الحديث»: ليست في (ع).
[4] في (ع): «تخصُّصه».
[5] في (د): «رسول الله».