الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة

          2630- الرَّابع والأربعون: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «من توضَّأ فأحسن الوضوء، ثمَّ أتى الجمعة فاستمع / وأنصت، غُفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيَّامٍ، ومَن مَسَّ الحصا فقد لغا(1)».
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث روح بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «من اغتسل ثمَّ أتى الجمعة فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثمَّ انتصت حتَّى يَفرُغ(2) من خطبته، ثمَّ يصلِّي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيَّامٍ».


[1] اللَّغو: السُّوءُ، كله مذمومٌ إلا ما سُمح فيه من الأيمان التي لا تكون بقصد ولا نية، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3] قالوا: عن كل لعب ومعصية، وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص:55] أي: عن كل ما يُلْغى، وقال: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان:72] أي: بالباطل والجفاء {لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} [الغاشية:11] أي: قائلةً لغواً، وأصل اللغو الميل عن الصواب، وقيل معنى قوله: «ومن مس الحصا فقد لغا»، يعني من مس الحصا في الصلاة فقد لغا؛ أي: تكلم ولو كان ذلك في الصلاة لم يكن لتخصيص الجمعة معنى، والحديث إنما جاء في الترغيب في الإنصات للخطبة وترك الاشتغال عن ذلك بشيء.
[2] زاد في (ت): (الإمام)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية مسلم.