الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم

          2621- الخامس والثَّلاثون: عن الأغر أبي مسلم أنَّه قال: أشهد على أبي هريرةَ وأبي سعيد أنَّهما شَهِدا على النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: «لا يقعد قومٌ يذكرون الله إلَّا حفَّتهم الملائكة(1)، وغشيتهم الرَّحمة، ونزلت عليهم السَّكينة، وذكرهم الله فيمن عنده».
          وأخرجه مسلم أيضاً مع زيادةٍ في أوَّله وآخره من حديث سليمان الأعمش عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «مَن نَفَّس عن مؤمن كربةً من كُرب الدُّنيا نفَّس الله عنه كُربةً(2) من كُرَب يوم القيامة، ومن يَسَّر على مُعسِرٍ يَسَّر الله عليه في الدُّنيا والآخرة، ومَن ستر مسلماً ستره الله في الدُّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنَّة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلَّا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرَّحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لَم يُسرِع به نسبه».
          وقد أخرج مسلم أيضاً طرفاً منه من حديث وهيب بن خالد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا يَستر عبدٌ عبداً في الدُّنيا إلَّا ستره الله يوم القيامة».
          ومن حديث روح بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: «لا يستر الله / على عبدٍ في الدُّنيا إلَّا ستره الله يوم القيامة».
          وهذا أيضاً معنىً آخرُ ينبغي أن يُفرَدَ إن كان صحَّ ضبط الرِّاوي له.


[1] حفَّتهُم الملائكةُ: أحاطت بهم من جوانبهم.
[2] نفَّس الله كُربتَه: أي؛ فرَّجها، والتَّنفيسُ التخفيف.