الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن الرسول حين قفل من غزوة خيبر

          2588- الثَّاني: عن الزهريِّ عن سعيد بن المسيَّبِ عن أبي هريرةَ: «أنَّ رسول الله صلعم حين قَفَلَ من غزوة خيبرَ سار ليلةً حتَّى إذا أدركه الكَرى عرَّسَ، وقال لبلالٍ: اكلَأ لنا اللَّيلَ(1). فصلَّى بلالٌ ما قُدِّرَ له، ونام رسول الله صلعم وأصحابُه، فلمَّا تقارب الفجرُ استند بلالٌ إلى راحلَتِه مواجِهَ الفجر، فغلبتْ بلالاً عيناهُ وهو مستندٌ إلى راحلتِه، فلم يستيقظْ رسول الله صلعم ولا بلالٌ ولا أحدٌ من أصحابِه حتَّى ضربتْهُم الشَّمسُ، فكان رسول الله صلعم أوَّلَهم(2) استيقاظاً، ففزِعَ رسول الله صلعم فقال: أي بلالُ. فقال بلالٌ: أخذَ بنفسي الَّذي أخذَ بنفسِكَ، قال: اقتادوا. فاقتادوا رواحِلَهم شيئاً، ثمَّ توضَّأ رسول الله صلعم وأمر بلالاً فأقامَ الصَّلاةَ، فصلَّى بهمُ الصُّبحَ، فلمَّا قضى الصَّلاةَ قال: مَن نسيَ الصَّلاةَ / فليُصَلِّها إذا ذَكرَها، فإنَّ اللهَ قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه:14]». وكان ابنُ شهابٍ يقرأها: (للذِّكْرَى).
          وأخرجه أيضاً من حديث أبي حازمٍ عن أبي هريرةَ قال: «عرَّسْنا مع نبيِّ الله صلعم، فلم يستيقِظْ حتَّى طلعَتِ الشَّمسُ، فقال النَّبيُّ صلعم: ليأخُذْ كلُّ رجلٍ برأس راحلَتِه، فإنَّ هذا منزلٌ حضرَنا فيه الشَّيطانُ. قال: ففعلْنا، ثمَّ دعا بالماء، فتوضَّأ ثمَّ سجد سجدتَين، _وقال بعضُ الرُّواة: ثمَّ صلَّى سجدتَينِ_ ثمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ فصلَّى الغداةَ».


[1] اكلأ لنا الصبح: أي؛ احفظه وراعه، والكلاءةُ الحفظ، يقال: كَلأَكَ الله، أصله الهمز وقد يخفف.
[2] سقط قوله: (أولهم) من (الحموي).